المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

الضوء والذرات
13-1-2023
دولة بنجلادش
27-8-2018
الأحكام الفاصلة في المسائل العارضة الجزائية
29-1-2016
اكتساب القدرة على تطبيق الحب الحازم
2023-03-04
Alpha Halogenation of carbonyl compounds :Base Catalyzed Mechanism
14-11-2019
صناعة الشرابت
10/10/2022


النص على إمامة الاثني عشر من آل محمد(عليها السلام)  
  
4071   03:15 مساءً   التاريخ: 2-08-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج4,ص249-260
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / خصائصه ومناقبه /

النص على إمامة الاثني عشر من آل محمد (عليهم السلام)  هذه الأخبار على ضربين أحدهما يتضمن النص على عدد الاثني عشر من آل محمد (عليهم السلام) على الجملة والثاني يتضمن النص على أعيان الأئمة الاثني عشر على التفصيل.

فأما الضرب الأول منهما فنحو: ما رواه محمد بن يعقوب الكليني مرفوعا إلى جابر بن عبد الله الأنصاري قال دخلت على فاطمة (عليها السلام) وبين يديها لوح مكتوب فيه أسماء الأوصياء من ولدها فعددت اثني عشر آخرهم القائم ثلاثة منهم محمد وأربعة منهم علي .

وبإسناده يرفعه إلى أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال إن الله عز وجل أرسل محمدا (صلى الله عليه واله) إلى الجن والإنس وجعل من بعده اثني عشر وصيا منهم من سبق ومنهم من بقي وكل وصي جرت به سنة والأوصياء الذين من بعد محمد (صلى الله عليه واله) على سنة أوصياء عيسى وكانوا اثني عشر وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) على سنة المسيح.

وبإسناده يرفعه إلى أبي سعيد الخدري قال كنت حاضرا لما مات أبوبكر واستخلف عمر وشهدت إذ أقبل يهودي من عظماء يهود يثرب تزعم يهود المدينة أنه أعلم زمانه حتى رفع إلى عمر فقال له يا عمر إني جئتك أريد الإسلام فإن أخبرتني عما أسألك عنه فأنت أعلم أصحاب محمد بالكتاب والسنة وجميع ما أريد أن أسأل عنه فقال له عمر إني لست هناك ولكني أرشدك إلى من هو أعلم أمتنا بالكتاب والسنة وجميع ما تسأل عنه وهو ذاك وأومأ بيده إلى علي (عليه السلام) وساق الحديث إلى أن قال :قال له أمير المؤمنين (عليه السلام) سل عما بدا لك فقال أخبرني عن ثلاث وثلاث وواحدة فقال له علي لم لم تقل سبعة فقال له اليهودي إنك إن أخبرتني بالثلاث سألتك عن البقية وإلا كففت ثم قال أخبرني عن أول حجر وضع على وجه الأرض وأول شجرة غرست في الأرض وأول عين نبعت على وجه الأرض فأخبره أمير المؤمنين (عليه السلام) ثم قال له اليهودي أخبرني عن هذه الأمة كم يكون لها من إمام هدى وأخبرني عن نبيكم محمد أين منزله في الجنة ومن يسكن معه في منزله فقال له (عليه السلام) إن لهذه الأمة اثني عشر إماما من ذرية نبيها وهم مني وأما منزلة نبينا في الجنة فهي أفضلها وأشرفها جنة عدن وأما من يسكن معه في منزله فهؤلاء الاثنا عشر من ذريته وأمهم وجدتهم أم أمهم وذراريهم لا يشركهم فيها أحد الخبر بتمامه .

وأعاد هذا الخبر ثانية بألفاظ أتم من هذه والموضع المطلوب سؤال اليهودي عن عدة الأئمة (عليهم السلام) فإن أمير المؤمنين (عليه السلام) عينها وأسلم اليهودي .

وعن أبي حمزة قال سمعت الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) يقول إن الله تعالى خلق محمدا واثني عشر من أهل بيته من نور عظمته وأقامهم أشباها في ضياء نوره يعبدونه ويسبحونه ويقدسونه وهم الأئمة من بعد محمد (صلى الله عليه واله) .

وعن زرارة قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول من آل محمد اثنا عشر إماما كلهم محدث ورسول الله (صلى الله عليه واله) وعلي هما الوالدان وعن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال :قال رسول الله (صلى الله عليه واله) اثنا عشر من أهل بيتي أعطاهم الله فهمي وعلمي وحلمي وخلقهم من طينتي فويل للمتكبرين عليهم بعدي القاطعين فيهم صلتي ما لهم لا أنالهم الله شفاعتي .

وعن سيد العابدين علي بن الحسين (عليه السلام) عن أبيه عن جده (عليه السلام) قال :قال رسول الله (صلى الله عليه واله) الأئمة من بعدي اثنا عشر أولهم أنت يا علي وآخرهم القائم الذي يفتح الله على يديه مشارق الأرض ومغاربها .

