المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

Asymptotes
4-3-2017
دعاء لقضاء الدين.
25-1-2023
Naming Aldehydes and Ketones in the Same Molecule
16-9-2019
أساليب مجاهدة النفس
31-1-2022
تداول وتخزين الخيار
27-9-2020
الاستنساخ‏
22-04-2015


النقل والحدوث  
  
1699   08:12 صباحاً   التاريخ: 1-07-2015
المؤلف : محمّد آصف المحسني
الكتاب أو المصدر : صراط الحق في المعارف الإسلامية والأُصول الاعتقادية
الجزء والصفحة : ج1- ص282-285
القسم : العقائد الاسلامية / مقالات عقائدية /

 قد قضى العقل بحدوث الممكنات قاطبةً ، وأنّ كلّ ممكن موجود لابدّ من مسبوقيّته بالعدم غير المجامع لوجوده ، وأمّا الشرع فهو أيضاً كذلك ، ودلالته عليه من وجوه :

الأَوّل: دعوى إجماع الأنبياء والأوصياء عليه ، كما عن السيد الداماد قدّس سره في قبساته(1)، وهو الظاهر من صاحب الأسفار أيضاً .

أقول: وهي محتاجة إلى علم الغيب ؛ إذ لا طريق لنا إلى نبيّاً من الأنبياء ( سلام الله عليهم ) قال بحدوث العالَم بالمعنى المتنازع فيه ، فضلاً عن إحراز اتّفاق جميعهم على ذلك ، مع أنّه إن تمّ لدلّ على نفي العقول أيضاً ، ولا يلتزم به مدّعي الإجماع نفسه .

الثاني: إجماع المِلل الأربع عليه ، وهم اليهود والنصارى والمجوس والمسلمون ، ادّعاه جمع من المتكلّمين ، كالشهرستاني في كتاب نهاية الإقدام ، وصحّحه المحقّق الطوسي (2) ، وادّعاه أيضاً العلاّمة الحلي قدّس سره لكن على حدوث الأجسام فقط (3) إلاّ أن يقال : العقول غير ثابتة، أو غير ممكنة عند الملّيين ، وحدوث الأجسام هو حدوث العالَم ، وممّن ادّعاه أيضاً العلاّمة المجلسي ، وكذلك في المواقف وشرحها (4) ، والإصبهاني في شرح طوالع الأنوار للبيضاوي ( المسمّى بمطالع الأنظار ) وكذا غيرهم .

لكن الجزم بهذه النسبة مشكل ، بل غير ممكن ، فإنّ المنقول عن اليهود أنّ الواجب في الجهة كبقية الأجسام ، وهو مماس للصفحة العليا من العرش ، ويجوز عليه الحركة والانتقال وتبدّل الجهات (5) ، أَليس هذا التزاماً بقِدم الجهة والعرش ؟ وهذا هو مذهب محمد بن كرام من أهل السُنة بعينه .

وأمّا النصارى فقولهم بالقدماء الثلاثة مشهور (6) .

وأمّا المجوس فمنهم مَن قال بالقدماء الخمسة ، وهي : النفس ، والخلأ ، والزمان ، والهيولى ، والواجب ، واختاره ابن زكريا الرازي ، ومنهم مَن قال بقِدم النور والظلمة ، ومنهم مَن قال بقِدم الباري والشيطان ، ومنهم مَن قال بقِدم الكواكب السبعة ، ومنهم مَن قال بأزلية الطبائع الأربعة (7) ... إلى غير ذلك من الخرافات ، فأين إجماع المِلل ؟ إلاّ أن يقال : إنّهم اتّفقوا على حدوث الأفلاك والعنصر ، وهذا أيضاً غير معلوم .

الثالث : الضرورة الدينية على حدوث ما سوى الله وصفاته ، كما نقله المجلسي قدّس سره عن بعضهم (8) .

أقول : الأشاعرة وغيرهم قالوا بقِدم صفاته السبع أو الإحدى عشرة ، والمعتزلة قالوا بثبوت الأحوال أَزلاً ، ولم يقولوا بحدوث جميع الأشياء ، فكيف يمكن أن يقال : إنّ القول بقِدم العقول كفر ومخالف للضرورة الدينية دون القول بقِدم الصفات الزائدة ؟ فكما أنّ الأشعري يتمحّل بأنّها لا هو ولا غيره ، كذلك الفلسفي يقول : إنّ العقول ليست من العالَم ، بل هي من شؤون الواجب الوجود ، موجودة بوجوده لا بإيجاده ، باقية ببقائه لا بإبقائه ، كما صرّح به صاحب الأسفار ، بل الالتزام بالقول الثاني أهون من الالتزام بالقول الأَوّل بكثير، وإن كان كلاهما ممّا لا يرجع إلى محصّل .

وأمّا المجسّمة والمشبّهة فحالهما أظهر من أن يخفى ، فقولهم : بأنّ الله جالس على العرش في جهة الفوق يستلزم قِدم العرش والجهة ، وقد مرّ عن بعض الحنابلة القول بقِدم جلد القرآن ، وقال السيد الرازي في كتابه تبصرة العوام : إنّ أهل بخارى يقولون بقِدم الإيمان ، وأهل سمرقند يقولون بقِدم الهداية ، فأين الضرورة الدينية ، وأين إجماع المسلمين ؟ اللهم إلاّ على بعض الأجسام .

