المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
عمليات خدمة الكرنب
2024-11-28
الأدعية الدينية وأثرها على الجنين
2024-11-28
التعريف بالتفكير الإبداعي / الدرس الثاني
2024-11-28
التعريف بالتفكير الإبداعي / الدرس الأول
2024-11-28
الكرنب (الملفوف) Cabbage (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-28
العلاقات مع أهل الكتاب
2024-11-28

محصول الرز
5-4-2016
متباينة المثلث Triangle Inequality
29-11-2015
Hypertrophy
29-8-2018
حبّ الدنيا
2024-05-25
حلي الكعبة
14-10-2015
معاوية وخلفائه
10-1-2019


ولادة الإمام المهدي (عج) وكرامة امه  
  
3998   03:40 مساءً   التاريخ: 2-08-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2، ص555-558
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الولادة والنشأة /

قال العلامة المجلسي في جلاء العيون: الأشهر في تاريخ ولادته (عليه السلام) انّها كانت في سنة 255هـ وقيل 256هـ وأيضا 258هـ  والمشهور انّها كانت في ليلة الجمعة الخامس عشر من شهر شعبان وقيل في الثامن منه وكانت ولادته في سامراء بالاتفاق واسمه وكنيته (عليه السلام) يوافقان اسم رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وكنيته ولا يجوز ذكر اسمه في زمن الغيبة والحكمة في هذا التحريم خافية والقابه (عليه السلام) : المهدي والخاتم والمنتظر والحجة والصاحب‏ ؛ روى ابن بابويه والشيخ الطوسي باسانيد معتبرة عن محمد بن بحر بن سهل الشيباني انّه قال: قال بشر بن سليمان النخّاس وهومن ولد أبي أيّوب الأنصاري أحد موالي أبي الحسن وأبي محمد وجارهما بسرّ من ‏رأى: أتاني كافور الخادم فقال: مولانا أبوالحسن عليّ بن محمد العسكري يدعوك إليه فأتيته فلمّا جلست بين يديه قال لي: يا بشر انّك من ولد الأنصار وهذه الموالاة لم تزل فيكم يرثها خلف عن سلف وأنتم ثقاتنا أهل البيت وانّي مزكّيك ومشرّفك بفضيلة تسبق بها الشيعة في الموالاة بسرّ اطلعك عليه و انفذك في ابتياع أمة فكتب كتابا لطيفا بخطّ رومي ولغة رومية وطبع عليه خاتمه وأخرج شقيقة  صفراء فيها مائتان وعشرون دينارا.

فقال: خذها وتوجّه بها إلى بغداد واحضر معبر الفرات ضحوة يوم كذا فاذا وصلت الى‏ جانبك زواريق السّبايا وترى الجواري فيها ستجد طوائف المبتاعين من وكلاء قوّاد بني العبّاس وشرذمة من فتيان العرب فاذا رأيت ذلك فأشرف من البعد على المسمّى عمر بن يزيد النخّاس عامّة نهارك إلى أن تبرز للمبتاعين جارية صفتها كذا وكذا لابسة حريرين صفيقين‏  تمتنع من العرض ولمس المعترض والانقياد لمن يحاول لمسها وتسمع صرخة روميّة من وراء ستر رقيق فاعلم انّها تقول: واهتك ستراه ؛ فيقول بعض المبتاعين: عليّ ثلاثمائة دينار فقد زادني العفاف فيها رغبة فتقول له بالعربية: لو برزت في زيّ سليمان بن داود وعلى شبه ملكه ما بدت لي فيك رغبة فاشفق على مالك فيقول النّخاس: فما الحيلة ولا بدّ من بيعك فتقول الجارية: وما العجلة ولا بدّ من اختيار مبتاع يسكن قلبي إليه وإلى وفائه وامانته ؛ فعند ذلك قم إلى عمر بن يزيد النخّاس وقل له: انّ معك كتابا ملصقا لبعض الأشراف كتبه بلغة روميّة وخطّ روميّ ووصف فيه كرمه ووفاءه ونبله وسخاءه فناولها لتتأمّل منه أخلاق صاحبه فان مالت إليه ورضيته فأنا وكيله في ابتياعها منك.

