الموانئ البحرية التجارية

كان البحر ولا يزال أهم طرق النقل للتجارة. لذا كثرت المراكز التجارية على سواحله مقارنة بالمدن التجارية الداخلية، وتطورت الأساطيل البحرية التجارية من قبل الدول المتقدمة للغرض ذاته، وحتى عهد قريب كانت هناك، بالإضافة إلى الموانئ التجارية، موانئ كثيرة أوجدها النقل البحري ذاته. فالملاحة البحرية البعيدة المدى، تحتاج إلى الوقوف في نقاط للتزود بالماء والغذاء ومواد الوقود. وقد قل عدد هذه الموانئ التموينية، وتباعدت فيما بينها بعد ازدياد حجم السفن. بل أصبح تموين السفن عملا متواضعا يختفي وراء ما تقوم به هذه الموانئ اليوم من نشاط تجاري. ومهما يكن من شيء، فإن الوظيفة التجارية هي التي حددت في الماضي قيام الميناء على الساحل. وإذا اجتمع المرفأ الصالح مع الظهير الغني بالسكان، نما وتطور هذا الميناء، وصار مدينة ضخمة بفضل علاقته الخارجية مع العالم. ومن أمثلة هذه الموانئ البحرية التجارية نيويورك ولندن وهامبورغ وامستردام ومرسيليا.

ويجب أن تتوفر في المرفأ المثالي المزايا التالية:

ا. أن يكون محميا من العواصف البحرية.

ب. أن تكون مياهه عميقة، حتى تستطيع السفن الكبيرة أن ترسو فيه بأمان.

ج. أن يكون متسعا بحيث يستقبل أكبر عدد من السفن.

د. أن يكون كثير التعاريج حتى يتسع المجال لإنشاء أكبر عدد من الأرصفة والمستودعات.

ه. أن تحيط به أرض فضاء مستوية تخلو من المستنقعات وصالحة لنمو الميناء مستقبلا.

و. أن تكون الصلة بينه وبين الداخل سهلة ومباشرة، بحيث تغري المنتج على أن يصدر بضاعته عن طريقه، على الرغم من وجود مرافئ أخرى قريبة من مناطق الإنتاج.

ز. أن تكون الجبهة المائية مفتوحة، حيث أن تجمد مياه الخلجان شتاء يقلل من أهميتها الملاحية .

ح. أن يكون الظهير Hinter Land آهلا، تتنوع عليه الأنشطة الاقتصادية مما يزيد من حركة التبادل .