المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

تفسير سورة النبإ من آية (1-38)
2024-02-23
اسباب سوء الخاتمة
6-10-2016
العبادة
26-9-2016
زواج الزهراء عليها السلام
12-12-2014
أدهم بن محرز الباهلي
22-9-2020
تسمية وتصنيف الفيروسات النباتية Nomenclature and classification
20-6-2018


كيف نشأت الحياة على الارض؟  
  
2155   12:05 مساءاً   التاريخ: 4-08-2015
المؤلف : محمد حسن آل ياسين‏
الكتاب أو المصدر : أصول الدين
الجزء والصفحة : ص108-122
القسم : العقائد الاسلامية / مقالات عقائدية /

[السؤال] هو: كيف نشأت الحياة على الارض؟ و هل يمكن ان يكون مصدرها الشمس؟

وللجواب على هذا السؤال نتساءل أولا: ما هي الحياة ؟

هل هي شيء له حجم او مادة لها وزن؟ أم هي خليط بين هذا و ذاك او من هذا و ذاك؟.

الحياة هي الأثر الذي يظهر في الخلية الحية التي لا تكاد ترى الا بالمجاهر الكبيرة. فهذه النقطة التي تناهت في الصغر تحتوي على مادة لزجة تسمى «بروتوبلازم»، و اثر الحياة فيها انها تتحرك فتأخذ من الجو ثاني اوكسيد الكاربون في وجود الشمس، وتفصل الهيدروجين من الماء فتكون بذلك مركبات كيماوية هي غذاؤها الذي تنمو به و تنقسم.

وقد حاول العلماء ملايين المرات خلق «البروتوبلازم» الحي بمختلف الوسائل و تحت مختلف الظروف فاخفقوا و ازدادوا ايمانا بوجود خالق لهذه الخلية، و ان الخلق لا يمكنهم خلق انفسهم.

وهذه الخلية الحية التي هي وحدة الحياة تتكاثر فتسبب الكائنات، فهل خلقت اوّل خلية منها خلقا أم وجدت مصادفة؟!.

ولقد وضعت نظريات عديدة لتفسير كيفية نشأة الحياة من عالم الجمادات، فذهب بعض الكتاب الى ان الحياة قد نشأت من البروتوجين، او من الفيروس، او من تجمع الجزيئات البروتينية الكبيرة. وقد يخيل الى بعض الناس ان هذه‏ النظريات قد سدت الفجوة التي تفصل بين عالم الاحياء و عالم الجمادات. و لكن الواقع الذي ينبغي ان نسلم به هو ان جميع الجهود التي بذلت للحصول على المادة الحية من غير الحية قد باءت بالفشل الذريع، و مع ذلك فان من ينكر وجود اللّه لا يستطيع ان يقيم الدليل المباشر للعالم المتطلع على ان مجرد تجمع بعض الذرات و الجزيئات عن طريق المصادفة يمكن ان يؤدي الى ظهور الحياة وصيانتها و توجيهها بالصورة التي شاهدناها في الخلايا الحية، لان كل خلية من الخلايا الحية قد بلغت من التعقد درجة يصعب علينا فهمها، و ان ملايين الملايين من الخلايا الحية الموجودة على سطح الارض تشهد بقدرة اللّه شهادة تقوم على الفكر و المنطق و الوضوح العقلي.

ان التفسير العلمي للحياة بأنها نشاط كيماوي تفسير غير كاف، لان الجسم الميت يحتوي على نفس المواد الكيماوية التي في الجسم الحي، و التراب يحتوي على نفس المقادير من الحديد و النحاس و الكربون.

والقول بأن الرغبة الجنسية يحث عليها هرمون التستوستيرون لا يفسر لنا الرغبة الجنسية. لأننا سنقول: و ما هي الفاعلية التي صنعت التستوستيرون في الجسم.

وبالمثل حينما يقول لنا عالم النبات ان حركة «عباد الشمس» نحو الشمس ينظمها هرمون الاكسين لن نعتبر المشكلة قد حلت، و انما سوف نسأل: و ما هي الفاعلية التي صنعت هذه المادة المثيرة و التي تضبط كمياتها في نسيج النبات؟.

