أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-30
![]()
التاريخ: 2023-03-04
![]()
التاريخ: 2024-07-02
![]()
التاريخ: 3-08-2015
![]() |
لو إلقيَ نظرة على تاريخ الإسلام يوضح انّه كان هناك وعلى مر الزمن أُناس دنيويون نفعيون قد ادّعوا المهدوية أو قسم من عامة الناس آمنوا بأشخاص واعتقدوهم المهدي ويدلّ هذا الأمر على أنّ موضوع المهدي والإيمان بظهور منقذ غيبي كان أمراً مسلّماً به بين المسلمين وكان كلّما تطابق اسم المهدي أو بعض صفاته مع صفات بعض أولئك المدّعين استغلوا ذلك واعتبروا أنفسهم هم المهدي أو ربما انّهم لم يدّعوا شيئاً لكن بعضاً من عامة الناس يعتقدون انّه المهدي إمّا جهلاً أو لشدة الظلم الذي يتلقونه من الحكومات أو الاستعجال في ظهور الإمام أو لأسباب أُخرى كلّ هذا يتم بعيداً عن التدقيق في جميع علامات الإمام وصفاته ممّا يوقعهم في الخطأ فيتصوّرونهم المهدي (عليه السَّلام) .
فعلى سبيل المثال قالت فرقة انّ محمّد بن الحنفية هو المهدي لأنّه سمي النبي وكنيّه سمّاه علي مهدياً لم يمت ولا يموت ولا يجوز ذلك ولكنّه غاب ولا يدري أين هو وسيرجع ويملك الأرض .
وفرقة زعمت انّ إسماعيل بن الإمام الصادق لم يمت وقالوا :كان ذلك على جهة التلبيس من أبيه على الناس وانّه لا يموت حتى يملك الأرض ويقوم بأمر الناس وانّه هو القائم .
وخرج محمد المعروف بالنفس الزكية ابن عبد اللّه بن الحسن في أيّام المنصور وكان في ابتداء الأمر قد شيع بين الناس انّه المهدي وأثبت أبوه هذا بين الناس فمالوا إليه ؛ وفي أيام خروج النفس الزكية وقف محمد بن عجلان الذي كان من فقهاء وعبّاد المدينة إلى جانبه ولمّا انهزم محمد وقتل اعتقله جعفر بن سليمان والي المدينة وأحضره وقال له: لماذا خرجت مع هذا الكذّاب؟ ثمّ أمر بقطع يده وكان من حضر من فقهاء المدينة ووجوهها قد طلبوا العفو لابن عجلان وقالوا: أيّها الأمير انّ محمد بن عجلان فقيه المدينة وعابدها وقد اشتبه عليه الأمر وظن انّ محمد بن عبد اللّه هو المهدي الذي جاء في الأخبار ؛ وقد حدثت نفس هذه الورطة لعبد اللّه بن جعفر أيضاً الذي كان من علماء المدينة الكبار ومحدّثيها حيث قال رداً على سؤال حاكم المدينة: خرجت مع محمد بن عبد اللّه يقيناً مني انّه هو المهدي الموعود الذي جاء في الأخبار ولم أشك في ذلك في حياته ولمّا مات عرفت أنّه ليس المهدي ولن أُخدع ثانياً وأطلق المنصور الذي كان اسمه عبد اللّه واسم ابنه محمد لقب المهدي عليه وزعم انّ المهدي المنتظر هو ابني وليس النفس الزكية وكذلك نجد انّ بعض الفرق كانت تعتقد بمهدوية بعض الأئمّة السابقين فالناووسية اعتقدت انّ الإمام الصادق هو المهدي والإمام الحي والغائب وكان للواقفية نفس هذه العقيدة بالنسبة إلى الإمام موسى بن جعفر (عليمها السَّلام) .
وزعموا انّه (عليه السَّلام) لم يمت وانّه حيّ لا يموت حتى يملك شرق الأرض وغربها ويملأها كلها عدلاً كما ملئت جوراً وانّه القائم المهدي وأخيراً قالت فرقة وبعد رحيل الإمام العسكري انّه حي لم يمت وانّما غاب وهو القائم ؛ كانت هذه نماذج تدلّ على أنّ مسألة المهدي كانت أمراً مسلّماً به في زمن الرسول (صلَّى الله عليه وآله) وبعده وكانت الأُمّة الإسلامية تنتظر الشخص الذي يخرج ويظهر ويقوم في وجه الظلم ويرفع راية العدل والقسط ويجعلها ترفرف عالياً في العالم ؛ ومن الواضح انّ استغلال المهدوية في بعض العصور من قبل بعض المحتالين والممثلين لا يسوغ إنكار أصل قضية الإمام المهدي لأنّه قد استغلت الكثير من الحقائق من قبل المخادعين والانتهازيين على مر التاريخ ؛ وليسوا هم بقلة من ادّعى الأُلوهية أو النبوة والدرجات والمقامات الروحية العالية في هذا العالم غير انّ كلّ ذلك لم يدلّ يوماً على أن ينكر أحد وجود اللّه تعالى ونبوة الأنبياء ؛ وقد استغل العلم والتكنولوجيا في عصرنا أيضاً وأُسيء استخدامهما في مجالات لا إنسانية لكن هذا هل يوجب أن نرفض أصل العلم والتقنية؟!