وعن الصادق عن أبيه عن جده (عليه السلام) قال :قال رسول الله (صلى الله عليه واله) الأئمة من بعدي اثنا عشر أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم هم خلفائي وأوصيائي وأوليائي وحجج الله على أمتي المقر بهم مؤمن والمنكر لهم كافر .

وعن ابن عباس قال :قال رسول الله (صلى الله عليه واله) إن خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي الاثني عشر أولهم أخي وآخرهم ولدي قيل يا رسول الله من أخوك قال علي بن أبي طالب قيل فمن ولدك قال المهدي الذي يملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما والذي بعثني بالحق بشيرا لولم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي وينزل روح الله عيسى ابن مريم فيصلي خلفه وتشرق الأرض بنور ربها وبلغ سلطانه المشرق والمغرب والأخبار في هذا الفن كثيرة فلنقتصر على ما أوردناه ففيه كفاية ومقنع فيما نحوناه . وأما الضرب الثاني ذكر في هذا الضرب حديث اللوح الذي كان عند فاطمة (عليها السلام) فيه أسماء الأئمة واحدا بعد واحد على التعيين وهومن طرق أصحابنا والذي أراه أن هذه الأحاديث لا فائدة في ذكرها طائلة لأنه إن كان المراد بها إثبات أسمائهم وحصرهم في هذه العدة عند الشيعة فذلك أمر مفروق منه ثابت لا يحتاج إلى دليل ولا يفتقر إلى برهان ويكفى فيه عندهم النقل الذي تداولوا وإن كان المراد به ثبوته عند المخالفين فهذه الأحاديث عندهم لا تنصر دعوى ولا تثبت حجة وقد أوردت أنا في تضاعيف هذا الكتاب من طرقهم ما فيه بلاء ولا يسع العقلاء إنكاره إلا من أراد الجدال وكان في طبعه عناد أونشأ على أمر ويضعف طبعه عن مفارقته والعدول عنه إلى ضده وفي ذلك صعوبة على الأنفس الضعيفة وقد أجاد أبو الطيب في قوله:

يراد من القلب نسيانكم            وتأبى الطباع على الناقل

وروي عن سليم بن قيس الهلالي قال سمعت عبد الله بن جعفر الطيار يقول كنا عند معاوية أنا والحسن والحسين وعبد الله بن عباس وعمر بن أبي سلمة وأسامة بن زيد فذكرنا حديثا جرى بينه وبين معاوية وأنه قال لمعاوية سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم أخي علي (عليه السلام) أولى بالمؤمنين من أنفسهم فإذا استشهد فابني الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم ابني الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم فإذا استشهد فابنه علي بن الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم وستدركه يا علي ثم ابني محمد بن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وستدركه يا حسين ثم تكمله اثنا عشر إماما تسعة من ولد الحسين قال عبد الله ثم استشهدت الحسن والحسين وعبد الله بن عباس وعمر بن أبي سلمة وأسامة بن زيد فشهدوا لي عند معاوية قال سليم بن قيس الهلالي وقد كنت سمعت من سلمان وأبي ذر والمقداد وأسامة بن زيد أنهم سمعوا ذلك من رسول الله (صلى الله عليه واله) .

وعن سلمان الفارسي (رضي الله عنه) قال دخلت على النبي (صلى الله عليه واله) فإذا الحسين على فخذيه وهو يقبل عينيه ويلثم فاه وهو يقول أنت سيد بن سيد أبو سادة أنت إمام بن إمام أبو أئمة أنت حجة بن حجة أبو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم .

وعن الصادق عن أبيه عن جده علي بن الحسين عن أبيه (عليه السلام) قال سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن معنى قول رسول الله (صلى الله عليه واله) إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي فقيل له من العترة فقال أنا والحسن والحسين والأئمة التسعة من ولد الحسين تاسعهم مهديهم وقائمهم لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم حتى يردوا على رسول الله (صلى الله عليه واله) حوضه .

وعن عبد الله بن عباس قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون .

وعنه قال :قال رسول الله (صلى الله عليه واله) أنا سيد النبيين وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين وأن أوصيائي بعدي اثنا عشر أولهم علي بن أبي طالب (عليه السلام) وآخرهم القائم. وعن جابر بن يزيد الجعفي قال سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول لما أنزل الله تعالى على نبيه (صلى الله عليه واله) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59] قلت يا رسول الله عرفنا الله ورسوله فمن أولي الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك فقال (عليه السلام) هم خلفائي من بعدي يا جابر وأئمة الهدى بعدي أولهم علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر وستدركه يا جابر فإذا لقيته فأقرئه مني السلام ثم الصادق جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم سميي وكنيي حجة الله في أرضه وبقيته في عباده محمد بن الحسن بن علي ذلك الذي يفتح الله عز وجل على يديه مشارق الأرض ومغاربها وذلك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للإيمان قال جابر فقلت يا رسول الله فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته فقال (عليه السلام) إي والذي بعثني بالحق إنهم ليستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن علاها سحاب يا جابر هذا من مكنون سر الله ومخزون علم الله فاكتمه إلا عن أهله إلى آخر الخبر .

