أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-11-2015
3776
التاريخ: 9-5-2016
3334
التاريخ: 2-5-2016
3407
التاريخ: 22-11-2015
3047
|
كان النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) يتردّد كثيرا على دار عمّه أبي طالب بالرغم من زواجه من خديجة وعيشه معها في دار منفردة ، وكان يشمل عليّا ( عليه السّلام ) بعواطفه ، ويحوطه بعنايته ، ويحمله على صدره ، ويحرّك مهده عند نومه إلى غير ذلك من مظاهر العناية والرعاية[1].
وكان من نعم اللّه عزّ وجلّ على عليّ بن أبي طالب ( عليه السّلام ) وما صنع اللّه له وأراده به من الخير أنّ قريشا أصابتهم أزمة شديدة ، وكان أبو طالب ذا عيال كثير ، فقال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) للعبّاس - وكان من أيسر بني هاشم - : « يا عبّاس ، إنّ أخاك أبا طالب كثير العيال ، وقد ترى ما أصاب الناس من هذه الأزمة ، فانطلق بنا ، فلنخفّف عنه من عياله ، آخذ من بيته واحدا ، وتأخذ واحدا ، فنكفيهما عنه ، قال العباس : نعم .
فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقالا له : إنّا نريد أن نخفّف عنك من عيالك حتّى ينكشف عن الناس ما هم فيه ، فقال لهما أبو طالب : إذا تركتما لي عقيلا فاصنعا ما شئتما ، فأخذ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) عليّا ( عليه السّلام ) فضمّه إليه وكان عمره يومئذ ستة أعوام ، وأخذ العبّاس جعفرا ، فلم يزل عليّ بن أبي طالب مع رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) حتى بعثه اللّه نبيّا ، فاتّبعه عليّ ( عليه السّلام ) فآمن به وصدّقه ، ولم يزل جعفر عند العبّاس حتّى أسلم واستغنى عنه[2].
وقد قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) بعد أن اختار عليّا ( عليه السّلام ) : « قد اخترت من اختاره اللّه لي عليكم عليّا »[3].
وهكذا آن لعليّ ( عليه السّلام ) أن يعيش منذ نعومة أظفاره في كنف محمّد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) حيث نشأ وترعرع في ظل أخلاقه السماويّة السامية ، ونهل من ينابيع مودّته وحنانه ، وربّاه ( صلّى اللّه عليه وآله ) وفقا لما علّمه ربّه تعالى ، ولم يفارقه منذ ذلك التأريخ .
وقد أشار الإمام عليّ ( عليه السّلام ) إلى أبعاد التربية التي حظي بها من لدن أستاذه ومربّيه النبيّ الأكرم ( صلّى اللّه عليه وآله ) ومداها وعمق أثرها ، وذلك في خطبته المعروفة بالقاصعة : « وقد علمتم موضعي من رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) بالقرابة القريبة ، والمنزلة الخصيصة[4] ، وضعني في حجره وأنا ولد ، يضمّني إلى صدره ، ويكنفني في فراشه ، ويمسّني جسده ، ويشمّني عرفه[5] ، وكان يمضع الشيء ثمّ يلقمنيه ، وما وجد لي كذبة في قول ، ولا خطلة [6]في فعل » .
إلى أن قال : « ولقد كنت أتّبعه اتباع الفصيل[7] أثر امّه ، يرفع لي في كلّ يوم من أخلاقه علما[8] ، ويأمرني بالاقتداء به ، ولقد كان يجاور في كلّ سنة بحراء[9] ، فأراه ولا يراه غيري ، ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) وخديجة وأنا ثالثهما ، أرى نور الوحي والرسالة ، وأشمّ ريح النبوّة ، ولقد سمعت رنّة [10] الشيطان حين نزل الوحي عليه ( صلّى اللّه عليه وآله ) فقلت : يا رسول اللّه ، ما هذه الرنّة ؟ فقال : هذا الشيطان آيس من عبادته ، إنّك تسمع ما أسمع ، وترى ما أرى ، إلّا أنّك لست بنبيّ ، ولكنّك وزير ، وأنّك لعلى خير »[11].
[1] بحار الأنوار : 35 / 43 .
[2] تأريخ الطبري : 2 / 58 ط مؤسسة الأعلمي بيروت ، وشرح ابن أبي الحديد : 13 / 198 ، وينابيع المودة :
[3] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 1 / 15 ، نقلا عن البلاذري والأصفهاني .
[4] الخصيصة : الخاصة .
[5] عرفه ( بالفتح ) : رائحته ، وأكثر استعماله في الطيب .
[6] الخطلة : الخطأ ينشأ من عدم الرؤية .
[7] الفصيل : ولد الناقة .
[8] علما : فضلا ظاهرا .
[9] حراء : جبل قرب مكّة .
[10] رنّة الشيطان : صوته .
[11] شرح نهج البلاغة للفيض : 802 ، الخطبة 234 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|