أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-7-2021
2301
التاريخ: 2024-09-14
236
التاريخ: 31-8-2020
1778
التاريخ: 2023-02-13
1422
|
ـ تذكري أنّ أهل زوجك هم من قاموا بتربيته
(لم أعد أحتمل حماتي المتطفّلة والمزعجة!) إنها من الشكاوى الشائعة التي نسمعها من العديد من المتزوّجين. فعدم القدرة على التوافق مع أهل الزوج هي مشكلة كلاسيكية لدرجة أنها أصبحت عنصراً أساسيّاً في أحداث المسلسلات.
في الأزمنة القديمة وفي العديد من المجتمعات، كان الزواج أصعب بكثير بالنسبة إلى النساء لأنه يُتوقّع أن تعتاد العروس على نمط حياة عائلة العريس، مهما كان مختلفاً. وكانت المحنة التي تمر بها العروس الجديدة أشبه بالنوم على سرير من الأشواك. لكن في زماننا، ومع اكتساب النساء مزيداً من القوة والمكانة، شهدت هذه المجتمعات زيادة في عدد الأسر الصغيرة التي تعيش بشكل مستقلّ عن الأهل. وربّما ساعد ذلك في تخفيف معاناة التعامل مع الحموات صعبات المراس.
لا شكّ في أن العيش كعائلة مستقلّة بعيداً عن الأهل طريقة حكيمة لتجنب الصدامات لأن فرص المواجهة تقلّ ببساطة. وإن كانت الأسرة الجديدة تعيش في شقة صغيرة في المدينة، فمن المحتمل أن تكون مساحة الشقة غير كافية لمشاركتها مع الوالدين، الأمر الذي يمنعهم تلقائياً من العيش تحت سقف واحد.
العيش بعيداً عن حمويك له مزاياه. ولكن سواء كنت تعيشين بالقرب منهما أم بعيداً عنهما، عليك أن تتذكّري أنك سعيدة مع زوجك الآن لأنّ حمويك قاما بتربيته بحبّ وحنان. فحبّ حياتك لم يظهر من العدم، بالتأكيد لم تعثري عليه طافياً على سطح نهر في أحد الأيام أو تقطفيه عن غصن شجرة كالتفاحة. زوجك موجود هنا اليوم لأنّ والديه كرّسا عشرين أو ثلاثين سنة من حياتهما لتربيته.
حوالي 70 إلى 80 في المائة من الخصائص الفيزيائية والنفسية التي تحدّد من هو زوجك اليوم موروثة من والديه. لذا، فإنّ عدم رضاك عن حمويك يعني أنك تكرهين زوجك بنسبة 70 إلى 80 بالمائة. وفهم هذه العلاقة سيساعدك على الإدراك أنك تناقضين نفسك بحبّ زوجك وكره والديه.
ـ حمواك هما انعكاس لذاتك في المستقبل
نصيحة أخرى أود تقديمها لمن لا تستطيع احتمال حماتها المزعجة المسيطرة أن تتذكّر أنها قد تصبح في يوم من الأيام حماة هي نفسها. فالآن بعد أن عرفت مدى صعوبة التعامل مع حماة صعبة المراس، يمكنكِ أن تتجنّبي التسبّب بعذاب مماثل لابنك أو ابنتك عن طريق الالتزام بالتواضع.
قد تكون هذه المشكلة خاصة ببلدي الأم، اليابان، لكن يبدو أن عدداً متزايداً من النساء يترددن في الزواج بسبب الخوف من صعوبة التعامل مع أهل الزوج. وكثيراً ما أسمع عن أناس يشترطون أنهم لن يتحملوا مسؤولية رعاية والدّي الطرف الآخر حين يتقدّمان في السنّ. لكنّ هذا الشرط قد ينقلب ضدّك عندما تجدين نفسك في مكانهما. فأنت الآن في سن الشباب، ولكن خلال أربعين أو خمسين عاماً، ستكونين في نفس عمرهما. قد يبدو لك الأمر بعيداً جدّاً الآن، ولكن سيحين الوقت عاجلاً أم آجلاً عندما ستضطرّين لمواجهة الموقف نفسه.
