المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



بيعة العقبة الأولى والثانية  
  
4357   03:41 مساءً   التاريخ: 28-3-2022
المؤلف :  المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 1، ص110-114
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /

بيعة العقبة الأولى :

كان النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) لا يدّخر وسعا ولا يتوانى في السعي لنشر الرسالة الإسلامية ودعوة أي عنصر يرى فيه الأمل والخير أو يجد فيه التأثير والنفوذ ممن كان يقدم إلى مكة لحاجة ما . وقد كانت مدينة يثرب تعيش صراعا سياسيا وعسكريا بين أقوى قطبين فيها وهما الأوس والخزرج ، وكان يؤجج هذا الصراع عناصر من اليهود - بخبثهم ودسائسهم - في جو من ضياع القانون الإلهي .

والتقى النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) مع بعض شخصيات يثرب ممن جاء يبحث عن تحالف يزيد قوته ، فما برحوا حتى تغلغل أثر الرسالة وصدق النبوة في نفوسهم ، ففي إحدى اللقاءات تحدث النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) إلى جماعة من بني عفراء - وهم ينتسبون إلى الخزرج - فعرض عليهم الإسلام وتلا عليهم شيئا من القرآن ، فوجد في عيونهم التجاوب وفي قلوبهم اللهفة لسماع المزيد من الآيات . . . وتأكدوا من حديث النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) أنه هو النبي الذي يقصده اليهود حينما كانوا يتوعدون به المشركين في يثرب كلما وقع شر بينهم فيقولون لهم : إن نبيا قد بعث الآن وقد أطلّ زمانه وسنتبعه ونقتلكم قتل عاد وإرم[1].

فأعلنوا في الحال إسلامهم وكانوا ستة أشخاص وقالوا للنبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) : إنا قد تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشر مثل ما بينهم وعسى اللّه أن يجمعهم بك وسنقدم عليهم وندعوهم إلى أمرك وإلى الدين الذي أجبناك عليه .

ثم انصرفوا راجعين إلى يثرب وشرعوا يتحدثون عن النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) والرسالة والأمل القادم لبناء حياة يسودها الأمن والسعادة ، حتى فشا أمر الرسالة الإسلامية بينهم ولم يبق دار من دور يثرب إلّا وفيها ذكر لرسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) [2].

وما أسرع ما انقضت الأيام فلما كان موسم الحج للعام الحادي عشر من البعثة النبوية قدم وفد من أوس يثرب وخزرجها - وهم اثنا عشر رجلا - من بينهم الستة الذين أسلموا من قبل والتقوا برسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) سرا في العقبة - وهي المنفذ الذي يجتازه القادمون من يثرب صوب مكة - وأعلنوا هذه المرة بيعتهم للنبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) على أن لا يشركوا باللّه شيئا ، ولا يسرقوا ، ولا يزنوا ، ولا يقتلوا أولادهم ولا يأتوا ببهتان يفترونه بين أيديهم وأرجلهم ولا يعصوه في معروف[3].

ولم يشأ النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) أن يحملهم أكثر من ذلك ، وأرسل معهم الشاب المسلم مصعب بن عمير إلى يثرب لكي يتولى شؤون التبليغ والتثقيف العقائدي بينهم ، وبذا تمّت بيعة العقبة الأولى .

بيعة العقبة الثانية :

تحرك مصعب بين أزقة يثرب وفي مجتمعاتها يتلو آيات اللّه ويحرك الأفئدة والعقول بالقرآن حتى آمن بالرسالة الإسلامية عدد كبير من الناس .

وقد أحدث الإسلام في النفوس شوقا كبيرا للقاء النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) والتزود من معينه والطلب الجادّ بالهجرة إليهم .

وعندما اقترب موسم الحج من السنة الثانية عشرة من البعثة خرجت وفود الحجيج من يثرب ومعها وفد المسلمين البالغ ثلاثا وسبعين رجلا وامرأتين فواعدهم رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) أن يلتقي بهم عند العقبة - جوف الليل في أواسط أيام التشريق - وكتم مسلمو يثرب أمرهم .

وما إن مضى من الليل ثلثه وفي غفلة عن العيون حتى تسلل المسلمون من أخبيتهم واجتمعوا في انتظار رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فجاء ومعه بعض أهل بيته فبدأ الاجتماع وتكلم القوم ، ثم تحدث رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فتلا شيئا من القرآن ودعا إلى اللّه ورغّب في الإسلام .

وتمّت البيعة هذه المرّة صريحة واضحة مكتملة على كلّ جوانب الاسلام وأحكامه وفي السلم والحرب معا . فقال ( صلّى اللّه عليه واله ) : أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم . فقاموا وبايعوا رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) .

وظهر شعور بالقلق من جانب مسلمي يثرب فقال أبو الهيثم ابن التيهان : يا رسول اللّه إنّ بيننا وبين الرجال - يعني اليهود - حبالا وإنا قاطعوها فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ، ثم أظهرك اللّه أن ترجع إلى قومك وتدعنا ؟ فتبسّم الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) وقال : بل الدم الدم والهدم الهدم أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم [4].

ثم إن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) قال : أخرجوا إليّ منكم اثني عشر نقيبا ليكونوا على قومهم بما فيهم فأخرجوا منهم تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس ، فقال لهم رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : أنتم على قومكم بما فيهم كفلاء ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم وأنا كفيل على قومي[5].

وبالإرشاد الحكيم والاستخدام الحصيف لكل الإمكانات وبالوعي السياسي العميق خطا الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) بالرسالة نحو الأمام يسدده الوحي الإلهي في كل ذلك ، وأذن ( صلّى اللّه عليه واله ) للمبايعين أن يعودوا إلى رحالهم من دون أن يواجهوا المشركين بالقوة فلم يأذن اللّه بالقتال .

وأدركت قريش بوادر الخطر المحدق بها من نصرة مسلمي يثرب للنبي ( صلّى اللّه عليه واله ) فأقبلوا والشر والغضب يتملّكانهم كي يحولوا بين النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) والمسلمين لكن حمزة وعليا ( عليهما السّلام ) كانا بوّابة الأمان لاجتماع العقبة فرجعت قريش خائبة منكسرة [6].

 

[1] السيرة النبوية : 1 / 428 ، بحار الأنوار : 19 / 25 .

[2] تاريخ اليعقوبي : 2 / 37 - 38 ، السيرة النبوية : 1 / 429 ، بحار الأنوار : 19 / 23 .

[3] السيرة النبوية : 1 / 433 ، تأريخ الطبري : 2 / 436 .

[4]  السيرة النبوية : 1 / 438 ، تأريخ الطبري : 2 / 441 ، مناقب آل أبي طالب : 1 / 181

[5] تأريخ الطبري : 2 / 442 ، السيرة النبوية : 1 / 443 ، المناقب : 1 / 182 .

[6] تفسير القمي : 1 / 272 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.