المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

زِرّ بن حُبَيْش
14-11-2014
التصفية الدقيقة Microstraining
21-2-2019
اسم الآلة
18-02-2015
أصل الماعز واستئناسه
11/9/2022
مصحف عليّ عليه السلام
18-11-2014
لماذا نرى في المذهب الشيعيّ الجمع بين الصلاتين ، كالظهر والعصر مثلاً ؟
2023-10-14


ابو طالب حامي رسول الله (صلى الله عليه واله):  
  
2693   03:23 مساءً   التاريخ: 7-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 150-153
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / الولادة والنشأة /

وكان اقتصاد قريش في القرن السادس الميلادي قائماً على التجارة بين اليمن والشام والعراق. وكان ابو طالب يحترف بما احترف به قومه. فخرج في احدى سفراته بمحمد (صلى الله عليه واله) وهو فتىً في الثالثة عشرة من عمره الى الشام. وكان محمد زكياً نجيباً، ودلائل الطهر والنقاء بادية على وجهه ومحياه. فلما نزل بصرى وهي مدينة قديمة فيها صومعة الراهب المشهور «بحيرا»، رآه ذلك الراهب المشهور بالتقوى والصلاح فقال: سيكون من هذا الفتى امر عظيم ينتشر ذكره في مشارق الارض ومغاربها. وقد صدقت تلك النبؤة فيما بعد. ولكن تحقيق تلك النبؤة لم يكن خالياً من ثمن باهض دفعه ابو طالب شخصياً نتيجة ايمانه برسالة ابن اخيه. فقد حاربته قريش وحاولت اهانته والحط من كرامته، وهو على ما هو عليه من كبر السن وجلالة المقام.

لقد كان ابو طالب من اعظم حماة رسول الله (صلى الله عليه واله) في اوائل دعوته الناس الى الاسلام. وكان ناصره والمدافع عنه ايما دفاع. ويساند تلك الفكرة أدلة مهمة وردت في المصادر التأريخية:

(منها): ما ذكره محمد بن سعد كاتب الواقدي في طبقاته: «ان ابا طالب دعا بني عبد المطلب فقال لن تزالوا بخير ما سمعتم من محمد وما اتبعتم امره فاتبعوه واعينوه ترشدوا». وما زالت قريش كافّة عنه (صلى الله عليه واله) حتى توفي ابو طالب (رضوان الله عليه).

و(منها): ما رواه ابن الاثير عن ابن عباس عندما نزلت {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] قام (صلى الله عليه واله) بدعوة عشيرته فكذبه ابو لهب مخاطباً القوم: لقد سحركم صاحبكم، فقال ابو طالب مستهيناً باستنكار ابي لهب مخاطباً رسول الله (صلى الله عليه واله): «ما احبّ الينا معاونتك، واقبالنا لنصيحتك وأشدّ تصديقنا لحديثك. وهؤلاء بنو ابيك مجتمعون، وانما انا احدهم، غير اني أسرعهم الى ما تحبّ، فامضِ لما اُمرت به فوالله لا ازال احوطك وامنعك...».

و(منها): ما عاناه ابو طالب من حصار بني هاشم في الشعب. فعندما علمت قريش ان ابا طالب ابا خذلان رسول الله (صلى الله عليه واله) وتسليمه اليهم، مشوا اليه بعُمارة بن الوليد بن المغيرة المخزومي _ وكان اجمل فتىً في قريش _ فقالوا له: يا ابا طالب، هذا عمارة بن الوليد أنهد فتىً في قريش وأجمله، فخذه فلك عقله ونصره، فاتخذه ولداً فهو لك، وأسلم لنا هذا ابن اخيك الذي قد خالف دينك ودين آبائك، وفرّق جماعة قومك لنتقتله، فانما هو رجل برجل. فقال ابو طالب: والله لبئس ما تسومونني! تعطوني ابنكم اغذوه لكم، واعطيكم ابني تقتلونه! هذا والله ما لا يكون ابداً.