قال بشر بن سليمان: فامتثلت جميع ما حدّه لي مولاي أبوالحسن (عليه السلام) في أمر الجارية فلمّا نظرت في الكتاب بكت بكاء شديدا وقالت لعمر بن يزيد: بعني من صاحب هذا الكتاب وحلفت بالمحرّجة والمغلّظة  انّه متى امتنع من بيعها منه قتلت نفسها فما زلت اشاحّه في ثمنها حتّى استقرّ الأمر فيه على مقدار ما كان أصحبنيه مولاي (عليه السلام) من الدّنانير فاستوفاه وتسلّمت الجارية ضاحكة مستبشرة وانصرفت بها إلى الحجيرة التي كنت آوي إليها ببغداد فما أخذها القرار حتّى أخرجت كتاب مولانا (عليه السلام) من جيبها وهي تلثمه وتطبّقه على جفنها وتضعه على خدّها وتمسحه على بدنها .

فقلت تعجّبا منها: تلثمين كتابا لا تعرفين صاحبه؟ فقالت: أيها العاجز الضّعيف المعرفة بمحلّ أولاد الأنبياء أعرني سمعك وفرّغ لي قلبك أنا مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الرّوم وامّي من ولد الحواريّين تنسب إلى وصيّ المسيح شمعون أنبّئك بالعجب , انّ جدّي قيصر أراد أن يزوّجني من ابن أخيه وانا من بنات ثلاث عشرة سنة فجمع في قصره من نسل الحواريين من القسّيسين والرهبان ثلاثمائة رجل ومن ذوي الأخطار منهم سبعمائة رجل وجمع من امراء الأجناد وقوّاد العسكر ونقباء الجيوش وملوك العشائر أربعة آلاف وأبرز من بهيّ ملكه عرشا مصنوعا من أصناف الجوهر ورفعه فوق أربعين مرقاة فلمّا صعد ابن أخيه وأحدقت الصّلب وقامت الأساقفة عكّفا ونشرت أسفار الانجيل تسافلت الصّلب من الأعلى فلصقت بالأرض وتقوّضت أعمدة العرش فانهارت إلى القرار وخرّ الصاعد من العرش مغشيّا عليه فتغيّرت ألوان الأساقفة وارتعدت فرائصهم.

