المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

لا حق لأحد أن يدعو الى الله تعالى إلا بإذنه.
2024-05-07
كبس دار الامام الرضا
10-8-2016
كيف تخرج يرقات الحشرات الحديثة من قشرة البيض؟
31-1-2021
Selberg,s Formula
19-8-2020
آداب التطيّب
2023-12-08
مساءلة الرسل والأُمم عامّة
8-10-2014


قوة دعوة المظلوم والوعد ثلاثة ايام  
  
33251   04:45 مساءً   التاريخ: 29-07-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص500-501
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن محمد الهادي / قضايا عامة /

روى ابن بابويه وغيره عن الصقر بن أبي دلف انّه قال: لمّا حمل المتوكل سيدنا أبا الحسن العسكري (عليه السلام) جئت أسأل عن خبره قال: فنظر إليّ الرازقي وكان حاجبا للمتوكل فأمر أن أدخل إليه فأدخلت إليه فقال: يا صقر ما شأنك ؟

فقلت: خير أيّها الأستاذ فقال: اقعد فأخذني ما تقدّم وما تأخّر وقلت: أخطأت في المجي‏ء قال: فوحى‏  الناس عنه ثم قال لي: ما شأنك وفيم جئت؟ قلت: لخير ما فقال: لعلّك تسأل عن خبر مولاك؟

فقلت له: ومن مولاي؟ مولاي أمير المؤمنين فقال: أسكت مولاك هو الحق فلا تحتشمني فانّي على مذهبك فقلت: الحمد للّه قال: أتحبّ أن تراه؟ قلت: نعم قال: أجلس حتّى يخرج‏ صاحب البريد من عنده قال: فجلست فلمّا خرج قال لغلام له: خذ بيد الصّقر وادخله إلى الحجرة التي فيها العلوي المحبوس وخلّ بينه وبينه قال: فأدخلني الى الحجرة التي فيه العلويّ‏ فأومأ إلى بيت فدخلت فاذا (عليه السلام) جالس على صدر حصير وبحذاه قبر محفور .

قال: فسلّمت فردّ ثم أمرني بالجلوس ثم قال لي: يا صقر ما أتى بك؟ قلت: يا سيدي جئت أتعرّف خبرك؟ قال: ثم نظرت إلى القبر فبكيت فنظر إليّ فقال: يا صقر لا عليك لن يصلوا إلينا بسوء الآن فقلت: الحمد للّه ثم قلت: يا سيدي حديث يروى عن النبي (صلى الله عليه واله) لا أعرف معناه قال: وما هو؟ فقلت: قوله: لا تعادوا الأيّام فتعاديكم ما معناه ؟

فقال: نعم الأيّام نحن ما قامت السماوات والأرض فالسّبت اسم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) والأحد كناية عن أمير المؤمنين (عليه السلام) والاثنين الحسن والحسين الثلاثاء عليّ بن الحسين ومحمد بن عليّ وجعفر بن محمد والأربعاء موسى بن جعفر وعليّ بن موسى ومحمد بن عليّ وأنا والخميس ابني الحسن بن عليّ والجمعة ابن ابني وإليه تجتمع عصابة الحق وهو الذي يملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا فهذا معنى الأيام فلا تعادوهم في الدنيا فيعادوكم في الآخرة ثم قال (عليه السلام) : ودّع واخرج فلا آمن عليك‏ .

روى السيد ابن طاوس وغيره عن زرافة حاجب المتوكل انه قال: كان المتوكل يحضي الفتح بن خاقان عنده وقرّبه منه دون الناس جميعا ودون ولده وأهله وأراد أن يبيّن موضعه عندهم فأمر جميع مملكته من الأشراف من أهله وغيرهم والوزراء والأمراء والقوّاد وسائر العساكر ووجوه الناس أن يزيّنوا بأحسن التزيين ويظهروا في أفخر عددهم وذخائرهم ويخرجوا مشاة بين يديه وأن لا يركب أحد الّا هو والفتح بن خاقان خاصّة بسرّ من ‏رأى ومشى الناس بين أيديهما على مراتبهم رجّالة وكان يوما قائظا شديد الحرّ واخرجوا في جملة الأشراف أبا الحسن عليّ بن محمد (عليه السلام) وشقّ عليه ما لقيه من الحرّ والزحمة .

 قال زرافة: فأقبلت إليه وقلت له: يا سيّدي يعزّ واللّه عليّ ما تلقى من هذه الطّغاة وما قد تكلّفته من المشقّة وأخذت بيده فتوكّأ عليّ وقال: يا زرافة ما ناقة صالح عند اللّه بأكرم منّي أوقال بأعظم قدرا منّي ولم أزل اسائله وأستفيد منه واحادثه إلى أن نزل المتوكل من الرّكوب وأمر الناس بالانصراف ؛ فقدّمت إليهم دوابّهم فركبوا إلى منازلهم وقدّمت بغلة له فركبها وركبت معه إلى داره فنزل وودّعته وانصرفت إلى داري ولولدي مؤدّب يتشيّع من أهل العلم والفضل وكانت لي عادة باحضاره عند الطعام فحضر عند ذلك وتجارينا الحديث وما جرى من ركوب المتوكل والفتح ومشي الأشراف وذوي الأقدار بين أيديهما وذكرت له ما شاهدته من أبي الحسن عليّ بن محمد (عليه السلام) وما سمعته من قوله: ما ناقة صالح عند اللّه بأعظم قدرا منّي ؛ وكان المؤدّب يأكل معي فرفع يده وقال: باللّه انّك سمعت هذا اللفظ منه؟ فقلت له: واللّه انّي سمعته يقوله فقال لي: اعلم انّ المتوكل لا يبقى في مملكته اكثر من ثلاثة أيام ويهلك فانظر في أمرك واحرز ما تريد احرازه وتأهّب لأمرك كي لا يفجؤكم هلاك هذا الرجل فتهلك أموالكم بحادثة تحدث أو سبب يجري .

فقلت له: من أين لك ذلك؟ فقال لي: أ ما قرأت القرآن في قصّة الناقة وقوله تعالى: { تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ} [هود: 65] , ولا يجوز أن يبطل قول الامام .

 قال زرافة: فواللّه ما جاء اليوم الثالث حتّى هجم المنتصر ومعه بغاء ووصيف والأتراك على المتوكّل فقتلوه وقطّعوه والفتح بن خاقان جميعا قطعا حتّى لم يعرف احدهما من الآخر

وأزال اللّه نعمته ومملكته فلقيت الامام أبا الحسن (عليه السلام) بعد ذلك وعرّفته ما جرى مع المؤدب وما قاله فقال: صدق انّه لمّا بلغ منّي الجهد رجعت إلى كنوز نتوارثها من آبائنا هي أعزّ من الحصون والسّلاح والجنن‏ وهو دعاء المظلوم على الظالم فدعوت به عليه فأهلكه اللّه‏ .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.