المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ودت طائفة من اهل الكتاب لو يضلونكم}
2024-11-02
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02

خصائص واقعة الخندق
14-11-2017
انتاج الفينول
19-6-2018
مقياس المعاوقة الكهربائية electrical impedance meter
9-11-2018
خـوارزمـيات كـاسـر المـنصور لـترتـيب (ن) عـمل علـى (م) آلـة
2024-01-02
What information about a genetic condition can statistics provide
14-10-2020
Bernstein,s Polynomial Theorem
17-1-2019


موانع على طريق الزواج / معارضة الوالدين  
  
1654   10:07 صباحاً   التاريخ: 3-4-2022
المؤلف : الشيخ حسين قازان
الكتاب أو المصدر : إستعد للزواج
الجزء والصفحة : ص57ــ62
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /

من أهم العوامل التي تمنع من الزواج معارضة الوالدين، وتكون بأشكال عديدة ومختلفة، فالبعض لا يرضون بزواج ابنهم لأنه صغير، أو لأن الفتاة التي اختارها غير صالحة بنظرهم.. والبعض الآخر يرفضون تزويج ابنتهم من شاب مؤمن وغير ذلك من الاعتبارات، المهم أن هذه المعارضة تقع في كثير من الأحيان بين الأهل وأبنائهم، ولها حالات وتشعبات كثيرة تندرج تحتها حيث أنها تمنع الشاب من الزواج في وقت يمكن آن يكون فيه بحاجة ماسة إليه، وذلك لأسباب عديدة. فما هو الحل والعلاج الذي ينبغي على الشاب اتباعه للوصول إلى نتيجة صحيحة وسليمة يرضى الله ورسوله عنها.

قبل الحديث عن أي شيء لا بد من معرفة الموقف الشرعي تجاه هذه المشكلة. أما بالنسبة إلى الشاب فليس للوالد ولاية على ابنه البالغ الرشيد، وهو الذي يستطيع أن يدير أموره، ويحسن التصرف في أمواله ومعاشه. إذاً فلا يحق للوالد أن يمنع ابنه من الزواج ويقف في طريقه (طبعاً إلا إذا كان الولد سوف يقدم على زواج محرم).

واما الفتاة فإن كانت بكراً (غير متزوجة من قبل) فإن إذن والدها شرط في صحة زواجها. وفي حالة تعنت الأب وإصراره على عدم تزويج ابنته من شاب كفوء (اي مؤمن موالي لأهل البيت عليهم السلام) قادر على الإنفاق عليها فعندئذ ترفع البنت أمرها إلى الحاكم الشرعي وتشكو إليه وهو يحدد الحكم لأن له ولاية على الجميع ويقوم مقام الإمام المعصوم في بعض الشؤون.

ولو كانت الفتاة ثيباً (متزوجة من قبل) فلا يشترط إذن والدها في صحة العقد. ولها أن تحدد الشاب الكفوء بها..

هذا هو الحكم الشرعي ولكن تطبيقه والعمل به يحتاج إلى عدة خطوات وذلك للوصول إلى النتيجة الأفضل. فالزواج مناسبة سعيدة وهانئة ينبغي أن تكون هادئة خالية من المشاكل الباعثة على القلق والاضطراب والإنشغال بها.

ومن أهم هذر الخطوات:

أولا: مراعاة الدقة في اختيار الشريك الصالح كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله "انكحوا الأكفاء، وانكحوا منهم، واختاروا لنطفكم"(1).

وسوف يأتي الكلام مفصلاً حول ضرورة الدقة في الاختيار. وصفات الشريك الصالح. فلو كان الشريك الذي اعترض عليه غير صالح فهنا يكون الصلاح في اتباع رأي الأهل لا في معارضتهم، لكن يبقى أن نشير هنا إلى أن الشاب إذا أحب فتاة مؤمنة كفوءة، وعارضه أهله ليزوجوه من فتاة أخرى فهنا الصلاح يكون في زواجه ممن أحب، إنما عليه أن يتبع الأسلوب الأصلح مع والديه في إقدامه على هذه الخطوة، وفي الحديث أن أحدهم أتى إلى الإمام الصادق عليه السلام وقال له إني قد هويت (أحببت) فلانة وأبواي هوا غيرها فقال له الإمام عليه السلام: "تزوج من هويت ودع التي هوى ابواك"(2).

ثانيا: الاستماع والإنصات إلى وجهة نظر الوالدين، وفهمها بدقة وبشكل تام، والتفكير فيها بكل جدية، فلعل الصواب يكون في رأيهم.

ثالثا: استشارة المؤمنين العقلاء أصحاب التجربة والعقل والخير. فقد أكد الإسلام على هذا الأمر وأولاه أهمية حيث قال رسول الله : صلى الله عليه وآله:

"مشاورة العاقل الناصح رشد ويمن، وتوفيق من الله، فإذا أشار عليك الناصح فإياك والخلاف، فإن في ذلك العطب"(3).

