ضد كشف العيوب سترها وإخفاؤها. وهو من أعظم شعب النصيحة ولا حد لثوابه كما يستفاد من الاخبار الكثيرة.

 قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (من ستر على مسلم ستره الله في الدنيا والآخرة)(1).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (لا يستر عبد عيب عبد إلا ستره الله يرى يوم القيامة)(2).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (لا امرئ من أخيه عورة فيسترها عليه إلا دخل الجنة)(3).

وكفى بستر العيوب فضلا أنه من أوصاف الله سبحانه ومن شدة اعتنائه بستر الفواحش اناط ثبوت الزنا وهو أفحشها بما لا يمكن اتفاقه إلا نادراً، وهو مشاهدة أربعة عدول كالميل في المكحلة، فانظر الى أنه تعالى كيف أسبل الستر على العصاة من خلقه في الدنيا، بتضييق الطرق المؤدية الى كشفه، ولا تظنن أنك تحرم هذا الستريوم تبلى السرائر، فقد ورد في الحديث: (ان الله تعالى اذا ستر على عبده عورته في الدنيا، فهو أكرم من يكشفها في الآخرة).

وورد ايضا: انه يؤتى يوم القيامة بعبد يبكي فيقول الله سبحانه له: لم تبكي؟ فيقول: ابكي على ما سينكشف عني من عورتي او عيوبي عند الناس والملائكة، فيقول الله: عبدي ما أفضحتك في الدنيا بكشف عيوبك وفواحشك وانت تعصيني وتحك، فكيف أفضحك اليوم بكشفها وأنت لا تعصيني وتبكي وفي خبر آخر: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يطلب يوم القيامة من الله سبحانه الا يحاسب امته بحضرة من الملائكة والرسل وسائر الامم، لئلا تظهر عيوبهم عندهم، بل يحاسبهم بحيث لا يطلع على معاصيهم غيره سبحانه وسواه (صلى الله عليه وآله)، فيقول الله سبحانه: يا حبيبي انا ارأف بعبادي منك، فاذا كرهت كشف عيوبهم عند غيرك، فانا اكره كشفها عندك ايضا ، فأحاسبهم وحدي بحيث لا يطلع على عثراتهم غيري.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) السنن الكبرى: 309/4.

(2) مسند الشهاب: ۰۷۲/۲

(3) المعجم الاوسط: ۱۳۱/۲. اختلاف يسير