 فقال كبيرهم لجدّي: أيها الملك اعفنا من ملاقاة هذه النحوس الدالّة على زوال دولة هذا الدين المسيحي والمذهب الملكاني فتطيّر جدّي من ذلك تطيّرا شديدا وقال للأساقفة: أقيموا هذه الأعمدة وارفعوا الصّلبان واحضروا أخا هذا المدبر العاثر  المنكوس جدّه لازوّجه هذه الصبية فيدفع نحوسه عنكم بسعوده ولمّا فعلوا ذلك حدث على الثاني مثل ما حدث على الأوّل وتفرّق الناس وقام جدّي قيصر مغتما فدخل منزل النساء وارخيت السّتور واريت في تلك الليلة كأنّ المسيح وشمعون وعدّة من الحواريين قد اجتمعوا في قصر جدّي ونصبوا فيه منبرا من نور يباري السّماء علوّا وارتفاعا في الموضع الذي كان نصب جدّي فيه عرشه ودخل عليهم محمد (صلى الله عليه واله) وختنه ووصيّه (عليه السلام) وعدّة من أبنائه (عليهم السّلام) فتقدم المسيح إليه فاعتنقه فيقول له محمد (صلّى اللّه عليه وآله) : يا روح اللّه إني جئتك خاطبا من وصيك شمعون فتاته مليكة لابني هذا وأومأ بيده إلى أبي محمد (عليه السلام) ابن صاحب هذا الكتاب فنظر المسيح إلى شمعون وقال له: قد أتاك الشرف فصل رحمك رحم آل محمد (صلى الله عليه واله) قال: قد فعلت فصعد ذلك المنبر فخطب محمد (صلى الله عليه واله) وزوجني من ابنه وشهد المسيح (عليه السلام) وشهد أبناء محمد (عليهم السّلام) والحواريون ؛ فلمّا استيقظت أشفقت أن أقص هذه الرؤيا على أبي وجدي مخافة القتل فكنت أسرّها ولا أبديها لهم وضرب صدري بمحبة أبي محمد (عليه السلام) حتى امتنعت من الطعام والشراب فضعفت نفسي ودق شخصي ومرضت مرضا شديدا فما بقي في مدائن الروم طبيب الّا أحضره جدي وسأله عن دوائي فلمّا برح به اليأس قال : يا قرة عيني وهل يخطر ببالك شهوة فازوّدكها في هذه الدنيا فقلت: يا جدي أرى أبواب الفرج عليّ مغلقة فلو كشفت العذاب عمن في سجنك من أسارى المسلمين وفككت عنهم الأغلال وتصدقت عليهم ومنّيتهم الخلاص رجوت أن يهب لي المسيح وأمه عافية ؛ فلمّا فعل ذلك تجلّدت في اظهار الصحة من بدني قليلا وتناولت يسيرا من الطعام فسر بذلك وأقبل على اكرام الأسارى واعزازهم فاريت بعد أربع عشرة ليلة كأنّ سيدة نساء العالمين فاطمة (عليها السلام) قد زارتني ومعها مريم ابنة عمران وألف من وصائف الجنان فتقول لي مريم: هذه سيدة نساء العالمين أم زوجك أبي محمد (صلى الله عليه واله) فأتعلّق بها وأبكي واشكو إليها امتناع أبي محمد (عليه السلام) من زيارتي .

فقالت سيدة النساء (عليها السّلام): إن ابني أبا محمد لا يزورك وأنت مشركة باللّه على مذهب النصارى وهذه اختي مريم بنت عمران تبرأ إلى اللّه تعالى من دينك فان ملت إلى رضى اللّه ورضى المسيح ومريم (عليهما السّلام) وزيارة أبي محمد اياك فقولي اشهد ان لا إله الّا اللّه وان أبي محمد رسول اللّه فلمّا تكلّمت بهذه الكلمة ضمّتني إلى صدرها سيدة نساء العالمين (عليها السلام)وطيّبت نفسي وقالت الآن توقّعي زيارة أبي محمد فانّي منفذته إليك فانتبهت وأنا أنول وأتوقع لقاء أبي محمد (عليه السلام) ؛ فلمّا كان في الليلة القابلة رأيت أبا محمد (عليه السلام) وكأني أقول له: جفوتني يا حبيبي بعد أن اتلفت نفسي معالجة حبك فقال: ما كان تأخّري عنك الّا لشركك فقد اسلمت وأنا زائرك‏ في كل ليلة إلى ان يجمع اللّه تعالى شملنا في العيان فما قطع عني زيارته بعد ذلك إلى هذه الغاية.

قال بشر: فقلت لها: وكيف وقعت في الأسارى فقالت: أخبرني أبومحمد (عليه السلام) ليلة من الليالي ان جدك سيسيّر جيشا إلى قتال المسلمين يوم كذا وكذا ثم يتبعهم فعليك باللحاق بهم متنكرة في زي الخدم مع عدة من الوصائف من طريق كذا ففعلت ذلك فوقعت علينا طلائع المسلمين حتى كان من أمري ما رأيت وشاهدت وما شعر بانّي ابنة ملك الروم إلى هذه الغاية أحد سواك وذلك باطلاعي اياك عليه ولقد سألني الشيخ الذي وقعت إليه في سهم الغنيمة عن اسمي فأنكرته وقلت نرجس فقال: اسم الجواري .

 قلت: العجب انك رومية ولسانك عربي .

قالت: نعم من ولوع جدي وحمله ايّاي على تعلم الآداب أن أوعز إليّ امرأة ترجمانة لي في الاختلاف إليّ وكانت تقصدني صباحا ومساء و تفيدني العربية حتى استمر لساني عليها واستقام.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.