أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-11-2016
2292
التاريخ: 10-1-2019
1671
التاريخ: 12-3-2022
1255
التاريخ: 27-3-2017
3120
|
مفهوم الاقليم الطبيعي
الاقليم هو نظام يساعد على دراسة العالم أو جزء منه. ويمثل التقسيم الاقليمي الطبيعي وتحديد الأقاليم طريقة منهجية لتصنيف سطح الأرض إلى مجموعات إقليمية متمايزة تعتمد على عدد من المتغيرات (العناصر الطبيعية أو الحضارية التي تتخذ معياراً للتصنيف لأغراض الدراسة، وتلعب الجغرافيا الطبيعية دوراً بارزاً في تحديد الأقاليم الطبيعية على المستوى العالمي، بحيث يمتاز كل اقليم بخصائص طبيعية وحيوية مميزة، وتعد الأقاليم نتاج تفاعل العناصر الطبيعية والحيوية بما فيها الانسان، وتظهر إضافات الجغرافيا الطبيعية في هذا المجال ماثلة للعيان في كل مكان على سطح الأرض، ومتداخلة مع نتاج الأنشطة البشرية، ومتمثلة باستعمالات الأراضي والعمليات التنموية، إذ تقدم الجغرافيا الطبيعية القاعدة أو الثروات الطبيعية (كالمناخ، والطقس، وأشكال سطح الأرض، والمياه، والنبات الطبيعي، والتربة، والحياة البرية، والمعادن وغيرها).
وتتباين إمكانات أو قدرات القاعدة من مكان لآخر على سطح الأرض ففي بعض الأقاليم تكونت الصحاري بسبب الجفاف، بينما يظهر في أقاليم أخرى غطاءات نباتية كثيفة بسبب ارتفاع معدلات تساقط الأمطار ودفء الجو، وقلة التبخر. ومن جهة أخرى تميزت بعض الأقاليم بوفرة المعادن نتيجة لانتشار الصخور النارية التي تحتوي على الفلزات والصخور الرسوبية التي تضم النفط والفوسفات.
وقد ظهرت الأقاليم الجغرافية الطبيعية منذ فترة جيولوجية طويلة أي قبل ظهور الانسان. ومع نهاية عصر البليستوسين (الرباعي) ظهر الانسان وأخذ من خلال أنشطته تعديل الأقاليم، وعندما استعمل النار والحرائق والرعي وقطع الغابات والزراعة المكثفة والصناعة، تعدلت مساحات كبيرة من سطح الأرض، وتغيرت كذلك معدلات العمليات الجيومورفولوجية (أي عمليات تشكيل سطح الأرض). ففي إقليم البحر المتوسط مثلاً تم تدمير مساحات كبيرة من الغطاء النباتي وبخاصة الغابات مما أسهم في زيادة معدلات انجراف التربة على السفوح، وتزايد معدلات الإرساب في بطون الأودية.
أما في وسط غرب أوروبا فقد تم اجتثاث مساحات واسعة من الغابات النفضية استخدمت في الزراعة، إضافة إلى المحافظة على مساحات أخرى من تلك الغابات طبيعية دون تدخل الانسان. وتعد الغابات الاستوائية المطيرة (مثل غابات الأمازون) في الوقت الحاضر أكبر تجمع طبيعي للغابات على مستوى العالم، وقد بقيت تلك الغابات حتى عهد قريب دون تدخل الانسان، وقد اتفق في مؤتمر قمة الأرض والبيئة الذي انعقد في ريودوجانيرو في البرازيل بتاريخ (92/6/3) على حماية تلك الغابات سواء في أمريكا اللاتينية أو افريقيا أو جنوب شرقي آسيا لأهميتها في التوازن البيئي العالمي وبخاصة فيما يتعلق بدورتي الكربون والأكسجين. وقد بقي اقليم الأراضي الجافة (الصحارى) بيئة طاردة للسكان نظراً لفقره وجد به، وتحولت الصحاري العربية إلى بيئة جاذبة للسكان بعد تفجر الثروة النفطية في الخليج وشبه الجزيرة العربية، وكذلك أصبحت بيئات السهول النفضية في الأرض الجافة على جانبي مجاري الأنهار الكبرى كالرافدين والنيل مواطن الحضارات القديمة بسبب وفرة المياه والدفء والأراضي الخصبة، ويعكس نمط استغلال الانسان للموارد الطبيعية في اقليم ما درجة تطور ذلك الاقليم ومعدلات التنمية فيه، وكذلك قدرات القاعدة الطبيعية. ومن خلال ظهور الانسان واستثماره على المسرح الطبيعي للأرض واستغلال مواردها، استطاع أن يشيد المراكز العمرانية الحضرية والريفية، والمراكز الصناعية، وخطوط النقل وغيرها. ويصوغ أنماطاً مختلفة من استعمالات الأرض.
هذا ولا تعطي مساحة الأقاليم الجغرافية الطبيعية كما تبدو من الخرائط والأطالس دلالة واضحة على أهميتها في حضارة الانسان، فقد لعب اقليم حوض البحر المتوسط الذي يمثل 1% من مساحة العالم، دوراً هاماً في الحضارة العالمية، بينما لم يلعب اقليم السفانا (الحشائش الطويلة) الذي يمثل 24% من مساحة العالم دوراً بارزاً في هذه الحضارة. وبالمقابل انطلقت من الصحاري العربية (اقليم الصحاري المدارية) أول حضارة عالمية انسانية وهي الحضارة العربية الاسلامية.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|