المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

معنى كلمة بقع
22-1-2016
ابرز الملوك الكلدانيون
1-11-2016
ولادة الجواد (عليه السلام) ‏ و اسمه و لقبه
21-05-2015
سجن الكاظم(عليه السلام)ووفاته
18-05-2015
Paragogue
2024-04-27
درجة الحرارة المطلقة absolute temperature
11-9-2017


من جود المجتبى صلوات الله عليه  
  
1694   09:39 مساءً   التاريخ: 16-4-2022
المؤلف :  قطب الدين الراوندي
الكتاب أو المصدر : مكارم أخلاق النبي والائمة ( ع )
الجزء والصفحة : ص223-226
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام) /

وعن وهب بن منبّه : كنت مجالسا لأبي محمّد عليه السّلام إذ أقبل فقير فسأله فلم يكن معه شيء ، فخلع حذاءه فدفعه إلى الفقير ، فقلت : لقد كان اللّه أولى بالعذر حيث لم يكن معك شيء .

قال : مه يا وهب ، نسأل اللّه فيعطينا ويسألنا سائل فنردّه ؟ ! ثمّ أنشأ يقول :

إذا ما أتاني سائل قلت مرحبا * بمن حقّه فرض عليّ مؤمّل[1]

ومن حقّه حقّ على كلّ فاضل * وما الفضل إلّا للّذي يتفضّل

وللدّهر أيّام وفيه سعادة * وأفضل أيّام الفتى حين يسأل

وللمال حقّ واجب إن بذلته * وللوجه حقّ واجب حين يبذل[2]

- وقصده أعرابيّ فشكا إليه الحاجة ، فكتب له إلى بعض مواليه : أعطه ألفا ، وتركها مبهمة ؛ لا دراهم ولا دنانير ، فلمّا انتهى المكتوب إليه فقال : امكث هنيهة أسأله ما ذا أعطيك ، فما لبث أن أقبل الحسن عليه السّلام فقام إليه مولاه فقال : يا بن رسول اللّه ، أمرت لهذا الأعرابيّ بألف فما ذا أعطيه ؟

فقال : كلاهما حجران فأعطه أنفعهما له ، فأعطاه ألف دينار ، فقام الأعرابيّ فقبّل قدميه ، فقال الحسن عليه السّلام : أعجبك ما كان منّا ؟ فقال :

لئن كانت الدنيا تعدّ نفيسة * فدار ثواب اللّه أعلى وأجمل

وإن كانت الأموال للتّرك جمعها * فما بال متروك به الخير يبخل

وإن كانت الأبدان للموت أنشئت * فقتل امرئ بالسّيف للّه أفضل

وإن كانت الأرزاق قسما مقدّرا * فقلّة حرص المرء في الكسب أجمل[3]

- ودخل الحسن بن عليّ عليهما السّلام على معاوية في آخر النهار ، فقال : يا بن رسول اللّه ، أردت أن تبخّلني إذ جئتني في هذا الوقت ، ثمّ دعا بصاحب خزانته فقال : أعط أبا محمّد مثل ما أعطيت كلّ الوفد ، فإذا هو قد أعطي ثلاثة آلاف درهم .

فقال : أخرجها ، فأخرجها وقال : خذها وأنا ابن هند ، فقال الحسن عليه السّلام : رددتها عليك وأنا ابن فاطمة[4].

ثمّ قال الحسن عليه السّلام :

ذهب الّذين إذا ذهبت تحمّلوا * وإذا جهلت عليهم لم يجهلوا

وإذا أصبت غنيمة فرحوا بها * وإذا بخلت عليهم لم يبخلوا

- وعن العتبي : مدح بعض الشعراء الحسن بن عليّ عليهما السّلام فأنظر بجائزة ، فكتب إليه :

ما ذا أقول إذا رجعت وقيل لي * ما ذا أفدت من الإمام المفضل ؟

إن قلت أعطاني كذبت وإن أقل * ضنّ الإمام بماله لم يجمل

فاختر لنفسك ما تشاء فإنّني * لا بدّ مخبرهم وإن لم أسأل

فأمر له بعشرة آلاف درهم وكتب إليه :

عاجلتنا فأتاك عاجل برّنا * قلا فلو أمهلتنا لم يقلل

فخذ القليل وكن كأنّك لم تسل * ونكون نحن كأنّنا لم نفعل[5]

 

[1] في نور الأبصار : « معجّل » ، وهي الرواية الأجود .

[2] انظر : نور الأبصار للشبلنجيّ : 177 ، وفي شرح إحقاق الحقّ 11 : 151 و 238 عن كتاب « الكنز المدفون » للسيوطيّ : 434 .

[3] توجد هذه الأبيات في : مناقب آل أبي طالب 3 : 246 وعنه في بحار الأنوار 44 : 374 و 45 : 49 ، مثير الأحزان : 32 ، كشف الغمّة 2 : 237 و 246 ، الدرجات الرفيعة : 549 ، تاريخ مدينة دمشق 14 : 187  ، البداية والنهاية 8 : 228 ، كتاب الفتوح 5 : 72 ، مطالب السؤول : 390 ، الفصول المهمّة 2 : 774 ، جواهر المطالب 2 : 316 ، ينابيع المودّة 3 : 81 ، عن الإمام الحسين عليه السّلام حين أخبر بشهادة مسلم بن عقيل ، هكذا :

فإن تكن الدنيا تعدّ نفيسة * فدار ثواب اللّه أعلى وأنبل

وإن تكن الأموال للترك جمعها * فما بال متروك به الحرّ يبخل

وإن تكن الأرزاق قسما مقدّرا * فقلّة حرص المرء في الكسب أجمل

وإن تكن الأبدان للموت أنشئت * فقتل امرئ بالسيف في اللّه أفضل

[4]  انظر : مناقب آل أبي طالب 3 : 183 وعنه في بحار الأنوار 43 : 343 / 16 .

[5] جاء هذان البيتان في شرح إحقاق الحقّ 8 : 582 عن كتاب نزهة المجالس للشيخ عبد الرحمن بن عبد السّلام الصفوريّ البغداديّ 1 : 240 عن أمير المؤمنين عليه السّلام في جواب سائل سأله :

جاء سائل إلى عليّ عليه السّلام فنظر إليه وقد تغيّر وجهه من الحياء فقال عليّ عليه السّلام : اكتب حاجتك على الأرض حتّى لا أرى ذلّ المسألة في وجهك ، فكتب :

لم يبق لي شيء يباع بدرهم * تغنيك حالة منظري عن مخبري

إلّا بقيّة ماء وجه صنته * أن لا يباع ونعم أنت المشتري

فأمر له عليّ عليه السّلام بجمل محمل ذهبا وفضّة ثمّ قال عليّ عليه السّلام :

عاجلتنا فأتاك عاجل برّنا * فلا ولو أمهلتنا لم تقتر

فخذ القليل وكن كأنّك لم تبع * ما صنته وكأنّنا لم نشتر




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.