وان التركيب الكيماوي للخلية لا يكشف لنا سر حياتها، لأن الحياة ليست مجرد منظومة جامدة مثل البيت او المصنع، و انما هي منظومة حية فيها قدرة على تكرار نفسها، و فيها فطرة ارشادية تقودها من الداخل، و هي فطرة مبثوثة في نسيجها تجدد ما يتلف منها و تستحدث ما يضيع.

وهكذا يكون اللغز المطلوب حله كامنا في هذه البصيرة المطوية في تضاعيف المادة، و ليس في تركيب المادة نفسه.

ويرى العلم الحديث ان ارضنا هذه كانت قطعة من الشمس انفصلت عنها، و لا بد انها كانت عند انفصالها بدرجة حرارة الشمس نفسها- و لنفترض انها كانت تماثل درجة حرارة الشمس حاليا، برغم مرور ملايين السنين التي تعمل على‏ خفض حرارتها- فتكون درجة حرارة سطحها ستة آلاف درجة مثوبة، اما باطنها فدرجة حرارته أربعون مليون درجة، و لما اخذت الغازات التي انفصلت عن الشمس لتكون الارض تبرد تدريجيا تكون سطح الارض، و تكون الماء الذي كلما لامس القشرة الارضية المرتفعة الحرارة طار الى الجو في شكل بخار درجته لا تتصور، فيقابل جوا باردا بين الارض و الشمس فيعود الى الارض في شكل طوفان مدمر، و بتوالي انخفاض الحرارة استقر الماء و تكونت البحار ثم الجبال.

وعلى فرض صحة هذه الفروض في كيفية وجود الكرة الارضية، فنحن نفكر في امر الخلية الحية التي ربما يقال انها نزلت مع الارض من الشمس، و كيف يمكن ان تعيش خلية حية في درجة حرارة قدرها ما لا يقل عن ستة آلاف درجة مئوية، مهما كانت هذه الخلية مغلفة، و مهما اتخذ حيالها من ضروب الوقاية و المحافظة عليها.

ان درجة حرارة الانسان- وهو الذي يعتبر ارقى الكائنات الحية- لا تزيد على 37 مئوية، الا في حالات المرض فتتجاوز الاربعين قليلا، و اذا كان الماء يصبح بخارا في درجة مائة من‏ الحرارة فإن درجة الف كافية لان تجعل كل شيء مهما كان صلبا، على درجة غازية يفقد معها صلابته، فما بالنا بدرجة حرارة ستة آلاف؟

وعلى هذا فان العلم و العقل متفقان على استحالة بدء الحياة بخلية حية قادمة من الشمس، و لا بد للكائن الحي ان يكون خلق على الارض بعد تكوينها، و ما اجمل ما يعلنه العالم المعروف غوستاف بونيه اذ يقول:

«ان نخلق المادة الحية!! كيف يمكن ذلك حين نفكر كم من الخصائص المتجمعة و الوراثة و المستقبل المعقد يوجد في قطعة من البروتوبلازم الحية».

ونعود الآن و بعد بيان كل ما سلف، الى السؤال الرئيس في البحث:

هذا الكائن الاول الذي لم تسبقه حياة، من اين جاء؟

ومم تطور؟ و لا حياة قبله.

هل جاء من عدم؟ هل تخلق من مادة موات!

وكيف يتخلق الحي من الميت و يصدر الوجود من العدم؟.

اسئلة لا جواب عليها و لا حيلة للعلم فيها سوى الفروض و التخمينات.

واحد يفترض ان الكائن الاول سقط علينا من السماء في لفافات الشهب و النيازك قادما من كواكب بعيدة مأهولة.

وهو جواب يحملنا الى نفس السؤال الاول، فمن اين نشأت هذه الكائنات الاولية على تلك الكواكب البعيدة؟.

