المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



الهجرة إلى يثرب  
  
1426   04:05 مساءً   التاريخ: 29-3-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 1، ص119-122
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-5-2017 2996
التاريخ: 4046
التاريخ: 23-12-2015 3661
التاريخ: 5-7-2017 2932

لكي تتكامل حركة الرسالة وتتحقق النبوّة أهدافها الربّانية المنشودة لا بد أن تسدد وتؤيد بقوى الخير وعناصر تملك اليقين المطلق بالعقيدة وتنذر نفسها لتلك العقيدة وتستعد للتضحية على الدوام مع مؤهلات تصونها من الانحراف .

لقد كان علي بن أبي طالب ( عليه السّلام ) ذلك العنصر الفذّ الذي قال له رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : « يا علي إنّ قريشا اجتمعت على المكر بي وقتلي وإنه أوحي إليّ عن ربي أن أهجر دار قومي ، فنم على فراشي والتحف ببردي الحضرمي لتخفي بمبيتك عليهم أثري فما أنت قائل وصانع ؟ »

فقال علي ( عليه السّلام ) : أو تسلمنّ بمبيتي هناك يا نبي اللّه ؟

قال : نعم ، فتبسم علي ( عليه السّلام ) ضاحكا مسرورا وأهوى إلى الأرض ساجدا شاكرا للّه تعالى لما أنبأه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) من سلامته وقال ( عليه السّلام ) : إمض لما أمرت فداك سمعي وبصري وسويداء قلبي[1].

وخرج رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) بعد منتصف الليل من داره تحيط به العناية الإلهية مخترقا طوق قوات الشرك المحيطة بداره تاركا عليا في فراشه .

وكم كانت خيبة أعداء اللّه حين اقتحموا دار النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) صباحا شاهرين سيوفهم تفوح منها رائحة الموت ، ويفيض الحقد من وجوههم يتقدمهم خالد بن الوليد ، فوثب علي ( عليه السّلام ) من مضجعه في شجاعة فائقة فارتد القوم على أدبارهم وتملّكتهم دهشة وذهول وهم يرون كيف خيّب اللّه سعيهم وأنقذ نبيّه ( صلّى اللّه عليه واله ) .

وتوسّلت قريش بطغيانها بكل حيلة لتردّ هيبتها الضائعة لعلّها تدرك محمدا ( صلّى اللّه عليه واله ) فأرسلت العيون ، وركبت في طلبه الصعب والذلول حتّى وضعت مئة ناقة جائزة لمن يأتي بمحمد حيا أو ميتا . وقادهم الدليل الحاذق مقتفيا أثر قدم الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) إلى باب غار ثور - حيث كان قد اختبأ فيه النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) ومعه أبو بكر - فانقطع عنه الأثر فقال : ما جاوز محمد ومن معه هذا المكان ، إما أن يكونا صعدا إلى السماء أو دخلا في الأرض .

وفي داخل الغار كان أبو بكر قد غلبه خوف كبير وهو يسمع صوت قريش تنادي : اخرج يا محمد ، ويرى أقدامهم تقترب من باب الغار ورسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) يقول : « لا تحزن إن اللّه معنا » .

وعادت قريش بخفيّ حنين فهي لم تدرك أن النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) في الغار إذ رأت العنكبوت قد نسج بيته على باب الغار وعندها بنت الحمامة عشها وباضت فيه .

وفي المساء التقى علي وهند بن أبي هالة بالنبي ( صلّى اللّه عليه واله ) بعد أن علما بمكانه وقد أدلى النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) بوصاياه لعلي ( عليه السّلام ) بحفظ ذمته وأداء أمانته - إذ كان محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) مستودع أمانات العرب - وأمره أن يبتاع رواحل له وللفواطم ويلحق به ( صلّى اللّه عليه واله ) فقال له مطمئنا : « إنهم لن يصلوا من الآن إليك يا علي بأمر تكرهه حتى تقدم عليّ ، فأدّ أمانتي على أعين الناس ظاهرا ثم إني مستخلفك على فاطمة ابنتي ومستخلف ربي عليكما ومستحفظه فيكما »[2].

وبعد ثلاثة أيام حين عرف النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) أنّه قد سكن الناس عن طلبه ، تحرّك نحو يثرب مسرعا ، لا يعبأ بمشقة مستعينا باللّه واثقا من نصره .

وحينما وصل منطقة ( قباء ) تريّث فيها أياما ينتظر قدوم ابن عمّه علي ابن أبي طالب والفواطم عليه ليدخلوا جميعا يثرب التي كانت تموج بالفرح والبهجة لقدوم النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) في حين دخل صاحب النبي ورفيق سفره إلى يثرب تاركا الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) في قباء !

وما إن وصل علي بن أبي طالب ( عليه السّلام ) منهكا من تعب الطريق ومخاطره - حيث كانت قريش قد تعقّبتهم حين علمت بخروجه بالفواطم - اعتنقه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وبكى رحمة لما به[3]  .

وأقام رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ب ( قباء ) عدة أيام وكان أوّل عمل قام به هو كسر الأصنام [4] ثم أسس مسجدهم ثم خرج يوم الجمعة فأدركته صلاة الظهر في بطن وادي ( رانوناء ) فكانت أول صلاة جمعة في الإسلام وخرج مسلمو يثرب بزينتهم وسلاحهم يستقبلون رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ويحيطون بركبه وكل يريد أن يتطلع إليه ويملأ عينيه من هذا الرجل الذي آمن به وأحبه[5].

وما كان يمر رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) بمنزل أحد من المسلمين إلّا ويأخذ بزمام ناقته ويعرض عليه المقام عنده وهو يقابلهم بطلاقة الوجه والبشر وتجنبا من إحراج أحد منهم كان ( صلّى اللّه عليه واله ) يقول : خلّوا الناقة إنّها مأمورة.

وأخيرا بركت الناقة عند مربد يعود لغلامين يتيمين من بني النجار أمام دار أبي أيوب الأنصاري فأسرعت زوجته فأدخلت رحل رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) في دارها فنزل عندهم رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) إلى أن تمّ بناء المسجد النبوي وبيته ( صلّى اللّه عليه واله )[6].

وقد غيّر النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) اسم يثرب إلى ( طيبة )[7] واعتبر هجرته إليها مبدءا للتأريخ الاسلامي[8]  .

 

[1] راجع إحقاق الحق : 3 / 23 - 45 مع تعليقات المرعشي النجفي لتقف على مصادر هذا الحدث التاريخي وموقف علي الرساليّ عند علماء أهل السنة . وراجع أيضا : مسند الإمام أحمد : 1 / 331 الطبعة الأولى بمصر ، وتفسير الطبري : 9 / 140 الطبعة الميمنية بمصر ومستدرك الحاكم : 3 / 4 طبعة حيدرآباد الدكن .

[2] أعيان الشيعة : 1 / 237 .

[3] راجع الكامل في التأريخ : 2 / 106 .

[4] البدء والتأريخ : 4 / 176 - 177 .

[5] وصل النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) مدينة يثرب في 12 ربيع الأول .

[6] راجع السيرة النبوية : 1 / 494 .

[7] ابن خلدون : المقدمة / 283 ، وتاج العروس : 2 / 85 .

[8] تأريخ الطبري ( الأمم والملوك ) : 2 / 110 - 114 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.