وقد تناول القرآن الكريم مسألة ظهور الإمام المهدي وخروجه شأنها شأن كثير من المسائل الأُخرى دون أن يتعرض إلى التفاصيل واكتفى ببيان ذلك بشكل عام أي انّه تحدّث عن ظهور الدولة العالمية العادلة وانتصار الصالحين في الأرض بشكل تام وقد اعتقد المفسرون الإسلاميون انّ هذا النوع من الآيات التي تتناول موضوع المهدي إنّما فسرت به بالتعويل على الأخبار والأحاديث التفسيرية وسنعرض نحن من مجموع تلك الآيات التي يعتقد المفسرون انّها تدور حول هذا الموضوع وتدلّ بصراحة على ذلك ثلاث آيات للاختصار:
1- { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ } [الأنبياء: 105] وتوضيحاً لمعنى هذه الآية نؤكد على أنّ الذكر يعني كلّ ما يوجب التذكر والتذكير ولكن فسر في الآية بكتاب النبي موسى السماوي أي التوراة بقرينة انّه كان قبل الزبور. وبناء على تفسير آخر يراد به القرآن الكريم لأنّه قد أطلقت الآيات القرآنية هذا الوصف على القرآن نفسه: {إِنْ هُو إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ } [يوسف: 104] وعليه يكون معنى من بعد هو علاوة على ويكون تفسير الآية هو: انّا قد كتبنا علاوة على ما كتبناه في القرآن في الزبور انّ الأرض يرثها عبادي الصالحون .
وقد استشهد الشيخ المفيد في بداية الفصل الذي خصه بالإمام المهدي بهذه الآية والآية التي سنذكرها ؛ وروي في تفسير هذه الآية عن الإمام الباقر (عليه السَّلام) أنّه قال : هم أصحاب المهدي في آخر الزمان .
وقال مفسر القرآن الكبير المرحوم الطبرسي في تفسيرها وبعد ذكر الحديث المذكور آنفاً: ويدلّ على ذلك ما رواه العام والخاص عن النبي أنّه قال: لولم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتى يبعث رجلاً من أهل بيتي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً .
وتدلّ إشارة القرآن وأخباره حول نبوءة دولة الصالحين في الأرض في التوراة والزبور على أنّ هذا الأمر يحظى بأهمية كبيرة لدرجة انّه ذكر في الكتب السماوية الواحد تلو الآخر .
والجدير ذكره هوانّ نفس هذا الموضوع يوجد في كتاب مزامير داود الذي يعد اليوم جزءاً من العهد القديم التوراة وهو مجموعة أدعية ومناجات وحكم داود النبي (عليه السَّلام) ولكن عبر عنه بأشكال مختلفة ؛ ومنها ما جاء في المزمور 37 حيث نقرأ: ... الاشرار ينتهون والمتوكّلون على اللّه سيرثون الأرض وسرعان ما سينعدم الشرير الذي مهما سألت عن مكانه فانّه يبقى مجهولاً لكنّ المتواضعين سيرثون الأرض وينعمون من كثرة السلامة ؛ وكذلك نقرأ في نفس ذلك المزمور المباركون سيرثون الأرض واللعناء سينتهون .
2- { وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} [القصص: 5] , انّ أمير المؤمنين قد تلا هذه الآية بعد تنبّوئه برجوع الناس إلى أهل البيت والانضواء تحت لوائهم .
وقال محمد بن جعفر وهو أحد العلويين الذين خرجوا في أيّام المأمون: حدثت يوماً مالك بن أنس عمّا نلاقيه من الضيق فقال: اصبر حتى يظهر معنى { وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ } [القصص: 5].
3. {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} [النور: 55] وقال الطبرسي في تفسيرها: والمروي عن أهل البيت انّها في المهدي من آل محمد ؛ وروى العياشي باسناده عن علي بن الحسين انّه قرأ الآية وقال: هم واللّه شيعتنا أهل البيت يفعل اللّه ذلك بهم على يدي رجل منّا وهو مهدي هذه الأُمّة وهو الذي قال رسول اللّه: لولم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتى يلي رجل من عترتي اسمه اسمي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً .
ثمّ يضيف الطبرسي: وروي مثل ذلك عن أبي جعفر الباقر وأبي عبد اللّه الصادق (عليمها السَّلام) .
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|