أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-9-2016
2643
التاريخ: 28-9-2016
2331
التاريخ: 23-2-2022
2027
التاريخ: 19-2-2022
1663
|
لم يكن الحسد خصلة ذاتية في نفس الإنسان، وإنما تنشأ من عوامل خارجية تركزها وتوصلها في النفس، وهذه العوامل تدور في ثلاثة محاور:
الأول: العائلة: إن العائلة السيئة التربية التي تفرق بين أطفالها في المحبة أو المعاملة، او العطاء ... فإن تلك التربية تنشئ حالة تباغض بين أطفالها فـ (إن من عوامل نشوء الحسد سوء التربية في البيت، فإن الأبوين إذا أحبا أحد أولادهما أكثر من غيره، وخصصاه بعطفهما وحنانهما، وحرما الآخرين من عواطفهما أوجدا فيهم عقدة الحقارة والتمرد، وإن حسد كثير من الناس إنما يكون ناشئاً من هنا باعثاً لهم على الشقاء والتعاسة)(1) وإذا ما استمر الوالدان على تلك التربية فإن هذا سيتأصل في النفس، ويصبح عادة وسلوكاُ ؛ وحينئذ ليس من اليسير إزالته من النفس؛ ولهذا كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول: (ساووا بين أولادكم في العطية)
و روى أنس: (أن رجلا كان عند النبي (صلى الله عليه واله) فجاء ابن له فقبله وأجلسه على فخذه، وجاءت ابنة له فأجلسها بين يديه، فقال (صلى الله عليه واله): ألا سويت بينهما ؟) (2) .
ومن هنا نفهم أن التمييز بين الأولاد في أي شيء كان ينشأ العداوة بينهما والعداوة تنشأ التحاسد، وتمتد من العائلة إلى المجتمع .
ثانياً: البيئة الاجتماعية: فمن العوامل المؤثرة في التربية هي البيئة الاجتماعية فإن الطفل الذي ينشأ في بيئة سليمة، متعاونة، متآزرة يكون لها تأثير إيجابي سليم في نفس الطفل ، والعكس صحيح . كما أن الطفل الذي ينشأ في وسط غني مترف، وهو يعيش حالة فقر مدقع فإن هذه البيئة تترك أثراً سيئاً قد يؤدي إلى نشوء عقدة الحقارة ، ثم يؤدي إلى الحسد .
ثالثاً: الوضع السياسي: من أسباب نشوء الحسد الوضع السياسي المنحرف الذي لا يعدل بين الناس، ويخلق حالة عدم توازن في الوسط الاجتماعي فإن ذلك أيضاً يؤدي إلى التحاسد بين الناس 000
ومن الأسباب الاخرى للحسد عدم رقابة الإنسان لمشاعره وخواطره النفسية تجاه إخوانه وزملائه ... فقد يعايش زميلا له في دراسة أو عمل، وعلى حين فجأة يرى زميله هذا متفوقاً عليه ... فيأخذه العجب، والاستغراب، والاستنكار وتثور كوامن الذات في حب الظهور والتفوق فتنسيه محاسن صاحبه، وملكاته وجهوده وقدراته النفسية والبدنية فتنقلب الصداقة والمحبة إلى التحاسد والتباغض ؛ ولذلك يصور القرآن الكريم لنا حالة العجب هذه فيقول :
{أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف: 63] .
{ أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ} [يونس: 2] .
وهذا التعجب يجر إلى الحسد حتى يشمل حسد أولياء الله تعالى وأصفيائه ولذلك كان أكثر الناس تضرر من هذه الحالة آل محمد (صلى الله عليه واله).
فقد روى أبو الصباح الكناني عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: (... ونحن المحسودون الذين قال الله: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ } [النساء: 54] (3).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مجتبى اللاري، دراسة في المشاكل الأخلاقية والنفسية: 98 .
(2) عبد الله الناصح، تربية الأولاد في الإسلام: 342/1 .
(3) ثقة الإسلام الكليتي، الأصول من الكافي: 176/1
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|