أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-12-2014
3471
التاريخ: 16-12-2014
3132
التاريخ: 13-3-2019
3091
التاريخ: 8-5-2022
979
|
* الزهراء فاطمة هي بنت محمد بن عبد اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وخديجة بنت خويلد رضي اللّه عنها .
ولدت من أكرم أبوين عرفهما التاريخ البشري ، ولم يكن لأحد في تاريخ الإنسانية ما لأبيها من الآثار التي غيّرت وجه التاريخ ، ودفعت بالإنسان أشواطا بعيدة نحو الأمام في بضع سنوات معدودات ، ولم يحدّث التاريخ عن امّ كأمّها وقد وهبت كلّ ما لديها لزوجها العظيم ومبدئه الحيكم ، مقابل ما أعطاها من هداية ونور .
* في ظلّ هذين الأبوين العظيمين درجت فاطمة البتول ، ونشأت في دار يغمرها حنان أبيها الذي حمل عبء النبوّة وتحمّل في سبيله ما تنوء به الجبال ، فأنّى اتجّه وأين ذهب كان يرى قريشا وغلمانها له بالمرصاد ، وفاطمة الزهراء ( عليها السّلام ) على صغر سنّها ترى كلّ ذلك ، وتساهم مع امّها في التخفيف من وقع ذلك في نفسه فكانت تتلوّى من الألم لما كان يلقى من فادح الأذى وتتجرّع ما كان يكابده المسلمون الأوّلون من اضطهاد مرير .
* لقد عاشت السيّدة فاطمة الزهراء ( عليها السّلام ) محن تبليغ الرسالة الإلهية منذ نعومة أظفارها ، وحوصرت مع أبيها وأمّها وسائر بني هاشم في الشعب ولم تبلغ - في بدء الحصار - من العمر سوى سنتين .
وما أن رفع الحصار بعد سنوات ثلاث عجاف ، حتى واجهت محنة وفاة امّها الحنون وعمّ أبيها وهي في بداية عامها السادس ، فكانت سلوة أبيها في تحمّل الأعباء ومواجهة الصعوبات والشدائد ، تؤنسه في وحدته وتؤازره على ما يلمّ به من طغاة قريش وعتاتهم .
وهاجرت مع ابن عمّها والفواطم ، إلى المدينة المنوّرة في الثامنة من عمرها الشريف ، وبقيت إلى جنب أبيها الرسول الأعظم ( صلّى اللّه عليه واله ) حتى اقترنت بالإمام عليّ بن أبي طالب ( عليه السّلام ) فكوّنت أشرف بيت في الإسلام بعد بيت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) إذ أصبحت الوعاء الطاهر للسلالة النبوية الطاهرة والكوثر المعطاء لعترة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) الميامين .
* لقد قدّمت الزهراء ( عليها السّلام ) أروع مثل للزوجة النموذج وللأمومة العالية ، في أحرج لحظات التاريخ الإسلامي الذي كان يريد أن يختطّ طريق الخلود والعلى في بيئة جاهلية وأعراف قبلية ، ترفض إنسانية المرأة وتعدّ البنت عارا وشنارا ، فكان على مثل الزهراء - وهي بنت الرسالة المحمّدية الغرّاء ووليدة النهضة الإلهية الفريدة - أن تضرب بسلوكها الفردي والزوجي والاجتماعي مثلا حقيقيا وعمليا يجسّد مفاهيم الرسالة وقيمها تجسيدا واقعيّا .
وقد أثبتت الزهراء للعالم الإنساني أجمع أنّها الإنسان الكامل الذي استطاع أن يحمل طابع الأنوثة ، فيكون آية إلهية كبرى على قدرة اللّه البالغة وإبداعه العجيب ، إذ أعطى للزهراء فاطمة أوفر حظ من العظمة وأوفى نصيب من الجلالة والبهاء .
* أنجبت الزهراء البتول لعليّ المرتضى : سيّدي شباب أهل الجنّة وابنيّ رسول اللّه « الحسن والحسين » الإمامين العظيمين ، والسيّدتين الكريمتين « زينب الكبرى وامّ كلثوم » المجاهدتين الصابرتين ، وأسقطت خامس أبنائها « المحسن » بعد وفاة أبيها في أحداث الاعتداء على بيتها ( بيت الرسالة ) ، فكان أوّل قربان أهدته هذه الامّ المجاهدة الشهيدة بعد أبيها من أجل صيانة رسالة أبيها من التردّي والانحراف .
* لقد شاركت الزهراء ( عليها السّلام ) أباها وبعلها صلوات اللّه عليهما في أحرج اللحظات وفي أنواع الأزمات ، فنصرت الإسلام بجهودها وجهادها وبيانها وتربيتها لأهل بيت الرسالة الذين استودعهم الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) مهمة نصرة الإسلام بعد وفاته ، فكانت أوّل أهل بيته لحوقا به بعد جهاد مرير ، توزّع في سوح الجهاد مع المشركين والقضاء على خطط ومؤامرات المنافقين ، وتجلّى في تثقيف نساء المسلمين كما تجلّى في الوقوف أمام المنحرفين ، فكانت بحقّ رمز البطولة والجهاد والصبر والشهادة والتضحية والايثار ، حتى فاقت في كلّ هذه المعاني سادات الأوّلين والآخرين في أقصر فترة زمنية يمكن أن يقطعها الإنسان نحو أعلى قمم الكمال الشاهقة .
فسلام عليها يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيّة وهي تحمل كلّ أوسمة الشرف والسمو وعليها حلل الكرامة .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن مشروع الحزام الأخضر البدء بالمرحلة الثانية لتأهيل واحة الإمام الحسين (عليه السلام)
|
|
|