المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

دعاء للزراعة
17-10-2016
لي – ماريوس صوفوس
10-9-2016
الدعاء والأمر والنهي
2024-09-21
الآفات التي تصيب الخرشوف
25-4-2021
Rössler Attractor
12-10-2021
معنى كملة ميل‌
3-1-2016


الأخلاق السيئة نوع من الأمراض  
  
2351   12:29 صباحاً   التاريخ: 27-4-2022
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الحياة في ظل الأخلاق
الجزء والصفحة : ص8ـ10
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-12-2016 1901
التاريخ: 13-2-2022 1854
التاريخ: 8-1-2023 1306
التاريخ: 6-9-2020 2081

كلنا نعلم بأن للإنسان، دون سائر المخلوقات الحية، وضعاً استثنائياً خاصاً؛ لأن وجوده مركب من قوى متناقضة .

فمن ناحية نجد أن سلسلة الأهواء النفسية الجامحة والغرائز والميول الحيوانية تدعوه إلى الأخلاق الذميمة والتعدي على حقوق الآخرين، والعبث وإطاعة الشهوات والخيانة والكذب.

ومن ناحية أخرى نجد أن قوى العقل والإدراك والعواطف الإنسانية والضمير تدعوه إلى الأخلاق الفاضلة والإيثار والحب والأخلاق والتقوى وغيرها.

والتنازع بين هذه القوى موجود في جميع الشر، والتغلب النسبي لأحدها يؤذي إلى اختلاف مستويات الناس من حيث القيم الإنسانية بصورة تامة، ومن ثم إلى ازدياد المسافة بين أعلى وأسفل نقطة في المنحنى الصعودي والنزولي للإنسان، فأحياناً يصل إلى مرتبة أعلى من الملائكة المقربين، وأحيانا أخرى إلى مرتبة أدنى من أخطر الحيوانات المفترسة.

وهذه الحقيقة مستنبطة من أحاديث عديدة منها ما جاء عن أمير المؤمنين علي عليه السلام إذ قال: «إن الله خص الملك بالعقل دون الشهوة والغضب، وخص الحيوانات بهما دونه، وشرف الإنسان بإعطاء الجميع، فإن انقادت شهوته وغضبه لعقله صار أفضل من الملائكة؛ لوصوله إلى هذه الرتبة مع وجود المنازع، والملائكة ليس لهم منازع» (جامع السعادات، ج ١ ص ٣٤).

ولكن ينبغي الانتباه هنا إلى أن الغرائز والميول والشهوات في حالتها الطبيعية المتوازنة ليست خالية من الضرر فقط، بل هي ضرورات حياتية للإنسان.

وبعبارة أخرى كما أن جسم الإنسان لم يخلق فيه عضو عديم الفائدة أو بلا وظيفة، فإن كل الدوافع الذاتية والغرائز والميول لها أثر حيوي في روح الإنسان وقلبه، ولا تكون ضارة أو مهلكة إلا في حالات الانحراف عن الوضع الطبيعي واختلال التوازن.

فمثلاً من ذا الذي يستطيع إنكار أثر الغضب في حياة الإنسان؟

فعندما تتعرض حقوق أحد الأفراد للسلب والاعتداء ولم تُجنّد جميع قواه المخزونة في وجوده تحت شعاع القوة الغضبية، كيف يستطيع الدفاع عن حقه وهو في حالة الهدوء التي لم يستخدم فيها حتى عُشرُ قواه المخزونة، ولم يدخلها في ساحة الصراع؟

لكن لو انحرفت هذه القوة الغضبية عن محورها الأصلي، ولم تكن سلاحاً رادعاً في يد العقل، لصار الإنسان حيوانا شرساً مطلق العنان.

وكذلك رغبة الإنسان المتوازنة بالثروة والجاه وما شاكل ذلك وأثرها الواضح في تمكينه من سلوك طرق الكمالات، كما لا يخفى على أحد الأثر السلبي لحب المال والجاه، أي الإفراط في هذه الميول .

لذا فكما أن اختلال التوازن الجسماني يصحبه أعراض مؤلمة يطلق عليها (المرض) كذلك اختلال توازن القوى الروحية والغرائز والميول يعتبر نوعاً من الأمراض الروحية سماها علماء الأخلاق بـ الأمراض القلبية.

وهذا التعبير مأخوذ في الحقيقة من القرآن الكريم حيث كنى عن نفاق المنافق بالمرض : {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} [البقرة: 10]




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.