بالإضافة إلى مجموعة الفوائد- المشار إليها سابقا- والتي تقدمها هذه المرحلة من مراحل الإعداد لتنفيذ الحديث الصحفي، للمحرر والحديث نفسه ووسيلة النشر ذاتها- معاً- فإن هذه الفوائد لا تقتصر بحال من الأحوال على تلك السابقة على التنفيذ، أو التي يمكن إحرازها أثناء إجراء المقابلة مع الشخصية أو المصدر أو الضيف- أو الضيوف في حالة أحاديث الجماعة- وإنما تمتد كذلك إلى ميادين وأبعاد أخرى مختلفة، منها:

أ) انها تساعد المحرر على ترتيب الأسئلة والإجابات، بحيث يعكس جوانب الأهمية الجديدة لبعض من النقاط المهمة والتي تظهر خلال إجراء المقابلة نفسها، فقد يرى المحرر شيئاً هاماً، ولكن الشخصية تطلعه على ما هو اكثر أهمية، وهنا تبرز أهمية دراسته لموضوع الحديث في إعادة الترتيب وفق الظروف والأحوال والمعلومات الجديدة.

ب) تساعد المحرر على إبراز ما ينبغي إبرازه من جوانب الحديث على هيئة مشروعات للعناوين والمقدمات المختلقة، وكذلك الفائدة في كتابات مادة النهايات التي يختم بها المحرر حديثه.

ج) تمتد هذه الفائدة كذلك إلى المرحلة التالية التي يهتم بها المحرر المتابع والدارس والذي يريد أن يعرف نتائج عمله أو يتوصل إلى مقدار رجع الصدى المتصل برسالته الإعلامية التي قدمها للقراء في صورة حديث صحفي.

وينصح بعض رؤساء التحرير وعددا من كبار المحررين بالنظرة دائماً الى الأمام، إلا أن هذه النظرة إلى العمل الجديد الذي يقوم المحرر بتنفيذه لا تتعارض بحال من الأحوال، مع دراسة آثار ونتائج الحديث الصحفي ووضعهما في موضع الأهمية من فكر المحرر، وحيث تقدم له دراسة موضوع الحديث فوائد عديدة لعلفي مقدمتها أنها قد تطلعه على عدد من الإيجابيات والسلبيات المتصلة بجوهر الحديث ومادته وما احتشد خلال سطوره من معلومات وما جاء به من حقائق فيعمل على التمرس بالإكثار من الإيجابيات وتجنب أو استبعاد السلبيات بالنسبة لأحاديثه القادمة الأخرى.