المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

المبادئ الرقابية الخاصة بمراقبة نظام الرقابة الداخليـة Monitoring
2023-03-10
تقنيات المعلومات
23-7-2019
السعادة الزوجية ضمان لصحتك
19-8-2019
فيرونيكة نمساوية Veronica austriaca-teucrium
20-8-2019
الحرية والنموّ الاجتماعي
5-7-2022
المدلول اللغوي والمدلول النفسي
5-8-2016


كرامات القائم(عليه السلام)على يد سفرائه  
  
3599   02:07 مساءً   التاريخ: 3-08-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص597-601
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / خصائصه ومناقبه /

روى عن الحسين بن عليّ قال: سألتني امرأة عن وكيل مولانا (عليه السلام)من هو؟ فقال لها بعض القميين: انّه أبو القاسم بن روح وأشار لها إليه ؛ فدخلت عليه وأنا عنده فقالت له: ايّها الشيخ أيّ شي‏ء معي؟ فقال: ما معك فألقيه في دجلة فألقته ثم رجعت ودخلت إلى أبي القاسم الروحي رضى اللّه عنه وأنا عنده فقال أبو القاسم لمملوكة له: أخرجي إليّ الحقة فأخرجت إليه حقّة فقال للمرأة: هذه الحقة التي كانت معك ورميت بها في دجلة؟ قالت: نعم قال: أخبرك بما فيها أم تخبريني؟ فقالت: بل أخبرني أنت .

فقال: في هذه الحقة زوج سوار من ذهب وحلقة كبيرة فيها جوهر وحلقتان صغيرتان فيهما جوهر وخاتمان أحدهما فيروزج والآخر عقيق وكان الأمر كما ذكر لم يغادر منه شيئا ثم فتح الحقة فعرض عليّ ما فيها ونظرت المرأة إليه فقالت: هذا الذي حملته بعينه ورميت به في دجلة فغشي عليّ وعلى المرأة فرحا بما شاهدنا من صدق الدلالة ؛ ثم قال الحسين لي بعد ما حدّثنا بهذا الحديث: اشهد عند اللّه يوم القيامة بما حدّثت به انّه كما ذكرته لم أزد فيه ولم أنقص منه وحلف بالأئمّة الاثنى عشر صلوات اللّه عليهم لقد صدق فيه وما زاد ولا أنقص‏ .

وروى أيضا عن عليّ بن سنان الموصلي عن أبيه انّه قال: لمّا قبض أبومحمد (عليه السلام) وقدم وفد من قم والجبل وفود بالأموال التي كانت تحمل على الرسم ولم يكن عندهم خبر وفاة أبي محمد الحسن (عليه السّلام) فلمّا أن وصلوا إلى سرّ من رأى سألوا عنه .

فقيل لهم: انّه قد فقد فقالوا: ومن وارثه؟ فقالوا: جعفر أخوه فسألوا عنه فقيل خرج متنزّها وركب زورقا في الدجلة يشرب الخمر ومعه المغنّون .

قال: فتشاور القوم وقالوا: ليس هذه صفة الامام وقال بعضهم لبعض: امضوا بنا حتى نردّ هذه الأموال على أصحابها فقال أبو العباس محمد بن جعفر الحميري القمي: قفوا بنا حتى ينصرف هذا الرجل ونختبر أمره على الصحة قال: فلمّا انصرف دخلوا عليه وسلّموا عليه وقالوا: يا سيدنا نحن من أهل قم فينا جماعة من الشيعة وغيرهم وكنّا نحمل إلى سيدنا أبي محمد (عليه السلام) الأموال .

فقال: وأين هي؟ قالوا: معنا قال: احملوها إليّ قالوا: انّ لهذه الأموال خبرا طريفا فقال: وما هو؟ قالوا: انّ هذه الأموال تجمع ويكون فيها من عامة الشيعة الدينار والديناران ثم يجعلونها في كيس ويختمون عليها وكنّا إذا وردنا بالمال إلى سيدنا أبي محمد (عليه السلام) يقول جملة المال كذا دينار من فلان كذا ومن عند فلان كذا حتى يأتي على اسماء الناس كلّهم يقول ما على نقش الخواتيم .

