المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

محل القصر في صلاة المسافر
10-10-2018
Logit Transformation
21-3-2021
البعث بعد الهلاك
2024-09-01
الإعفاءات من الضرائب لاعتبارات سياسية
10-4-2016
إعتراف علماء النفس بوجود الصانع
22-3-2018
أنواع الإعلان- خامسا: تصنيف حسب الوسيلة الإعلانية
27-6-2022


تحالف قوى الشرك وغزوة الخندق  
  
1235   05:21 مساءً   التاريخ: 2-4-2022
المؤلف :  المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 1، ص153-156
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-11-2015 3464
التاريخ: 5-11-2015 3329
التاريخ: 17-5-2017 2839
التاريخ: 5-11-2015 3469

أشرفت السنة الخامسة على الانقضاء وكانت كل الأحداث والتحركات العسكرية التي خاضها المسلمون تهدف إلى الدفاع عن كيان الدولة الفتيّة ، وتوفير الأمن في محيط المدينة وأفرزت الأحداث تنوعا وتعددا في الجهات والأطراف المعادية للدين وللدولة الإسلامية . فسعى اليهود لاستثمار هذا التنوع بتجميعه وتمويله وإثارة النزعة العدائية فيه لاستئصال الوجود الإسلامي من الجزيرة ، ومن ذلك أنهم أوهموا المشركين الذين تساءلوا عن مدى أفضلية الدين الإسلامي على الشرك ، بأن الوثنية خير من دين الاسلام [1] وتمكنوا من جمع قبائل المشركين وتعبئتهم وسوقهم صوب المدينة عاصمة الدولة الاسلامية . وسرعان ما وصل الخبر إلى مسامع النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) وهو القائد المتحفز اليقظ والمدرك لكل التحركات السياسية ، من خلال العيون الثقات .

واستشار النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) أصحابه في معالجة الأمر وتوصلوا إلى فكرة حفر خندق يحصّن الجانب المكشوف من المدينة . وخرج النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) مع المسلمين ليشاركهم في حفر ذلك الخندق بعد تقسيم العمل بينهم وكان يحضّهم بقوله : « لا عيش إلّا عيش الآخرة اللهم اغفر للأنصار والمهاجرة »[2] .

ولم يخل الأمر عن دور للمنافقين والمتقاعسين عن العمل رغم الهمة والحماس الذي أظهره المخلصون من المسلمين[3] .

وأحاطت قوى الأحزاب المشركة البالغة نحو عشرة آلاف مقاتل بالمدينة يمنعها الخندق وتسيطر عليها الدهشة لهذا الأسلوب الدفاعي الذي لم تكن تألفه من قبل . وخرج النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) في ثلاثة آلاف مقاتل ونزل في سفح جبل سلع ووزّع المهام والأدوار لمواجهة الطوارئ .

وبقيت الأحزاب تحاصر المدينة ما يقرب من شهر عاجزين عن اقتحامها ، وكانت هناك مواقف رائعة للمسلمين وكان بطلها الأوحد علي بن أبي طالب ( عليه السّلام ) ، وقد توّج النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) موقف علي بن أبي طالب البطولي عندما خرج لمبارزة صنديد من صناديد العرب - هو عمرو بن عبد ود - بعد أن أحجم المسلمون عن الخروج إليه بقوله ( صلّى اللّه عليه واله ) : « برز الإيمان كله إلى الشرك كله »[4].

وحاول المشركون الاستعانة بيهود بني قريظة بالرغم من أنهم كانوا قد تعاهدوا مع رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ان لا يدخلوا في حرب ضد المسلمين ، وتيقّن الرسول القائد ( صلّى اللّه عليه واله ) من عزيمة اليهود على المشاركة في القتال وفتح جبهة داخليّة ضدّ المسلمين فأرسل إليهم سعد بن معاذ وسعد بن عبادة فرجعوا مؤكدين الخبر فكبّر الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) قائلا : « الله أكبر أبشروا يا معشر المسلمين بالفتح »[5].

الضغط على المسلمين :

لقد تعرض المسلمون لضغوط عديدة أثناء الحصار منها :

1 - تناقص الأقوات ( المواد الغذائية ) حتى بدى شبح المجاعة يدنو من المسلمين[6].

2 - صعوبة الظروف الجوّية حيث البرد القارس في ليالي الشتاء الطويلة .

3 - الحرب النفسيّة المريرة التي شنّتها جيوب المنافقين في صفوف المسلمين وتخذيلهم عن القتال وتخويفهم من مغبّة الاستمرار في الصمود .

4 - السهر المستمر طوال مدة الحصار حذرا من الهجوم المباغت ، فقد أتعب ذلك المسلمين بالنظر إلى عددهم القليل إذا ما قيس إلى كثرة قوّات الأحزاب .

5 - غدر بني قريظة حيث أصبح خطرا حقيقيا يهدد قوات المسلمين داخليا ويزيدهم قلقا على سلامة أهاليهم داخل المدينة .

هزيمة العدو :

لقد كانت قوى الأحزاب ذات نوايا وأهداف متخالفة ، فاليهود كانوا يحاولون استعادة نفوذهم على المدينة بينما كانت قريش مندفعة بعدائها للرسول والرسالة وكانت غطفان وفزارة وغيرها طامعة في محاصيل خيبر التي وعدها اليهود . هذا من جانب . ومن جانب آخر أحدثت قسوة ظروف الحصار كللا ومللا في نفوس الأحزاب إلى جانب ما واجهوه من التحصين وقوة المسلمين التي أبدوها وما قام به « نعيم بن مسعود » من إحداث شرخ في تحالف الأحزاب واليهود إذ أقدم - بعد اسلامه - إلى الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) قائلا : مرني ما شئت فقال له ( صلّى اللّه عليه واله ) : « أنت فينا رجل واحد ، فخذّل عنا ما استطعت فإنّ الحرب خدعة » .

وأرسل اللّه سبحانه وتعالى على الأحزاب ريحا عاتية باردة أحدثت فيهم رعبا وقلقا فاقتلعت خيامهم وكفأت قدورهم ، فنادى أبو سفيان بقريش للرحيل فأخذوا معهم من المتاع ما استطاعوا حمله وفرّوا هاربين وتبعتهم سائر القبائل حتى إذا أصبح الصباح لم يبق أحد منهم وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ[7].

 

[1] كما ورد في قوله تعالى في الآية : 51 من سورة النساء .

[2] راجع البداية والنهاية لابن كثير : 4 / 96 ، والمغازي : 1 / 453 .

[3] نزلت آيات من القرآن الكريم تفضح السلوك التخاذلي وتدعم مركزية العمل بوجود الرسول القائد ( صلّى اللّه عليه واله ) . راجع سورة الأحزاب ، الآيات : 12 - 20 .

[4] بحار الأنوار : 20 / 215 . شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 13 / 283 و 14 / 291 - 292 و 19 / 63 - 64 والسيرة النبوية : 3 / 281 وراجع مستدرك الحاكم : 3 / 32 .

[5] المغازي : 1 / 456 ، بحار الأنوار : 20 / 222 .

[6] راجع المغازي : 2 / 465 ، 475 ، 489 .

[7] نزلت سورة الأحزاب وفيها تفاصيل ما جرى يوم الخندق .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.