المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

القرآن ملجأ في المحن والفتن
16-7-2021
Complex Addition
19-10-2019
المحبة
2024-10-03
CaCl2: action against the cold and effective dust control
19-1-2018
Cahen,s Constant
20-2-2020
محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي الفضل
12-08-2015


أوّل صلاة جماعة في الإسلام  
  
2646   01:41 صباحاً   التاريخ: 15-4-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 2، ص57-58
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / الولادة والنشأة /

وكان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) قبل بدء أمره إذا أراد الصلاة خرج إلى شعاب مكّة مستخفيا ، وأخرج عليّا ( عليه السّلام ) معه فيصلّيان ما شاء اللّه ، فإذا قضيا رجعا إلى مكانهما ، فمكثا يصلّيان على استخفاء من أبي طالب وسائر عمومتهما وقومهما ، ثمّ إنّ أبا طالب مرّ عليهما فقال لرسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : ما هذا الذي أراك تدين به ؟

قال ( صلّى اللّه عليه وآله ) : « هذا دين اللّه وملائكته ودين رسله ودين أبينا إبراهيم ، بعثني اللّه به نبيّا إلى العباد ، وأنت يا عمّ أحقّ من أبديت النصيحة له ودعوته إلى الهدى ، وأحقّ من أجابني اليه وأعانني عليه » .

وقال عليّ ( عليه السّلام ) : « يا أبت ، قد آمنت برسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) واتّبعته وصلّيت معه للّه » .

فقال له : يا بنيّ ، أما إنّه لم يدعك إلّا إلى الخير فالزمه[1].

وهناك موقف آخر لعمّه العباس رواه عفيف الكندي حيث قال :

كنت إمرأ تاجرا فقدمت الحجّ ، فأتيت العباس بن عبد المطّلب لأبتاع منه بعض التجارة ، فو اللّه إنّي لعنده بمنى إذ خرج رجل من خباء قريب منه ، فنظر إلى الشمس فلمّا رآها قد مالت قام يصلّي ، ثمّ خرجت امرأة من ذلك الخباء الذي خرج منه ذلك الرجل ، فقامت خلفه تصلّي ، ثمّ خرج غلام راهق الحلم من ذلك الخباء فقام معه يصلّي ، فقلت للعبّاس : ما هذا يا عبّاس ؟ قال : هذا محمّد بن عبد اللّه بن عبد المطلب ابن أخي ، فقلت : من هذه المرأة ؟ قال : امرأته خديجة بنت خويلد ، قلت : من هذا الفتى ؟ قال : عليّ بن أبي طالب ابن عمّه ، قلت : ما هذا الذي يصنع ؟ قال : يصلّي وهو يزعم أنّه نبيّ ، ولم يتبعه على أمره إلّا امرأته وابن عمّه هذا الغلام ، وهو يزعم أنّه سيفتح على امّته كنوز كسرى وقيصر[2].

نعم ، بعد أن تشكّلت نواة الامّة الإسلامية المباركة من رسول اللّه وعليّ وخديجة ، وأخذ خبر الدين الجديد يتفشّى في صفوف القرشيين ، وطفق الذين هداهم اللّه للإيمان يتقاطرون على الإسلام ، وأخذ عود المسلمين يقوى ويشتدّ أزره ، وبعد عدّة سنوات تحوّل إلى كيان قويّ وقادر على الإعلان عن نفسه على الجماهير والمواجهة والتحدّي من أجل الدين والعقيدة . . فأمر اللّه سبحانه وتعالى نبيّه الكريم ( صلّى اللّه عليه وآله ) أن يصدع بما يؤمر ، وكان أصحاب رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) قبل ذلك إذا أرادوا الصلاة يذهبون إلى الشعاب فيستخفون ، فلما صلّى بعض الصحابة في الشعب اطّلع عليهم نفر من المشركين منهم أبو سفيان بن حرب والأخنس بن شريق وغيرهما ، فسبّوهم وعابوهم حتى قاتلوهم[3].

 


[1] الفصول المهمّة لابن الصباغ : 33 ، والكامل في التأريخ : 1 / 58 ، وأخرج مثله الطبري في تأريخه : 2 / 58.

[2] مسند أحمد : 1 / 29 ، والخصائص للنسائي : 3 ، وتأريخ دمشق لابن عساكر : 1 / 58 ، وكفاية الطالب للكنجي : 129 ، والكامل في التأريخ : 2 / 57 .

[3] الكامل في التأريخ : 2 / 60 ، السيرة النبوية : 1 / 315 ط دار الفرقان بيروت - لبنان .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.