المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01
المختلعة كيف يكون خلعها ؟
2024-11-01
المحكم والمتشابه
2024-11-01

معنى {سَأَصْرِفُ عَنْ آيٰاتِيَ}
22-11-2015
خدمة مزارع البن
20-12-2019
الناردين البري أو أسارون
2024-09-05
مراحل التخطيط في العلاقات العامة- اختيار الموضوعات وإعداد البرامج
2024-09-01
الفايبرينوجين Fibrinogen
30-11-2020
قطاع جايجر
20-12-2021


القول في حسن ابتداء الخلق ووجهه ‏  
  
1532   01:06 صباحاً   التاريخ: 1-07-2015
المؤلف : العلامة الشيخ سديد الدين الحمصيّ الرازيّ
الكتاب أو المصدر : المنقذ من التقليد والمرشد الى التوحيد المسمى بالتعليق العراقي
الجزء والصفحة : ج1 - ص237- 240
القسم : العقائد الاسلامية / مقالات عقائدية /

الموضوع : القول في حسن ابتداء الخلق ووجهه ‏ .

المؤلف : العلامة الشيخ سديد الدين الحمصيّ الرازيّ .

الكتاب : المنقذ من التقليد والمرشد الى التوحيد المسمى بالتعليق العراقي، ج1 -  ص237- 240.

___________________________________________________

أمّا حسنه فظاهر، وذلك لأنّه لا شكّ في أنّ اللّه تعالى خلق الخلق ولخلقه ابتداء وهو لا يجوز أن تعرى أفعاله من الحسن والقبح، لأنّه تعالى عالم لذاته يستحيل عليه السهو والغفلة، وإنّما يتقدر في أفعال الساهي والنائم ذلك. وقد ثبت أنّه تعالى لا يفعل القبيح، فيجب أن يكون حسنا.

أمّا وجه حسنه: فهو أنّه نعمة على الأحياء وإحسان إليهم. وذلك لأنّ ما خلقه تعالى لا يخلو من أن يكون حيوانا أو غير حيوان، وغير الحيوان خلقه لنفع الحيوان، والحيوان ينقسم إلى مكلّف وغير مكلّف. والمكلّف خلقه لنفسه، وغير المكلّف خلقه أيضا لنفسه ولانتفاع المكلّف به على ما قال تعالى: {خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} [البقرة: 29] والمنافع التي خلق اللّه تعالى الخلق لها ثلاثة: التفضّل والعوض والثواب. فالمكلّف منفوع بالأنواع الثلاثة.

ولا يعترض على إطلاقنا هذا بالكافر، فانّه مكلّف وليس منفوعا بالثواب.

وذلك لأنّه في حكم المنفوع به لكونه معرضا له، وإنّما لا يصل إليه بسوء اختياره. وغير المكلّف منفوع بالتفضّل والعوض، دون الثواب.

فإن قيل: فما النفعة؟

قلنا: المنفعة هي اللذة والسرور أو ما يؤدّي إليهما أو إلى أحدهما.

فإن قيل: وما النعمة ؟

قيل: إيصال النفع إلى الغير مع القصد إلى الإحسان إليه، أو دفع الضرر منه، باعتبار القصد الذي ذكرناه. وإنّما شرطنا النفع، لا الضرر. وما ليس بنفع ولا ضرر لا يعدّ نعمة وإنّما شرطنا أن يكون قصد النافع الإحسان إلى الغير، لأنّه لو نفعه رياء أو للإضرار، كأن يطعمه خبيصا يظنّ أنّه مسموم، ولا يكون كذلك، فتناوله الغير وانتفع به، لا يعدّ نعمة، لما لم يكن قصده الإحسان إليه.

وإنما ضممنا إليه دفع الضّرر، لأنّه كما يكون منعما على الغير بأن ينفعه فكذلك يكون منعما عليه بأن يدفع عنه مضرّة كمن يشرف على السقوط من موضع عال فينقذه غيره قاصدا دفع ضرر السقوط عنه.

وقد شرط أبو عليّ في النعمة أن يكون حسنة، وأبو هاشم لا يعتبر فيها الحسن. وفي ذلك نظر.

