١- إن المحرر الحاذق يستطيع من خلال المكالمة التليفونية التي يقوم بإجرائها مع الشخصية التي رشحها لتكون متحدثة أن يتأكد من ان هذا الترشيح القائم على أساس دراسة الموضوع والشخصية، كان ترشيحاً ناجحاً وأنه اختار للحديث المناسب الشخص المناسب، كما يمكنه أيضا التأكد من مدى جدارته.

٢- يمكن للمحرر من خلال هدا الاتصال أن يستكشف مدى صحة الخبر أو المعلومة أو الفكرة أو القضية محور حديثه الصحفي، وقد يحول هذا الاتصال من إستراتيجية الحديث كلية وربما أدى إلى إلغائه كله، والحصول على موافقة الرؤساء بذلك، بعد إقناعهم

٣- عن طريق هذا الاتصال يمكن للمحرر أن يعرف درجة موافقة الشخصية على إجراء الحديث معها، وهل هي متحمسة له أو ىلا ودرجة حماسها، أو تأييدها أو رفضها مما يفيد كثيراً في رسم صورتها ووضع بعض اسئلتها.

٤ - والاتصال على أي شكل من أشكاله يضع يد المحرر على موافقة الشخص أو الشخصيات المتحدثة على تسجيل الحديث، وعلى التقاط الصور المناسبة بواسطة مصور الصحيفة أو المحرر نفسه.

٥- يفيد الاتصال نفسه في تحديد المكان الذي ستجرى فيه المقابلة وبالأشخاص الذين ينتظر حضورهم او الذين يحيطون بالشخصية نفسها.

٦- كذلك يمكن من خلال الاتصال تحديد الوقت أو المسافة الزمنية المخصصة لهذا اللقاء نفسه، وذلك التحديد يفيد كثيرا في أسلوب التناول وطريقة عرض الأسئلة وترتيب أهميتها وفق هذا الوقت المتاح.

٧- يعطي هذا الاتصال أيضاً الشخصية أو المتحدث فرصة إعداد أو تجهيز نفسه للحديث الصحفي، كأن يقوم بإعداد ملف بعينه، أو بإعادة قراءة أوراق خاصة، أو كتاب معين أو إعادة "تذكر بعض النقاط، وربماً بإعداد يعض الإجابات على ما يتوقعه من أسئلة فيفيد ذلك كثيراً في عمليات إثراء الحديث بالمعلومات الهامة أو البيانات أو الإحصائيات أو الصور أو الرسوم البيانية أو التوضيحية التي يمكن أن تقوم الشخصية بإعدادها منذ وقت الاتصال عن طريق الهاتف أو غيره وحتى وقت المقابلة نفسها، وهذا -بالتأكيد- سيكون في صالح الحديث الصحفي  أي أن مثل هذا الاتصال يعطي الشخصية فرصة للتهيئة والاستعداد، من جانبي مضمون المقابلة (المعلومات والبيانات والإحصاءات وغيرها) والجانب النفسي أيضا

137

٨- يفيد الاتصال الذي يجريه المحرر مع الشخصية أو المتحدث في توضيح بعض الأمور في مرحلة أخرى، أو جانب آخر من جوانب الاستعداد، فالشخصية بتحديدها للوقت الذي سوف تستغرقه المقابلة، ولمكانها وموقعه وطبيعته ولطبيعة المقابلة ذاتها مما يمكن أن يتفهمه المحرر ليضع في اعتباره عدة نقاط هامة تتصلب:

- وسيلة النقل إلى هذه الشخصية خاصة إذا كانت تتواجد في مكان بعيد عن موقع الصحيفة، أو بعيد عن العمران- وسط الصحراء مثلاً في حديث عن زراعتها أو مع العاملين بالمناجم أو غير ذلك.

- تحديد اسم المصور، ونوع أو نوعيات أجهزة التصوير.

- تحديد الوقت المتاح للقيام بتنفيذ الحديث الصحفي، خاصة عند إجراء اللقاءات مع الأشخاص والمصادر والمتحدثين الذين يقطنون أو يعملون في اماكن بعيدة.

هذه هي أبرز فوائد عملية بناء جسر الاتصال ومن خلال انعكاس هذه الجوانب الهامة يمكننا القول أنها تمثل ركناً هاماً من أركان النجاح الذي يمكن أن يتحقق للحديث الصحفي، على أي نوع من أنواعه وخاصة الأحاديث الشخصية والأحاديث العامة الشاملة وكذلك أحاديث الوجه الآخر .. وغيرها.

ويسير بناء جسر الاتصال في اتجاهين مختلفين، يتجه الأول إلى تحقيق الأهداف السابقة في مجموعها، وأبرزها تحديد موعد ومكان المقابلة واشخاصها واستكشاف ظروفها أو المناخ الذي ينتظر أن يسودها، ويتجه الثاني داخل الصحيفة نفسها ومع بعض أقسامها الفنية والإدارية التي تساهم وأقسام التحرير المختلفة في تقديم هذا النتاج الصحفي، في شكل حديث.