 فقال جعفر: كذبتم تقولون على أخي ما لم يفعله هذا علم الغيب قال: فلمّا سمع القوم كلام جعفر جعل بعضهم ينظر إلى بعض فقال لهم: احملوا هذا المال إليّ فقالوا: انّا قوم مستأجرون لا يسلّم المال الّا بالعلامات التي كنّا نعرفها من سيدنا الحسن (عليه السّلام) فان كنت الامام فبرهن لنا والّا رددناها على أصحابها يرون فيها رأيهم  .

قال: فدخل جعفر بن عليّ على الخليفة وكان بسرّ من ‏رأى فاستعدى عليهم فلمّا احضروا قال الخليفة: احملوا هذا المال إلى جعفر فقالوا: أصلح اللّه الخليفة نحن قوم مستأجرون ولسنا أرباب هذه الأموال وهي لجماعة وأمرونا أن لا نسلّمها الّا بالعلامة والدلالة وقد جرت بهذه العادة مع أبي محمد (عليه السّلام) .

 فقال الخليفة: وما كانت الدلالة التي كانت مع أبي محمد؟ قال القوم: كان يصف لنا الدنانير وأصحابها والأموال وكم هي فاذا فعل ذلك سلّمناها إليه وقد وفدنا عليه مرارا وكانت هذه علامتنا معه وقد مات فان يكن هذا الرجل صاحب هذا الأمر فليقم لنا ما كان يقيمه لنا أخوه والّا رددناها إلى أصحابها الذين بعثوها بصحبتنا.

قال جعفر: يا أمير المؤمنين هؤلاء قوم كذّابون يكذبون على أخي وهذا علم الغيب فقال الخليفة: القوم رسل وما على الرسول الّا البلاغ المبين قال: فبهت جعفر ولم يرد جوابا فقال القوم: يا أمير المؤمنين تطول بإخراج أمره إلى من يبدرقنا  حتى نخرج من هذا البلد.

قال: فأمر لهم بنقيب فأخرجهم منها فلمّا أن خرجوا من البلد خرج إليهم غلام أحسن الناس وجها كأنّه خادم فصاح: يا فلان ويا فلان بن فلان أجيبوا مولاكم فقالوا له: أنت مولانا؟ فقال: معاذ اللّه أنا عبد مولاكم فسيروا إليه .

 قالوا: فسرنا معه حتى دخلنا دار مولانا الحسن بن عليّ (عليهما السّلام) فاذا ولده القائم سيدنا (عليه السلام) قاعد على سرير كأنّه فلقة قمر عليه ثياب خضر فسلّمنا عليه فردّ علينا السلام ثم قال: جملة المال كذا وكذا دينار وحمل فلان كذا ولم يزل يصف حتى وصف الجميع ووصف ثيابنا ورواحلنا وما كان معنا من الدواب فخررنا سجّدا للّه تعالى وقبّلنا الأرض بين يديه ؛ ثم سألناه عمّا أردنا فأجاب فحملنا إليه الأموال وأمرنا (عليه السلام) أن لا نحمل إلى سرّ من رأى شيئا من المال وانّه ينصب لنا ببغداد رجلا نحمل إليه الأموال وتخرج من عنده التوقيعات.

قالوا: فانصرفنا من عنده ودفع إلى أبي العباس محمد بن جعفر الحميري القمي شيئا من الحنوط والكفن فقال له: أعظم اللّه أجرك في نفسك قال: فلمّا بلغ أبو العباس عقبة همدان حمّ وتوفي رحمه اللّه وكان بعد ذلك تحمل الأموال إلى بغداد إلى نوّابه المنصوبين وتخرج من عندهم التوقيعات‏ .

وروي أيضا عن أبي محمد الحسن بن وجناء انّه قال: كنت ساجدا تحت الميزاب في رابع أربع وخمسين حجة بعد العمرة وأنا أتضرّع في الدعاء إذ حرّكني محرك فقال لي: قم يا حسن بن وجناء فرعشت.