وإنّما قلنا إنّ هذا هو الوجه في حسن ابتداء الخلق، لأنّه لا يخلو من أن يكون فيه غرض أولا يكون له فيه غرض. إن لم يكن له فيه غرض كان عبثا قبيحا فلا يفعله تبارك اللّه وتعالى. وإن كان له فيه غرض لم يخل ذلك الغرض من أن يكون آئلا إليه أو إلى الخلق وما يرجع إليه محال لأنّه يستحيل عليه المنافع والمضارّ والراجع إلى الخلق إمّا أن يكون نفعهم أو ضرّهم لا يجوز أن يكون الغرض الإضرار بهم، لأنّ إضرار من لا يستحقّ الضرر يكون قبيحا لا يعترضه الآلام التي يفعلها تعالى لاستصلاح المكلّفين بها، لأنّها ليست مضارّ، لما يتعقّبها من المنافع العظيمة الموفية عليها. فلم يبق من الأقسام إلّا أن يكون قد خلقها لنفعها، وتعيّن أنّ ما ذكرناه هو الوجه في حسن ابتداء الخلق، وعلى هذا نقول:

إنّ أوّل نعمة أنعم اللّه تعالى بها على الحيّ خلقه إيّاه حيّا لينفعه.

فإن قيل: من ينفع الغير إحسانا إليه، يكون له غرض راجع إليه، كمدح‏ وشكر يستحقّهما، أو توقّع ثواب أو جزاء أو مكافاة من جهة ذلك الغير، لو لا ذلك لما كان يفعله ولا يتحقّق بذلك كونه منعما عليه. إنّما المنعم في الحقيقة هو الذي يفيض من ذاته الخير على الغير لا لغرض على ما يقوله الفلاسفة.

قلنا: ما يقولونه حدس باطل وبيانه أنّا إذا فرضنا واحدا سقط من موضع عال، فيقع على عدوّ لإنسان فيقتله من دون قصد منه إلى ذلك لا يعدّ منعما على ذلك الغير. ولو أرسل واحد حجرا على غيره ليقتله أو يضرّه فدفع إنسان ذلك الحجر وقصده دفع الضرر عن الغير، لكان منعما عليه بلا شكّ وريب، فما قالوه عكس الواجب.

ثمّ نقول للسائل: ما تقول فيمن ينفع الغير أو يدفع عنه ضررا ولا يكون له في ذلك غرض راجع إليه بوجه من الوجوه؟ وإنّما غرضه الإحسان إلى الغير، ليكون منعما عليه أو لا يكون منعما على هذا التقدير؟ لا يمكن أن يقال لا يكون منعما فيجب أن يكون منعما. إذا تقرّر أنّ من وصفناه يكون منعما فهكذا نقول فيما فعله اللّه تعالى بالعبيد.

فإن قيل: أليس الخلائق كما ينتفعون بضروب المنافع فكذلك يستضرّون بضروب الآفات والمحن، والكافر زائدا على ذلك يستضرّ بعقوبة الآخرة، فكيف تقولون إنّه خلقهم لنفعهم؟

قلنا: لا يمكن دفع منافع الحيوانات التي ينتفعون بها وشرف تلك المنافع وعظم قدرها، حتى أنّ أكثر أصحاب البلاء والأمراض والأسقام والفقراء لما أشعروا بالموت ومفارقة الحياة الدنيا فرقوا من ذلك فرقا عظيما، وأكثرهم يتمنون ويودّون أن يبقوا على ما هم عليه ولا يموتوا، فكيف ينكر عظم موقع المنافع المعجلة. وأمّا المحن التي تنزل بهم، فانّها في الحقيقة منح من اللّه تعالى‏ يعوّضهم عنها أعواضا موفية عليها هذا فيما يكون من جهة اللّه تعالى.

وما يكون من جهة غيره فانّه تبارك وتعالى ينتصف لمظلومهم من ظالمهم، وأمّا الكافر فانّما يؤتي في عقوبته واستحقاقه لها من قبل نفسه...

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.