أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-7-2019
1911
التاريخ: 1-07-2015
1712
التاريخ: 2-08-2015
1449
التاريخ: 13-4-2017
1917
|
أقول
: اختلف الناس في علّة احتياج الممكن إلى المؤثّر.
فقال جمهور العقلاء : إنّها الإمكان لا غير.
وقال آخرون: إنّها الحدوث لا غير.
وقال آخرون: هما معا بكون الحدوث شطرا.
وقيل: الإمكان بشرط الحدوث (2).
والحقّ الأوّل كما اختاره المصنّف; لوجهين :
الأوّل:
أنّ العقل إذا لحظ الماهيّة الممكنة وأراد حمل
الوجود أو العدم عليها ، افتقر في ذلك إلى العلّة وإن لم ينظر شيئا آخر سوى
الإمكان والتساوي ؛ إذ حكم العقل بالتساوي الذاتي كاف في الحكم بامتناع الرجحان
الذاتي ، فاحتاج إلى العلّة من حيث هو ممكن وإن لم يلحظ غيره ، ولو فرضنا حادثا
وجب وجوده وإن كان فرضا محالا ؛ فإنّ العقل يحكم بعدم احتياجه إلى المؤثّر ، فعلم
أنّ علّة الحاجة إنّما هي الإمكان لا غير ، وأنّ العلم بإمكان الشيء وحده يستلزم
العلم بافتقاره إلى المؤثّر ، فيعلم أنّه العلّة ، وأنّ الحدوث ليس معتبرا في
العلّيّة لا استقلالا ولا جزءا ولا شرطا.
الثاني
: أنّ الحدوث كيفيّة للوجود ؛ لكونه عبارة عن
مسبوقيّة الوجود بالعدم ، فتأخّر عنه تأخّرا ذاتيّا ، والوجود متأخّر عن الإيجاد ،
والإيجاد متأخّر عن الاحتياج ، والاحتياج متأخّر عن علّة الاحتياج ، فلو كان
الحدوث علّة الحاجة لزم تقديم الشيء على نفسه وعلى ما يتقدّم عليه بمراتب، وهو
محال.
والمعارضة بأنّ الإمكان صفة للممكن بالقياس إلى الوجود ، فيكون
متأخّرا عن الوجود ، فلا يكون علّة للافتقار المتقدّم عليه بمراتب مردودة : بأنّ
الإمكان متأخّر عن الماهيّة نفسها وعن مفهوم الوجود أيضا ؛ لكونه كيفيّة للنسبة
بينهما ، لكنّه ليس متأخّرا عن كون الماهيّة موجودة ، ولهذا توصف الماهيّة ووجودها
بالإمكان قبل اتّصافها بالوجود ، وأمّا الحدوث فلا توصف به الماهيّة ولا وجودها
إلاّ حال كونها موجودة ، ولا شكّ في تأخّره عن الإيجاد ؛ ولهذا صحّ أن يقال : أوجد
فحدث ، وبذلك يتمّ المطلوب ، سواء قلنا بتأخّره عن الوجود أيضا ، أم لا.
قال
: ( والحكم باحتياج الممكن ضروريّ ).
أقول
: اختلف الناس هنا.
فقال قوم : إنّ هذا الحكم ضروريّ ، أعني أنّ احتياج الممكن
لا يحتاج إلى برهان ؛ فإنّ كلّ من تصوّر تساوي طرفي الممكن جزم بالضرورة أنّ
أحدهما لا يترجّح من حيث هو مساو ـ أعني من حيث ذاته ـ بل من حيث إنّ المرجّح
ثابت.
وهذا الحكم قطعيّ لا يقع فيه شكّ.
وقال آخرون : إنّه استدلاليّ (3).
وهو خطأ. وسبب غلطهم أنّهم لم يتصوّروا الممكن على ما هو
هو.
__________________
(1) في « كشف المراد » و « تجريد الاعتقاد » : « فلا يطلبها ».
(2)
انظر : « مناهج اليقين » : 5 ؛ « اللوامع الإلهيّة » : 20 ؛ « شرح المواقف » 3 :
135؛ « الأسفار الأربعة » 1 : 206 ؛ « شوارق الإلهام » الفصل الأوّل ، المسألة
الثانية والعشرون.
(3)
انظر : « نهاية المرام في علم الكلام » 1 : 129.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|