هكذا، فإنّ الابن الذي ربّيته بكل حب وعطف لمدة عشرين سنة، سيأتي إليك في يوم من الأيام مع الفتاة التي يريد الزواج منها. ولن يتعيّن عليك حينذاك الترحيب بشخص تعرفينه بالكاد فحسب ـ شخص هو بالنسبة إليك أقرب إلى غريب مررت به في الشارع - بل ستضطرّين أيضاً إلى تحمل عذاب معاملته إياك على أنك مصدر إزعاج، ربّما بنفس الطريقة التي تعاملين بها حمويك الآن. والأسوأ من ذلك أنّ صهرك أو كنّتك قد يخبرانك أنّهما يرغبان في العيش بعيداً عنك لتجنّب عبء رعايتك.
كوالد، قد تجد هذا الموقف غير مسموح به. وقد تقول لابنك إنك لن توافق على زواجه، ولن تقبل بتزويجه سوى من فتاة تعرفها جيداً. وقد تعلن له أنك لن تسمح بهذا الزواج وأن شيئاً لن يغير رأيك.
لكن بالطبع هذا الموقف محكوم عليه بالخسارة، أنت عاجز أمام شابّين ينتظرهما مستقبل مشرق. سيجيبك ابنك أنه لا يحتاج إلى إذن منك لمغادرة المنزل والزواج وتأسيس عائلة جديدة. وبحلول ذلك الوقت، ربّما تكون قد نسيت أنّك اتخذت في شبابك هذا الموقف نفسه. وقد ترثي سوء حظّك على هذا الولد الناكر والوقح وتغضب عليه لبقيّة حياتك.
نميل نحن البشر إلى رؤية الأشياء من منظورنا المحدود المتمحور حول ذواتنا. وعندما يتغير الوضع بعد بضعة عقود، غاباً ما ننسى كيف شعرنا من قبل. ننسى أننا مررنا تماماً بالظروف التي يمرّ بها أطفالنا الآن، ولا نتذكّر سوى أنّنا أمضينا حياتنا كلّها في رعايتهم وتأمين الملبس، والطعام، والمسكن، والتعليم لهم.
قد نظنّ أنه يجب على أطفالنا بطبيعة الحال أن يردّوا لنا المعروف على كل ما فعلناه، ويبدأ ذلك بزواجهم من شخص يعجبنا. لكن إن كان هذا موقفنا، علينا أن نعلم أن البشر يميلون إلى التفكير بطريقة أنانية، ورؤية الأشياء من وجهة نظر تتمحور حول ذواتهم.
ـ استفيدي من خبرتهم
نصيحتي الثانية لكِ أن تتعلّمي من حمويك، لأنّ خبرتهما في الحياة تفوق خبرتك. فمعظمنا يحصل على وظيفة ويتعلّم من رؤسائه دروساً في الحياة ليكون فرداً ناجحاً في المجتمع. ولكن إذا تزوجت من دون المرور بهذا التدريب الاجتماعي، فقد تحتاجين إلى تعلّم هذه الدروس من حمويك. إذ من شأن حماتك ببساطة إعطاءك درساً قاسياً يفيدك كثيراً في عالم قاسٍ.
وكما أننا لا نستطيع الاستقالة من وظيفتنا بسهولة لمجرد كون المدير بغيضاً، كذلك لا يمكننا الطلاق لمجرد أن أهل الزوج أو الزوجة صعبي المراس. في الواقع، تعتبر كلّ تجارب الحياة فرصاً ثمينة لتنمية شخصيّتنا. وعندما نرى حياتنا من هذا المنظور، يمكننا أن نكون شاكرين لكلّ شخص نواجهه فيها، بمن في ذلك حموان قاسيان.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|