أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-07-2015
3434
التاريخ: 12-1-2017
1978
التاريخ: 11-08-2015
1837
التاريخ: 11-08-2015
1999
|
قال : ( والعقل غريزة يلزمها العلم بالضروريّات عند سلامة الآلات ).
أقول : اتّفق أصحاب الشرائع والملل على أنّ
مناط التكاليف الشرعيّة هو العقل ، واختلفوا في تعريفه.
فالمصنّف ; ـ وفاقا لجماعة (1) ـ عرّفه
بأنّه غريزة يلزمها العلم بالضروريّات عند سلامة الآلات.
والغريزة هي الطبيعة التي جبل عليها
الإنسان.
والآلات هي الحواسّ الظاهرة والباطنة.
وسلامتها عبارة عن عدم زوالها أو تعطّلها
بنحو السكر والنوم.
فالحاصل أنّه حالة من أحوال النفس الناطقة
بها يدرك الضروريّات ، كحسن بعض الأشياء وقبح بعض آخر. وهو الحقّ.
وفي الحديث المعتبر أنّ « العقل ما عبد به
الرحمن واكتسب به الجنان » (2).
وعن جماعة أنّه ما يعرف به حسن المستحسنات
وقبح المستقبحات (3).
وحكي تفسيره عن قوم (4) بأنّه العلم بوجوب
الواجبات واستحالة المستحيلات ؛ لامتناع انفكاك أحدهما عن الآخر.
وهو ضعيف؛ لعدم الملازمة بين التلازم
والاتّحاد.
قال : ( ويطلق على غيره بالاشتراك ).
أقول : لفظ « العقل » مشترك بين قوى النفس
الإنسانيّة وبين الموجود المجرّد في ذاته وفعله معا عن المادّة ، ويندرج تحته عند
الأوائل (5) عقول عشرة ...
وأمّا القوى النفسانيّة ، فيقال : عقل
علميّ ، وعقل عمليّ.
أمّا العلميّ : فأوّل مراتبه : الهيولاني ،
وهو الذي من شأنه الاستعداد المحض من غير حصول علم ضروريّ أو كسبيّ.
وثانيها : العقل بالملكة ، وهو الذي استعدّ
بحصول العلم الضروريّ لإدراك النظريّات ، فصار له بتلك الأوّليّات ملكة الانتقال
إلى النظريّات.
وأعلى درجات هذه المرتبة ما يسمّى بالفطانة
والذكاوة المستندة إلى القوّة القدسيّة ، وأدناها البلادة التي هي مرتبة البليد
الذي ينسى (6) أفكاره دون حصولها.
وبين هاتين الدرجتين درجات متفاوتة في
القرب والبعد بحسب شدّة الاستعداد وضعفه.
وثالثها : العقل بالفعل ، وهو أن تكون
النفس بحيث متى شاءت استحضرت العلوم النظريّة من العلوم الضروريّة ، لا على أنّها
بالفعل موجودة.
ورابعها : العقل المستفاد ، وهو حصول تلك
النظريّات بالفعل ، وهو آخر درجات كمال النفس في هذه القوّة.
وأمّا العمليّ : فيطلق على القوّة التي
باعتبارها يحصل التميز بين الأمور الحسنة والقبيحة ، وعلى فعل الأمور الحسنة وترك القبيحة
، وقد أشرنا إلى بيان ذلك سابقا.
__________________
(1) منهم الفخر الرازي في « المحصّل » : 251 والمصنّف
في « نقد المحصّل » : 163 ، والعلاّمة في « مناهج اليقين » : 101 و « نهاية المرام
» 2 : 229 و « كشف المراد » : 234 ، والتفتازاني في « شرح المقاصد » 2 : 333 ، والفاضل
المقداد في « اللوامع الإلهيّة» : 56.
(2) « الكافي »
ج 1 ، ص 11 من كتاب العقل والجهل ، ح 3 ؛ « معاني الأخبار » : 236 ، ح 1 من باب معنى
العقل.
(3) هم المعتزلة على ما في « نهاية المرام » 2 : 226 ؛ « شرح المواقف
» 6 : 47 ؛ « شوارق الإلهام » : 425.
(4) حكاه العلاّمة في « كشف المراد » : 234 ، وفي
« المحصّل » : 250 و « نهاية المرام» 2 : 225 نسباه إلى المشهور.
(5) انظر : « الشفاء » الإلهيّات : 402 ـ 409 ؛
« النجاة » : 273 ـ 280 ؛ « المعتبر في الحكمة » 3 : 148 وما بعدها ؛ « المطالب العالية
» 4 : 380 ـ 389 ؛ « شرح الإشارات والتنبيهات » 3 : 243 ـ 263 ؛ « شرح الهداية الأثيرية
» للميبدي : 188 ـ 193.
(6) كذا في الأصل ، وفي « كشف المراد » : 235 وردت
هكذا : « تثبت » بدل « ينسى ».
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
قسم التربية والتعليم يكرّم الطلبة الأوائل في المراحل المنتهية
|
|
|