فالاستشارة تبعد المرء عن الهوى وعن الخطأ، وصاحب المشكلة من الممكن أن تسول له نفسه الأمارة بالسوء القيام بأفعال بعيدة عن الحق والصواب، والاستشارة تنقذ المرء إلى حد ما من هذه النفس السيئة، وكما جاء في الحديث عن الإمام علي عليه السلام: "صاحب الحاجة أعمى". ولا بد من الالتفات إلى من ينبغي علينا أن نستشيره، فالجاهل والبخيل مثلاً لا ينظران إلى الأمور بطريقة صحيحة وواقعية لذلك ينبغي استشارة المؤمنين العقلاء القريبين منا والذين نثق بهم وبآرائهم.

رابعا: عدم اتخاذ القرارات السريعة غير المدروسة، والتروي قدر الإمكان كما أوصى أمير المؤمنين علي عليه السلام ولده الحسن عليه السلام بقوله: "أنهاك عن التسرع في القول والفعل"(4).

وينبغي على امرء أن يتقبل انتقادات الآخرين ويستمع لهم بجدية واهتمام، ولا يستبد برأيه ويصر عليه، أو يعتبر أن تفكيره سليم وكل الآخرين مخطئين، وقد حذرنا أهل البيت عليهم السلام من ذلك حيث قال مولانا الصادق عليه السلام: "من استبد برأيه هلك"(5).

والاستعانة بالاستخارة لها دور مهم ومفيد جداً في هذا المجال وخصوصاً في مواضع الحيرة وعدم القدرة على تحديد الصواب.

لذلك فيمكن الاستخارة قبل القيام بأي عمل، وبهذه الطريقة يكون المرء على اطمئنان بأن ما يحدث وإن لم يكن مفيداً على مستوى الدنيا فإن فيه رحمة وخير لأن الله اختار هذا العمل ففي الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام:

"ما استخار الله عز وجل عبد مؤمن الا خار له وإن وقع ما يكره"(6).

وعنه عليه السلام يقول الله عز وجل: "من شقاء عبدي أن يعمل الأعمال ولا يستخير بي"(7).

خامسا: محاولة إقناع الأهل بطريقة مؤدبة وتبيان الصواب والحقيقة لهم، وإن تعذر ذلك فيمكن اللجوء إلى من يؤثر عليهم كالأقارب أو العلماء مثلاً، والاستعانة بهم في إقناع الأهل وحل المشكلة .

سادسا: لا بد من المحافظة على مسألة تعد أصلاً وأساساً في حل المشكلة وهي بر الوالدين ومعناه الإحسان وعدم قصد الإساءة لهما، وخدمتهما دون تأفف مهما صدر منهما من كلام ومواقف، كان الحق معهما أم لا، والاستماع إلى كلامهما واحترامه بشدة بمعزل عن الأخذ به.

رفع الصوت بوجههما وقصد الإساءة لهما (والعياذ بالله) يعد عقوقاً وهذا من الكبائر التي توعد الله مرتكبيها بدخول جهنم.

فعلى الشاب والفتاة أن يستمع كل منهما إلى ما يقوله والداهما وأسباب ذلك، واحترام وجهة نظرهم، ودراستها، وإمكانية الجمع بين الرأيين بالمناقشة الهادئة، وينبغي أن لا يصل إلى الوالدين كلام سيء بحقهما من الأولاد، وهذه مسألة خطرة، التعامل معها يحتاج إلى دقة وعناية حيث أن أي خطأ يمكن أن يدفع الشاب أو الفتاة إلى العقوق، والعياذ بالله.

وينبغي الالتفات إلى نقطة مهمة للغاية وهي أن الدعاء سلاح المؤمن دون سواه، فاستخدامه والتوسل بالأئمة الأطهار والشهداء والأولياء له دوركبير في حل المشكلات والمعضلات فالله تعالى بيده مقاليد الأمور وقلوب العالمين كلها بيده يغيرها ويقلبها كيف يشاء متى يشاء.

ولا بد من الصبر والتوكل عليه تعالى وبالتالي فإن الله سوف يجيب عبده ويكون معه ولكن تؤخر الإجابة أحياناً لمصلحة يراها الله ويعلمها والعبد لا يعرفها. فعلينا أن لا نيأس من رحمة الله وإجابته التي وعدنا بها حيث قال عز وجل:

{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186].

________________________________

(1) بحار الأنوار ج100.

(2) المصدر السابق ج103.

(3) ميزان الحكمة الباب 281.

(4) الحكم من كلام أمير المؤمنين عليه السلام ج1.

(5) ميزان الحكمة الحديث 6856.

(6) المصدر السابق الباب 156.

(7) المصدر السابق. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.