أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-4-2022
1873
التاريخ: 29-3-2017
4471
التاريخ: 23-12-2015
6464
التاريخ: 28-5-2017
3071
|
بيعة العقبة الأولى :
كان النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) لا يدّخر وسعا ولا يتوانى في السعي لنشر الرسالة الإسلامية ودعوة أي عنصر يرى فيه الأمل والخير أو يجد فيه التأثير والنفوذ ممن كان يقدم إلى مكة لحاجة ما . وقد كانت مدينة يثرب تعيش صراعا سياسيا وعسكريا بين أقوى قطبين فيها وهما الأوس والخزرج ، وكان يؤجج هذا الصراع عناصر من اليهود - بخبثهم ودسائسهم - في جو من ضياع القانون الإلهي .
والتقى النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) مع بعض شخصيات يثرب ممن جاء يبحث عن تحالف يزيد قوته ، فما برحوا حتى تغلغل أثر الرسالة وصدق النبوة في نفوسهم ، ففي إحدى اللقاءات تحدث النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) إلى جماعة من بني عفراء - وهم ينتسبون إلى الخزرج - فعرض عليهم الإسلام وتلا عليهم شيئا من القرآن ، فوجد في عيونهم التجاوب وفي قلوبهم اللهفة لسماع المزيد من الآيات . . . وتأكدوا من حديث النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) أنه هو النبي الذي يقصده اليهود حينما كانوا يتوعدون به المشركين في يثرب كلما وقع شر بينهم فيقولون لهم : إن نبيا قد بعث الآن وقد أطلّ زمانه وسنتبعه ونقتلكم قتل عاد وإرم[1].
فأعلنوا في الحال إسلامهم وكانوا ستة أشخاص وقالوا للنبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) : إنا قد تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشر مثل ما بينهم وعسى اللّه أن يجمعهم بك وسنقدم عليهم وندعوهم إلى أمرك وإلى الدين الذي أجبناك عليه .
ثم انصرفوا راجعين إلى يثرب وشرعوا يتحدثون عن النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) والرسالة والأمل القادم لبناء حياة يسودها الأمن والسعادة ، حتى فشا أمر الرسالة الإسلامية بينهم ولم يبق دار من دور يثرب إلّا وفيها ذكر لرسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) [2].
وما أسرع ما انقضت الأيام فلما كان موسم الحج للعام الحادي عشر من البعثة النبوية قدم وفد من أوس يثرب وخزرجها - وهم اثنا عشر رجلا - من بينهم الستة الذين أسلموا من قبل والتقوا برسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) سرا في العقبة - وهي المنفذ الذي يجتازه القادمون من يثرب صوب مكة - وأعلنوا هذه المرة بيعتهم للنبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) على أن لا يشركوا باللّه شيئا ، ولا يسرقوا ، ولا يزنوا ، ولا يقتلوا أولادهم ولا يأتوا ببهتان يفترونه بين أيديهم وأرجلهم ولا يعصوه في معروف[3].
ولم يشأ النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) أن يحملهم أكثر من ذلك ، وأرسل معهم الشاب المسلم مصعب بن عمير إلى يثرب لكي يتولى شؤون التبليغ والتثقيف العقائدي بينهم ، وبذا تمّت بيعة العقبة الأولى .
بيعة العقبة الثانية :
تحرك مصعب بين أزقة يثرب وفي مجتمعاتها يتلو آيات اللّه ويحرك الأفئدة والعقول بالقرآن حتى آمن بالرسالة الإسلامية عدد كبير من الناس .
وقد أحدث الإسلام في النفوس شوقا كبيرا للقاء النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) والتزود من معينه والطلب الجادّ بالهجرة إليهم .
وعندما اقترب موسم الحج من السنة الثانية عشرة من البعثة خرجت وفود الحجيج من يثرب ومعها وفد المسلمين البالغ ثلاثا وسبعين رجلا وامرأتين فواعدهم رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) أن يلتقي بهم عند العقبة - جوف الليل في أواسط أيام التشريق - وكتم مسلمو يثرب أمرهم .
وما إن مضى من الليل ثلثه وفي غفلة عن العيون حتى تسلل المسلمون من أخبيتهم واجتمعوا في انتظار رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فجاء ومعه بعض أهل بيته فبدأ الاجتماع وتكلم القوم ، ثم تحدث رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فتلا شيئا من القرآن ودعا إلى اللّه ورغّب في الإسلام .
وتمّت البيعة هذه المرّة صريحة واضحة مكتملة على كلّ جوانب الاسلام وأحكامه وفي السلم والحرب معا . فقال ( صلّى اللّه عليه واله ) : أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم . فقاموا وبايعوا رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) .
وظهر شعور بالقلق من جانب مسلمي يثرب فقال أبو الهيثم ابن التيهان : يا رسول اللّه إنّ بيننا وبين الرجال - يعني اليهود - حبالا وإنا قاطعوها فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ، ثم أظهرك اللّه أن ترجع إلى قومك وتدعنا ؟ فتبسّم الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) وقال : بل الدم الدم والهدم الهدم أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم [4].
ثم إن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) قال : أخرجوا إليّ منكم اثني عشر نقيبا ليكونوا على قومهم بما فيهم فأخرجوا منهم تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس ، فقال لهم رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : أنتم على قومكم بما فيهم كفلاء ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم وأنا كفيل على قومي[5].
وبالإرشاد الحكيم والاستخدام الحصيف لكل الإمكانات وبالوعي السياسي العميق خطا الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) بالرسالة نحو الأمام يسدده الوحي الإلهي في كل ذلك ، وأذن ( صلّى اللّه عليه واله ) للمبايعين أن يعودوا إلى رحالهم من دون أن يواجهوا المشركين بالقوة فلم يأذن اللّه بالقتال .
وأدركت قريش بوادر الخطر المحدق بها من نصرة مسلمي يثرب للنبي ( صلّى اللّه عليه واله ) فأقبلوا والشر والغضب يتملّكانهم كي يحولوا بين النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) والمسلمين لكن حمزة وعليا ( عليهما السّلام ) كانا بوّابة الأمان لاجتماع العقبة فرجعت قريش خائبة منكسرة [6].
[1] السيرة النبوية : 1 / 428 ، بحار الأنوار : 19 / 25 .
[2] تاريخ اليعقوبي : 2 / 37 - 38 ، السيرة النبوية : 1 / 429 ، بحار الأنوار : 19 / 23 .
[3] السيرة النبوية : 1 / 433 ، تأريخ الطبري : 2 / 436 .
[4] السيرة النبوية : 1 / 438 ، تأريخ الطبري : 2 / 441 ، مناقب آل أبي طالب : 1 / 181
[5] تأريخ الطبري : 2 / 442 ، السيرة النبوية : 1 / 443 ، المناقب : 1 / 182 .
[6] تفسير القمي : 1 / 272 .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|