قال: فقمت فاذا جارية صفراء نحيفة البدن أقول انّها من بنات أربعين فما فوقها فمشت بين يدي وأنا لا أسألها عن شي‏ء حتى أتت دار خديجة (عليها السلام) وفيها بيت بابه في وسط الحائط وله درج ساج يرتقى إليه فصعدت الجارية وجاءني النداء: اصعد يا حسن ؛ فصعدت فوقفت بالباب فقال لي صاحب الزمان (عليه السّلام) : يا حسن أتراك خفيت عليّ واللّه ما من وقت في حجّك الّا وأنا معك فيه ثم جعل يعدّ عليّ أوقاتي فوقعت على وجهي فحسست بيد قد وقعت عليّ فقمت: فقال لي: يا حسن الزم بالمدينة دار جعفر بن محمد (عليه السلام) ولا يهمّنّك طعامك ولا شرابك ولا ما تستر به عورتك ؛ ثم دفع إليّ دفترا فيه دعاء الفرج وصلاة عليه وقال: بهذا فادع وهكذا فصلّ عليّ ولا تعطه الّا أوليائي فانّ اللّه عز وجل يوفقك فقلت: يا مولاي لا أراك بعدها؟ فقال: يا حسن إذا شاء اللّه تعالى .

قال: فانصرفت من حجّتي ولزمت دار جعفر (عليه السلام) وأنا لا أخرج منها ولا أعود إليها الّا لثلاث خصال: الّا لتجديد الوضوء أوالنوم والوقت الافطار فاذا دخلت بيتي وقت الافطار فأصيب وعائي مملوءا دقيقا على رأسه عليه ما تشتهي نفسي بالنهار فآكل ذلك فهو كفاية لي وكسوة الشتاء في وقت الشتاء وكسوة الصيف في وقت الصيف وانّي لا أدخل الماء بالنهار وأرش به البيت وادع الكوز فارغا وآتي بالطعام ولا حاجة لي إليه فأتصدّق لئلّا يعلم به من معي‏ .

يقول المؤلف : قال شيخنا في النجم الثاقب: انّ أحد ألقاب الامام (عليه السلام) مبدي الآيات أي مظهر آيات اللّه أو محل ظهور آيات اللّه وذلك انّ اللّه تعالى لما جعل الخلافة في الأرض وأرسل الرسل والأنبياء بالآيات والبيّنات والمعاجز الباهرة لهداية الخلق وارشادهم واعلاء كلمة الحق وازهاق كلمة الباطل لم يكرم أو يعزّ احدا مثلما كرّم وأعزّ المهدي صلوات اللّه عليه ولم يظهر من الآيات والمعاجز مثلما اظهر على يده المباركة (عليه السّلام) فقد أعطاه عمرا طويلا وهو أعلم بانتهائه وإذا ظهر يكون على هيئة رجل يناهز الثلاثين من العمر وعلى رأسه غمامة بيضاء تضلّه وينادي مناد بلسان فصيح منها هذا مهديّ آل محمد (صلّى اللّه عليه وآله) وانّه (عليه السلام) يضع يده على رأس شيعته فيكمل عقولهم ومعه عسكر من الملائكة ظاهرين يراهم الناس كما كان في عهد ادريس النبي صلّى اللّه عليه وآله ومعه أيضا عسكر من الجن ولم يكن في عسكره (عليه السلام) طعام ولا شراب الّا حجر يحمل معهم يتقوّتون منه‏ وتضاء الأرض بنوره (عليه السلام) حتى يستغنى عن ضوء الشمس والقمر ويذهب الشرّ والأذى من الحيوانات والحشرات ويذهب الخوف والعداوة من بينها وتظهر الأرض كنوزها ويبطئ سير الأرض ويمشي عسكره (عليه السلام) على الماء ويدلّ الحجر على الكافر الذي اختفى وراءه ويعرفون بسيمائهم ويحضر معه (عليه السلام) جمع من الأموات بعد إحيائهم يقاتلون بين يديه وغيرها من الآيات الباهرة مضافا إلى المعاجز الحادثة قبل الظهور والتي لا يمكن إحصاؤها وقد دوّن الكثير منها في كتب الغيبة فانّها جميعها تكون علامة ظهوره ولم يحصل عشر معشار هذه كلّها لغيره من الحجج .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.