أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-7-2022
2458
التاريخ: 29-07-2015
3391
التاريخ: 29-07-2015
3336
التاريخ: 29-07-2015
3896
|
روى ابن بابويه وغيره عن الصقر بن أبي دلف انّه قال: لمّا حمل المتوكل سيدنا أبا الحسن العسكري (عليه السلام) جئت أسأل عن خبره قال: فنظر إليّ الرازقي وكان حاجبا للمتوكل فأمر أن أدخل إليه فأدخلت إليه فقال: يا صقر ما شأنك ؟
فقلت: خير أيّها الأستاذ فقال: اقعد فأخذني ما تقدّم وما تأخّر وقلت: أخطأت في المجيء قال: فوحى الناس عنه ثم قال لي: ما شأنك وفيم جئت؟ قلت: لخير ما فقال: لعلّك تسأل عن خبر مولاك؟
فقلت له: ومن مولاي؟ مولاي أمير المؤمنين فقال: أسكت مولاك هو الحق فلا تحتشمني فانّي على مذهبك فقلت: الحمد للّه قال: أتحبّ أن تراه؟ قلت: نعم قال: أجلس حتّى يخرج صاحب البريد من عنده قال: فجلست فلمّا خرج قال لغلام له: خذ بيد الصّقر وادخله إلى الحجرة التي فيها العلوي المحبوس وخلّ بينه وبينه قال: فأدخلني الى الحجرة التي فيه العلويّ فأومأ إلى بيت فدخلت فاذا (عليه السلام) جالس على صدر حصير وبحذاه قبر محفور .
قال: فسلّمت فردّ ثم أمرني بالجلوس ثم قال لي: يا صقر ما أتى بك؟ قلت: يا سيدي جئت أتعرّف خبرك؟ قال: ثم نظرت إلى القبر فبكيت فنظر إليّ فقال: يا صقر لا عليك لن يصلوا إلينا بسوء الآن فقلت: الحمد للّه ثم قلت: يا سيدي حديث يروى عن النبي (صلى الله عليه واله) لا أعرف معناه قال: وما هو؟ فقلت: قوله: لا تعادوا الأيّام فتعاديكم ما معناه ؟
فقال: نعم الأيّام نحن ما قامت السماوات والأرض فالسّبت اسم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) والأحد كناية عن أمير المؤمنين (عليه السلام) والاثنين الحسن والحسين الثلاثاء عليّ بن الحسين ومحمد بن عليّ وجعفر بن محمد والأربعاء موسى بن جعفر وعليّ بن موسى ومحمد بن عليّ وأنا والخميس ابني الحسن بن عليّ والجمعة ابن ابني وإليه تجتمع عصابة الحق وهو الذي يملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا فهذا معنى الأيام فلا تعادوهم في الدنيا فيعادوكم في الآخرة ثم قال (عليه السلام) : ودّع واخرج فلا آمن عليك .
روى السيد ابن طاوس وغيره عن زرافة حاجب المتوكل انه قال: كان المتوكل يحضي الفتح بن خاقان عنده وقرّبه منه دون الناس جميعا ودون ولده وأهله وأراد أن يبيّن موضعه عندهم فأمر جميع مملكته من الأشراف من أهله وغيرهم والوزراء والأمراء والقوّاد وسائر العساكر ووجوه الناس أن يزيّنوا بأحسن التزيين ويظهروا في أفخر عددهم وذخائرهم ويخرجوا مشاة بين يديه وأن لا يركب أحد الّا هو والفتح بن خاقان خاصّة بسرّ من رأى ومشى الناس بين أيديهما على مراتبهم رجّالة وكان يوما قائظا شديد الحرّ واخرجوا في جملة الأشراف أبا الحسن عليّ بن محمد (عليه السلام) وشقّ عليه ما لقيه من الحرّ والزحمة .
قال زرافة: فأقبلت إليه وقلت له: يا سيّدي يعزّ واللّه عليّ ما تلقى من هذه الطّغاة وما قد تكلّفته من المشقّة وأخذت بيده فتوكّأ عليّ وقال: يا زرافة ما ناقة صالح عند اللّه بأكرم منّي أوقال بأعظم قدرا منّي ولم أزل اسائله وأستفيد منه واحادثه إلى أن نزل المتوكل من الرّكوب وأمر الناس بالانصراف ؛ فقدّمت إليهم دوابّهم فركبوا إلى منازلهم وقدّمت بغلة له فركبها وركبت معه إلى داره فنزل وودّعته وانصرفت إلى داري ولولدي مؤدّب يتشيّع من أهل العلم والفضل وكانت لي عادة باحضاره عند الطعام فحضر عند ذلك وتجارينا الحديث وما جرى من ركوب المتوكل والفتح ومشي الأشراف وذوي الأقدار بين أيديهما وذكرت له ما شاهدته من أبي الحسن عليّ بن محمد (عليه السلام) وما سمعته من قوله: ما ناقة صالح عند اللّه بأعظم قدرا منّي ؛ وكان المؤدّب يأكل معي فرفع يده وقال: باللّه انّك سمعت هذا اللفظ منه؟ فقلت له: واللّه انّي سمعته يقوله فقال لي: اعلم انّ المتوكل لا يبقى في مملكته اكثر من ثلاثة أيام ويهلك فانظر في أمرك واحرز ما تريد احرازه وتأهّب لأمرك كي لا يفجؤكم هلاك هذا الرجل فتهلك أموالكم بحادثة تحدث أو سبب يجري .
فقلت له: من أين لك ذلك؟ فقال لي: أ ما قرأت القرآن في قصّة الناقة وقوله تعالى: { تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ} [هود: 65] , ولا يجوز أن يبطل قول الامام .
قال زرافة: فواللّه ما جاء اليوم الثالث حتّى هجم المنتصر ومعه بغاء ووصيف والأتراك على المتوكّل فقتلوه وقطّعوه والفتح بن خاقان جميعا قطعا حتّى لم يعرف احدهما من الآخر
وأزال اللّه نعمته ومملكته فلقيت الامام أبا الحسن (عليه السلام) بعد ذلك وعرّفته ما جرى مع المؤدب وما قاله فقال: صدق انّه لمّا بلغ منّي الجهد رجعت إلى كنوز نتوارثها من آبائنا هي أعزّ من الحصون والسّلاح والجنن وهو دعاء المظلوم على الظالم فدعوت به عليه فأهلكه اللّه .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|