المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة مؤتة وما بعدها إلى فتح مكة
2024-11-02
من غزوة خيبر إلى غزوة مؤتة
2024-11-02
غزوة خيبر
2024-11-02
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02

ظهور الملكية المطلقة في القيامة
2023-05-07
وضوؤه
30-3-2016
Constituent analysis
12-3-2022
Bitwin Chain
13-1-2021
تماميّة الملك‌ شرط في وجوب الزكاة‌
27-11-2015
اشتراط كون التجارة معاوضةً محضة
30-11-2015


مصعب بن عمير / اسوة الشباب من أصحاب رسول الله والامام علي  
  
2319   11:18 صباحاً   التاريخ: 25-4-2022
المؤلف : محَّمد الرّيشَهُريٌ
الكتاب أو المصدر : جَواهُر الحِكمَةِ لِلشَّبابِ
الجزء والصفحة : ص305 ـ 306
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

مصعب بن عمير بن هاشم، يكنى أبا عبد الله. كان من فضلاء الصحابة وخيارهم، ومن السابقين إلى الإسلام. أسلم ورسول الله (صلى الله عليه وآله)، في دار الأرقم وكتم إسلامه خوفاً من أمهِ وقومه، وكان يختلف إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، سراً فبصر به عثمان بن طلحة العبدري يصلي، فأعلم أهلهُ وأمه فأخذوه فحبسوه، فلم يزل محبوساً إلى أن هاجر إلى أرض الحبشة، وعاد من الحبشة إلى مكة، ثم هاجر إلى المدينة بعد العقبة الأولى ليُعلم الناس القرآن ويصلي بهم(1).

كان مصعب بن عمير فتى مكة شباباً وجمالاً وكان أبواه يحبانه وكانت أمه تكسوه أحسن ما يكون من الثياب وأرقهُ وكان أعطر أهل مكة، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله)، يذكره ويقول: ما رأيتُ بمكة أحسن لمةً ولا أرق حُلةً ولا أنعم نعمةً من مصعب بن عمير(2).

وقال (صلى الله عليه وآله)، - لما أقبل عليه مصعب بن عمير وعليه إهاب كبش ـ: أنظروا إلى رجلٍ قد نور الله قلبه، ولقد رأيته وهو بين أبويه يُغذيانه بأطيب الأطعمة وألين اللباس، فدعاه حب الله ورسوله إلى ما ترون(3).

وعن الإمام علي (عليه السلام): إنا لجلوس مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، في المسجد إذ طلع علينا مصعب بن عمير وما عليه إلا بردةٌ له مرقوعة بفرو، فلما رآه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، بكى للذي كان فيه من النعمة والذي هو فيه اليوم(4).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ أسد الغابة: ج5، ص175، الرقم4936. 

2ـ المستدرك على الصحيحين: ج3، ص221، ح4904.

3ـ تنبيه الخواطر: ج1، ص154.

4ـ أسد الغابة: ج5، ص176، الرقم4936. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.