وعن ابن عباس قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) إن الله تبارك وتعالى اطلع إلى الأرض اطلاعة ثم اختارني منها فجعلني نبيا ثم اطلع الثانية فاختار منها عليا وجعله إماما ثم أمرني أن أتخذه أخا ووصيا وخليفة ووزيرا فعلي مني وأنا من علي وهو زوج ابنتي وأبو سبطي الحسن والحسين ألا وإن الله تبارك وتعالى جعلني وإياهم حججا على عباده وجعل من صلب الحسين أئمة يقومون بأمري ويحفظون وصيتي التاسع منهم قائم أهل بيتي ومهدي أمتي أشبه الناس بي في شمائله وأقواله وأفعاله يظهر بعد غيبة طويلة وحيرة مضلة فيعلن أمر الله ويظهر دين الله ويؤيد بنصر الله وينصر بملائكة الله فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما .

وعن أبي حمزة الثمالي عن الصادق عن آبائه (عليهم السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) حدثني جبرئيل عن رب العزة جل جلاله أنه قال من علم أن لا إله إلا أنا وحدي وأن محمدا عبدي ونبيي وأن علي بن أبي طالب خليفتي وأن الأئمة من ولده حججي أدخلته الجنة برحمتي ونجيته من النار بعفوي وأبحت له جواري وأوجبت له كرامتي وأتممت عليه نعمتي وجعلته خاصتي وخالصتي إن ناداني لبيته وإن دعاني أجبته وإن سألني أعطيته وإن سكت ابتدأته وإن أساء رحمته وإن فر مني دعوته وإن شهد بذلك ولم يشهد أن علي بن أبي طالب خليفتي أو شهد بذلك ولم يشهد أن الأئمة من ولده حججي فقد جحد نعمتي وصغر عظمتي وكفر بآياتي وكتبي إن قصدني حجبته وإن سألني حرمته وإن ناداني لم أسمع نداءه وإن دعاني لم أجب دعاءه وإن رجاني خيبته وذلك جزاؤه مني وما أنا بظلام للعبيد فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال يا رسول الله ومن الأئمة من ولد علي بن أبي طالب فقال الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ثم سيد العابدين في زمانه علي بن الحسين ثم الباقر محمد بن علي وستدركه يا جابر فإذا أدركته فأقرئه مني السلام ثم الصادق جعفر بن محمد ثم الكاظم موسى بن جعفر ثم الرضا علي بن موسى ثم التقي محمد بن علي ثم النقي علي بن محمد ثم الزكي الحسن بن علي ثم ابنه القائم مهدي أمتي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما هؤلاء يا جابر خلفائي وأوصيائي وأولادي وعترتي من أطاعهم فقد أطاعني ومن عصاهم فقد عصاني ومن أنكرهم أو أنكر واحدا منهم فقد أنكرني بهم يمسك الله السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه وبهم يحفظ الله الأرض أن تميد بأهلها .

وعن أبي حمزة الثمالي عن الباقر عن آبائه (عليهم السلام) عن الحسين بن علي قال دخلت أنا وأخي على جدي رسول الله (صلى الله عليه واله) فأجلسني على فخذه وأجلس أخي الحسن على فخذه الأخرى ثم قال لنا بأبي أنتما من إمامين صالحين اختاركما الله مني ومن أبيكما وأمكما واختار من صلبك يا حسين تسعة أئمة تاسعهم قائمهم كلهم في الفضل والمنزلة سواء .

قال محمد بن عمران سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول نحن اثني عشر محدثا فقال له أبو بصير تالله لقد سمعت ذلك من أبي عبد الله (عليه السلام) فحلف مرة أو مرتين أنه سمعه منه فقال أبو بصير لكني سمعته من أبي جعفر (عليه السلام) قال وأمثال هذه الأخبار كثيرة وقد ذكر كثيرا منها الشيخ أبوجعفر بن بابويه في كتاب كمال الدين وتمام النعمة في إثبات الغيبة وكشف الحيرة فمن أراد الزيادة فليطلب من هناك وقد صنف الشيخ المفيد أبوعبد الله محمد بن محمد بن النعمان في ذلك كتابا مفردا ذكر فيه الأخبار الواردة في هذا المعنى بأسانيدها .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.