أقرأ أيضاً
التاريخ: 3/11/2022
1605
التاريخ: 28-11-2017
6074
التاريخ: 6-3-2021
3930
التاريخ: 9-1-2018
2465
|
المناهج المستخدمة في الجغرافيا السياحية
قبل استعراض أهم المناهج في الجغرافيا السياحية لا بد من تحديد مفهوم المنهج العلمي والخطوات المنهجية العلمية، وخطـوات الأسلوب العلمي ، وفيما يتعلـق بالمنهج هو " الطريقة التي يعتمدها الباحث للوصول إلى هدفه المنشود ، ووظيفته في العلوم الاجتماعية هي استكشاف المبادئ التي تنظم الظواهر الاجتماعية والتربوية ، والإنسانية بصفة عامة ،وتؤدي إلى حدوثها حتى يمكن على ضوئها تفسيرها وضبط نتائجها والتحكم بها.
يتخطى الهدف الرئيسي لأي بحث علمي مجرد وصف المشكلة أو الظاهرة موضوع البحث ،وذلك بالتعرف على مكانها من الإطار الكلي للعلاقات المنظمة التي تنتمي إليها، وصياغة التعميمات التي تفسر الظواهر المختلفة، هي مـن أهـم أهـداف العلم، وخاصة تلك التي تصل إلى درجة من الشمول ترفعها إلى مرتبة القوانين العلمية والنظريات.
إن تفسير الظواهر المختلفـة تـزداد قيمتها العلمية إذا ساعد الإنسان على التنبؤ ،ولا يقصد بالتنبؤ هنا التخمين الغيبي ،أو معرفة المستقبل ،ولكن يقصد به القـدرة على توقع ما قد يحدث إذا سارت الأمور سيرا معينا ،وهنـا يتضمن التوقع معنى الاحتمال القوي، كما أن أقصى أهداف العلم والبحث العلمي هو إمكانية " الضبط وهو ليس ممكنا في جميع الحالات، وتعتمد جميع العلوم في تحقيق الأهداف الثلاثة ،المشار إليها سابقا(التفسير التنبؤ، الضبط على الأسلوب العلمي، وذلك لأنه يتميز بالدقة والموضوعية ،واختبار الحقائق اختبارا يزيل عنها كل شك مقبول ،مع العلم أن الحقائق العلمية ليست ثابتة ،بل هي حقائق ! رجة عالية من الصدق.
وفي هذا المجال، لابد أن تشير إلى قضية منهجية يختلف فيها الباحث في الجوانب النظرية عن الباحث التطبيقي (التجريبي)،حيث أن الأول لا يقتنع بنتائجه حتى يـزول عنها كل شك مقبول ،وتصل درجة احتمال الصدق فيها إلى أقصى درجة ،أما الثـاني فيكتفي بأقصى درجات الاحتمال، فإذا وازن بين نتائجه يأخذ أكثرها احتمال الصدق، بمعنى أنه إذا بحث الاثنان في ظاهرة معينة، وكانت درجة احتمال الخطأ فيها واحـد مـن عشرة(1/ 10 )،قبلها الباحث التطبيقي ،في حين لا يقبلها الباحث النظري إلا إذا انخفضت درجة احتمال الخطأ إلى واحد في المائة(1%).
إن الأسلوب العلمي يعتمـد بالأساس على الاستقراء الذي يختلـف عـن الاستنباط والقياس المنطقي ،وليس ذلك يعني أن الأسلوب العلمي يغفل أهمية القياس المنطقي ،ولكنه حين يصل إلى قوانين عامة يستعمل الاستنباط والقياس في تطبيقها على الجزئيات للتثبت من صحتها(أي أن الباحث النظـري يبـدأ بالجزئيات ليستمد منهـا القوانين ،في . أن التطبيقي ،يبدأ بقضايا عامة ليتوصل منها إلى الحقائق الجزئية) أي يستعمل التفسير التطبيقي الذي يتمثل في تحقيق – أي تفسير - ظاهرة خاصة من نظرية أو قانون أو ظاهرة عامة ،كما يستخدم الطريقة الاستنتاجية التي تتمثل في استخلاص قانون أو نظرية أو ظاهرة عامة من مجموعة ظواهر خاصة.