نعم الذين يقولون بحدوث تمام العالَم وجميع ما سوى الله هم الطائفة الإمامية ـ رضوان الله عليهم ـ فإنّهم لا يقولون بقِدم شيء سوى ذات الواجب الوجود ، المستجمع للصفات الكمالية ، التي هي عين ذاته ، ولكن لا ينبغي لأحد أن يدّعي الضرورة المذهبية على حدوث العالَم ؛ إذ معنى الضرورة وكون الشيء ضرورياً ، هو كونه معروفاً معلوماً عند جميع أهل ذلك المذهب أو معظمهم ، بحيث صار جزءً له ، وهذا مثل عصمة الأئمة ، ووجوب الخمس ، وجواز المتعة ، واستحباب القنوت في الصلاة ، ونحو ذلك في مذهب الإمامية .

ومن المعلوم أنّ حدوث العالَم ليس بهذه المرتبة من الاشتهار والعرفان ، بل لا يحسن دعوى إجماع العلماء الإمامية أيضاً على ذلك ؛ لأنّ الإجماع الذي هو دليل مستقلّ في قبال الأدلة الثلاثة ، هو الإجماع التعبّدي الذي لا يستند المجمعون إلى شيء آخر من الأدلة ، وإلاّ لم يكن الإجماع بدليل مستقلّ ، بل لابدّ من النظر إلى نفس ذلك المستند كما قُرّر في أُصول الفقه ، ومن المعلوم أنّ إجماع الإمامية على ذلك ، إنّما هو من جهة الأدلّة العقلية التي ذكرنا بعضها ، ومن جهة الأدلّة النقلية من الكتاب والسُنة ، ولا أقل من احتمال ذلك ، فلا ينهض الإجماع حجّة على المقام .

وأمّا تكفير مَن قال بقِدم العالَم ، وأنّه في حكم باقي الكفّار ، كما عن العلاّمة الحلّي وغيره، فهو محل نظر ، قال الأَوّل في محكي كلامه (9) : مَن اعتقد قِدم العالَم فهو كافر بلا خلاف ؛ لأنّ الفارق بين المسلم والكافر ذلك ، وحكمه حكم باقي الكفّار بالإجماع . انتهى .

أقول : الفارق بينهما أُمور كثيرة غير هذا ، ودعوى الإجماع على كفره عندي غير ثابتة ولا حجّية فيه .

وبالجملة : أنّ الممكنات بأسرها حادثة عقلاً وشرعاً ، كتاباً وسنّةً ، غير أنّ مَن أنكر حدوث بعضها لشبهة فهو لا يخرج عن الإسلام ، فافهم .

الرابع : القرآن الكريم فإنّه يدلّ على حدوث السماوات والأرض ، والآيات الدالة على ذلك كثيرة جدّاً ، فإنّ الخَلق لا يعقل إلاّ في المسبوق بالعدم ... ، وأمّا دلالته على حدوث ما سوى الله جميعاً فبآيات نذكر بعضها :

1 ـ {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [غافر: 62].

2 ـ {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ } [الذاريات: 49].

3 ـ { َخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ} [الأنعام: 101].

4 ـ { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49]... إلى غير ذلك .

الخامس : السُنة ، ونقلها يستوجب وضع كتاب مستقل ، وهي قطعية بمجموعها دلالةً وسنداً (10) ، وقد نقل أكثرها العلاّمة المجلسي قدّس سره في السماء والعالَم من بحاره شكر الله مساعيه الجميلة ، والإنصاف أنّه لو لم يكن في المقام إلاّ الأخبار الواردة في حدوث إرادته تعالى ...  لكفت لإثبات المراد .

وأمّا ما ذكره اللاهيجي ، من عدم دلالة الأخبار على حدوث العالم بالمعنى الذي يقوله المتكلّمون، بل على مطلق الحدوث الصادق على الحدوث الذاتي كما يقوله الفلاسفة ، فمن أضعف الكلام وأسخف القول ، فلا يستحق الاعتناء .

فتحصّل أنّ العقل والنقل متّفقان على مسبوقية جميع الموجودات الممكنة بالعدم ، ومن هنا صحّ أن يقال : كلّ ما ثبت قِدمه لزم دوامه ولا يمكن فناؤه كما لا يخفى ؛ إذ الممكن القديم لا يمكن صدوره من المختار ، لكن لا لأجل أنّ قصده لا يدعو إلى الموجود كما قاله شركاء الفن ؛ إذ هو غير جارٍ في حقّ القديم كما مرّ ، بل لِما عرفت من أنّ إيجاد الممكن موقوف على عدمه ، فتدبّر.

وأمّا ما ذكره السيد الداماد من الحدوث الدهري ، فهو غير صحيح عندي في نفسه ، والمقام لا يسع التعرّض له .

_______________________

(1) البحار 14 / 49 الطبعة القديمة.

(2) المصدر نفسه.

(3) شرح التجريد / 100.

(4) شرح المواقف 2 / 490.

(5) شرح المواقف 3 / 16.

(6) لاحظ الفصل في المِلل 1 / 48.

(7) الفصل 1 / 34 ـ 35.

(8) السماء والعالَم / 49. الطبعة القديمة .

(9) السماء والعالَم / 49.

(10) نعم لم أجد عاجلاً ما هو المشهور : ( كان الله ولم يكن معه شيء ) لكن يوجد ما هو قريب منه لفظاً .

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.