وفي ضوء ذلك، قام ابو طالب بدعوة بني هاشم وبني عبد المطلب لحماية رسول الله (صلى الله عليه واله) بوجه فحول قريش، فاجتمعوا اليه وقاموا معه واجابوه الى ما دعاهم اليه من الدفاع عن رسول الله (صلى الله عليه واله)، الا ما كان من ابي لهب.

وطال البلاء على المسلمين والفتنة والعذاب، فحبسوا الضعفاء منهم وأوثقوهم بالقيد، وجعلوهم في حرّ الشمس على الصخر والصفا، وامتدّت ايام الشقاء عليهم ولم يصلوا الى محمد (صلى الله عليه واله) لوقوف ابي طالب الى جنبه. وعندها اجمعت قريش على كتابة صحيفة بينها وبين بني هاشم تعاقدوا فيها الا يناكحوهم ولا يبايعوهم ولا يجالسوهم، وكانت تلك الصحيفة من ابشع العقود واغربها في تأريخ العرب. فكيف يوقّع المرء على عقد فيه أذاه وضرره ومعاناته؟ لكنه الاكراه والظلم الذي مارسته قريش ضد المسلمين. فكتبوا الصحيفة وعلّقوها في جوف الكعبة تأكيداً على انفسهم . وانحازت هاشم وعبد المطلب، فدخلوا كلهم مع ابي طالب في الشعب فاجتمعوا اليه، وخرج منهم ابو لهب الى قريش فظاهرها على قومه.

فضاق الامر ببني هاشم وعدموا القوت، الا ما كان يحمل اليهم سرّاً وخفية، وهو شيء قليل لا يمسك ارماقهم، وأخافتهم قريش مدّة ثلاث سنين، فلم يكن يظهر منهم احد، ولا يدخل اليهم احد. وكان ذلك اشد ما لقي رسول الله (صلى الله عليه واله) واهل بيته بمكة ، حتى مُزّقت الصحيفة وخرج بنو هاشم من حصار الشعب.

ولا شك ان معاناة ابي طالب لم تكن في محلّها لو لم يكن مؤمناً برسالة محمد (صلى الله عليه واله). والا، فكيف يصبر شيخ الاباطح مدة ثلاث سنين في الشعب وبطون اهله وعشيرته خاوية، يأكلون ما تنبت الارض من حشائش وما يصل اليهم مما لا يسدّ الرمق لولا ايمانه العميق برسالة ابن اخيه (صلى الله عليه واله)؟ 

وكانت دعوة ابي طالب ابنه علياً (عليه السلام) للايمان برسالة محمد (صلى الله عليه واله) والدفاع عنها ومؤازرتها حجة اخرى في هذا الطريق. فقد روى الخوارزمي مناشدة ابي طالب ابنه علياً (عليه السلام): «يا بُنيّ انصر ابن عمّك ووازره»، ومقتضى منطوق الرواية ان المعركة ضد الشرك تقتضي المناصرة والمؤازرة من قبل المؤمنين حتى يصلوا الى قلوب الناس، ويحركوها من اجل الايمان بالله سبحانه وبرسالته السماوية. وكان تأكيد ابي طالب على ذلك يعكس مقدار الفهم الذي كان يتمتع به نحو الدين الجديد. فكان يحثّ علياً (عليه السلام) قائلاً: «يا بُنيّ الزم ابن عمك، فانك تسلم به من كل بأس عاجل وآجل...

ان الوثيقة في لزوم محمد              فاشدد بصحبته على ايديكما»

ووجه الدلالة هنا ان مخاطبته علياً (عليه السلام) بـ «ابن عمك» اشعارٌ له (عليه السلام) بأنهما من شجرة واحدة وأصل واحد طيب طاهر. وقوله: تسلم به من كل بأس، هو السلامة الاخروية من سخط الله سبحانه وعذابه والسعادة الدنيوية عبرالايمان بالدين الجديد. 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.