وعالم اخر يقول: الحياة تخلقت من المادة الموات نتيجة ترتيب فريد في ذراتها. و شهادته على ذلك ان المادة الحية تتألف من نفس العناصر الميتة التي نراها حولنا في الصخور و المياه و الطين. نفس الذرات: الكاربون و الهيدروجين و الاوكسجين و النتروجين، و قد اعيد بناؤها بنسب و انماط و علاقات فريدة لتعطي الاحماض الامينية و البروتينات و النشويات و السكريات التي نراها في الكائنات الحية، و هو لا يكتفي بالافتراض، بل يقدم تجربة مثيرة يطلق فيها شرارة كهربائية و اشعاعات فوق بنفسجية في مزيج من غازات النوشادر و ثاني اوكسيد الكاربون و الميثان و بخار الماء، ثم يجمع نواتج التفاعل فاذا بها آثار احماض امينية.

والاحماض الامينية تعرف بانها اللبنة الاساسية التي صنع منها الكائن الحي. فمن تشابك هذه الاحماض بطريقة او باخرى ينشأ نوع او اخر من انواع البروتين. و هذه يمكنها ان تتشابك بمليون و مليون طريقة كما تتشابك حروف الهجاء في اللغة الواحدة لتؤدي الى ما لا نهاية من العبارات و الكلمات و المعاني. و البروتينات الناتجة هي دائما مواد شديدة الحساسية للحرارة و البرودة و الضوء و الكهرباء فتنحل و تتركب لأقل مؤثر خارجي، فهي اذن تملك صفة الحياة الجوهرية: الانفعال بالبيئة و التأثر بمؤثراتها.

ولقد كانت الظروف منذ ملايين السنين على الارض ملائمة لتكرار مثل تلك التجربة و لتكوين هذه المركبات الفريدة التي اسمها الاحماض الامينية، و كانت تذوب في الماء بمجرد تكوينها فتتشابك مع بعضها لتؤلف ملايين الاحتمالات من المواد البروتينية. و كان لا بد ان تلتقي هذه الاحماض الامينية ذات مرة على النمط الفريد المعروف باسم «حامض ديزوكسي ريبونيوكليك»D .N .A ذلك الجزي‏ء الذي يتكون منه الفيروس.

انها مجموعة من الفروض. كل فرض منها يأخذ برقبة الاخر.

ان هؤلاء العلماء يقولون ان قانون الصدفة يؤيدنا.

فالقرد الذي يجلس على الآلة الكاتبة يدق عليها الى ما لا نهاية من الزمان لا بد ان يدق مرة شعرا لشكسبير. أليست امامه لا نهاية من الفرص و لا نهاية من الزمان؟

ان كل ما يطلبون ان تتراص الاحماض الامينية على الهيئة الفريدة التي اسمهاD .N .A  ، و سوف تتولى المادة الفريدة امر نفسها فتتكاثر بآليتها الخاصة واضعة بذلك بذور الحياة الاولى.

صدقنا و آمنا جدلا و افتراضا ان عناصر التراب و الماء التقت‏ صدفة و اعتباطا و اتفاقا على شكل الحامض البدائي‏D .N .A .

ثم بدأ الحامض يتناسل بطريقته الآلية ليصنع من نفسه ملايين النسخ.

ان كل هذا ليس الحياة التي نراها.

لا بد اذن ان نعود فنفترض ان مفردات هذا الحامض عادت فالتقت صدفة و اتفاقا و اعتباطا لتؤلف البروتين.

ثم ان البروتين صدفة و اعتباطا شكل نفسه على صورة خلية.

ثم نعود فنقول: ان احدى الخلايا اختارت لنفسها صدفة و اعتباطا الشكل النباتي و خلية اخرى اختارت لنفسها صدفة و اعتباطا الخط الحيواني.

ثم نتسلق شجرة الحياة درجة درجة، و معنا هذا المفتاح السحري كلما اعيتنا الحيلة في شي‏ء قلنا: انه حدث صدفة.

هل هذا معقول؟!.

بالصدفة تستدل الطيور والاسماك المهاجرة على اوطانها على بعد آلاف الأميال وعبر الصحاري و البحار.

بالصدفة يكسر الكتكوت البيضة عند اضعف نقطة فيها ليخرج.

بالصدفة تلتئم الجروح و تخيط نفسها بنفسها بدون جراح.

بالصدفة يدرك «عباد الشمس» ان الشمس مصدر حياته فيتبعها.