يتضمن الأسلوب العلمي عمليتين مترابطتين هما: الملاحظة، والوصف، فإذا كان العلم يرمي إلى التعبير عن العلاقات القائمة بين الظواهر المختلفة، فهذا التعبير في أساسه وصفي ،وإذا كان هذا التعبير يمثل الوقائع المرتبطة بالظاهرة، فلا بد أن يعتمد على الملاحظة، ويختلف الوصف العلمي عن الوصف العـادي ،في أنه لا يعتمد على البلاغة اللغوية، وإنما هو بالأساس وصـف كمي، ذلك أن الباحث عنـدمـا يقـيس النواحي المختلفة في ظاهرة أو أكثر ،فإن هذا القياس ليس إلا وصـفاً كمياً، يقوم على الوسائل الإحصائية في اختزال مجموعة كبيرة من البيانات إلى مجموعة بسيطة مـن الأرقام والمصطلحات الإحصائية.
تتميز الملاحظة العلمية، التي تستعين بالمقاييس المختلفة ،وتقوم على أساس ترتيب الظروف ترتيبا مقصودا ومعينا، بحيث يمكن ملاحظتها بطريقة موضوعية ،والملاحظة تتميز بالتكرار ،وللتكرار أهمية كبيرة من حيث الدقة العلمية ،فهو يساعد على تحديد العناصر الأساسية في الموقف المطلوب دراسته ،وتحرك العناصر التي تكـون وليـدة الجغرافيا السياحية نظرة تحليلية الصدفة ،كما أن التكرار يظل ضرورياً للتأكد من صحة الملاحظة ،فقـد يخطئ الباحث نتيجة الصدفة أو لتدخل العوامل الذاتية، مثل الأخطاء التي تنجم عن الاختلاف في دقة الحواس والصفات الذاتية للباحث، كالمثابرة وقوة الملاحظة، والتمييز بين المصطلحات يشير مصطلح الأسلوب العلمي إلى ذلك الإطار الفكري الذي يعمل بداخلـه عقل الباحث، في حين أن كلمة " منهج البحث " تعني الخطوات التطبيقيـة لـذلك الإطار الفكري، ولا يعني هـذا الاختلاف ماهيـة هـذين الاصطلاحين ،أي تعـارض بينهما ،فمن الناحية اللغوية يتقارب كثيرا معنى كل من أسلوب ومنهج، ولكن يقصد بهذا التمييز التوضيح والتفسير ،ففي أي دراسة علمية تتخذ العمليات العقلية في ذهـن الباحث ترتيباً وتنظيماً متكاملاً . يوجه خطواته التطبيقية، ولذلك يفضل أن يستقل كـل مصطلح بجانـب مـن الجانبين، بحيث تستعمل كلمة" أسلوب" لتشير إلى الجانب التطبيقي لخطوات البحث، ولتوضيح ذلك أكثر ،يعتمد التمثيل في أن نتصور وجـود مشكلة ما تواجه شخصين، الأول يتخبط ويحاول ويخطئ حتى يصل إلى حل مـا لهـذه المشكلة قد يكون صواباً أو خطأ ،ولكنه في كلتا الحالتين لا يعتبر محققاً علمياً، لأنه لم: يسير في حلها تبعا لتنظيم ذهني يمكنه من التحقق من نتائجه، أما الثاني ،فيعالج المشكلة بأسلوب علمي أي أنه سار في حلها بخطوات فكرية معينة يطلق عليها العلماء " خطوات التفكير العلمي " وهذا ما يميز الباحث العلمي مـن الـشخص العـادي - فأسلوب التفكير العلمي هو الذي يميز الباحث العلمي ويمكنه من تمحيص نتائج بحثه والتحقق من صحتها .
أما بخصوص خطـوات الأسلوب العلمي في الجغرافيا السياحية ،فهـي تـكـاد وتكون هي نفسها خطوات أي منهج بحثي ،مع وجود بعض التفاصيل التي تختلف باختلاف مناهج البحث ،إلا أن الأسلوب الفكري هو الذي ينظم أي منهج بحثي.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
أولياء أمور الطلبة يشيدون بمبادرة العتبة العباسية بتكريم الأوائل في المراحل المنتهية
|
|
|