بالصدفة تصنع اشجار الصحاري لنفسها بذورا مجنحة لتطير عبر الصحاري الى حيث ظروف إنبات وري و أمطار احسن.

بالصدفة اكتشف «الفيروس» طريقته المرعبة في السطو على الخلية و سرقة حياتها من داخلها و تدميرها.

بالصدفة اكتشف النبات «الكلوروفيل» و استخدمه في توليد طاقة حياته.

بالصدفة صنع البعوض اكياسا للطفو لكل بيضة من بيضاته لتطفو على الماء ولا تهلك.

والنملة التي تحقن السم في المراكز العصبية للدودة لتشلها ثم تسحبها لتحتفظ بها في عشها طعاما مخزونا للصغار، هل تتم هذه القصة المحبوكة بالصدفة؟.

والنحلة التي اقامت مجتمعا و نظاما و مارست العمارة و تخصصت في عمليات كيميائية معقدة تحول بها الرحيق الى عسل و الزهر الى شمع هل تقوم بكل هذا صدفة؟

وحشرات «الترميت» التي اكتشفت القوانين الاولية لتكييف الهواء وطبقت في مجتمعها نظاما صارما للطبقات هل وصلت الى ذلك بالصدفة؟

والحشرات الملونة التي اكتشفت اصول فن ومكياج التنكر و التخفي؟

والحشرات «قاذفة القنابل» التي تولد الغازات السامة و تطلقها، هل كل هذا تم صدفة و خبط عشواء؟.

لو اننا صدقنا و آمنا بأن الحياة بدأت صدفة!

فكيف نصدق ان كل هذه الاحداث تمت بالصدفة.

انها السذاجة بعينها ان نقول مثل هذا الكلام.

وقد وجد الفكر المادي نفسه في مأزق امام هذه السذاجة فبدأ يحاول التخلص من كلمة «الصدفة» ليفترض فرضا اخر فقال: ان كل هذه الحياة المذهلة بألوانها و تصانيفها بدأت من «حالة ضرورة» مثل الضرورة التي تدفعك الى الطعام ساعة الجوع، ثم تعقدت «الضرورة» بتعقد البيئات و الظروف و الحاجات فنشأت كل هذه الالوان.

وهذا مجرد لعب بالألفاظ.

فمكان «الصدفة» وضعوا كلمة «تعقد الضرورة».

وهي في نظرهم تتعقد تلقائيا و تنمو تلقائيا، فكيف؟!.

كيف ينمو الحدث الواحد الى قصة محبوكة بدون عقل مؤلف؟.

ومن الذي اقام «الضرورة» اصلا؟.

وكيف تقوم «الضرورة» من «لا ضرورة»؟.

انها استماتة و تفان من اجل تجنب حقيقة فطرية بديهية تفرض نفسها على ذلك كله فرضا: ان هناك خالقا مدبرا.

فلماذا المكابرة؟

ولما ذا نلتمس المستحيل لنتجنب الحقيقة الواضحة التي تهتف بها الفطرة و البداهة من اعماقنا؟

واذا كذبنا البداهة فما ذا يبقى من عقلنا، و هو يقوم كله على نظام منطقي من البديهيات؟.

وليس من معنى لذلك كله سوى ان نهدم عقلنا و معطياته من حيث ندعي اننا عقلانيون علميون نستهدي الموضوعية العلمية في كل شيء.

يقول عالم الطبيعة الدكتور كونجدن:

«ان جميع ما في الكون يشهد على وجود اللّه سبحانه و يدل على قدرته و عظمته. و عند ما نقوم نحن العلماء بتحليل ظواهر هذا الكون و دراستها، حتى باستخدام الطريقة الاستدلالية فإننا لا نفعل اكثر من ملاحظة آثار ايادي اللّه و عظمته. ذلك هو اللّه الذي لا نستطيع ان نصل إليه بالوسائل العلمية المادية، و لكننا نرى آياته في انفسنا و في كل ذرة من ذرات هذا الوجود.

وليست العلوم الا دراسة خلق اللّه و آثار قدرته».

{ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ } [الأنعام: 102] {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } [يونس: 5] {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ* وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ} [إبراهيم: 32، 34] {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } [الأعراف: 54]

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.