المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



أين كنت؟ لماذا تأخرت؟ أسئلة تكرر الزوجات طرحها على أزواجهن  
  
2141   11:45 صباحاً   التاريخ: 17-2-2022
المؤلف : السيد علي أكبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : العلاقات الزوجية مشاكل وحلول
الجزء والصفحة : ص154ـ156
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

الرسالة:... أخي الكريم والعزيز... إني أحد المشاهدين برنامج اسس التعامل ين أفراد الاسرة.. وأعمل.. وإني فخور بهذه المهنة المقدسة.

أرجوكم أن تنبهوا النساء في برنامجكم بأن لا ينتقدن أزواجهن كثيراً وأن لا يفتحن معهم تحقيقاً: أين كنت؟ لماذا تأخرت؟ هل هذا هو وقت العودة إلى المنزل؟.. لقد قلقت كثيراً بسبب تأخرك في العودة إلى المنزل...

توضيح ورد: أيها الأخ العزيز! إن زوجتك توصيك دائماً بعدم التأخر في العودة إلى المنزل ولكنك تعترف بأنك رغم ذلك تتأخر في العودة إلى البيت وتجعل زوجتك تقلق عليك، فكيف تكون الحال لو غفلت عنك زوجتك ولم تنهل عليك بالأسئلة والاستفسارات «أين كنت؟» و «لماذا تأخرت في العودة؟» وو.. أيها الأخ العزيز! حبذا لو احترمت مشاعر زوجتك وقدّرت عاطفتها ومحبتها وحبذا لو أدركت بأنها تبقى تنتظرك في البيت وعليك مهما أمكن أن تعود إلى المنزل في الوقت المناسب لكي لا تسبب لها القلق والاضطراب.

نعم. إذا كانت هناك ضرورة تتطلب تأخرك في العودة إلى البيت، أو إذا كان عليك القيام بواجب مهم خارج المنزل ففي هذه الحالة يجب أن تقول لزوجتك.

أيتها الأخت الكريمة! صحيح أنك تحبين زوجك وتحرصين عليه ولهذا السبب فإنك لا تطيقين بعده عنك وتأخره في العودة إلى البيت ولكن نظراً لأن زوجك يتحمّل في الوقت الحاضر مسؤولية جسيمة ومقدسة فعليك وفي سبيل الله القادر المتعال ومن أجل تحقيق أهداف أسمى وأنبل أن تتحملي بعده عنك وتأخره في العودة إلى المنزل وأن تتأقلمي مع هذا الوضع، بل عليك أن تشجعيه على القيام بعمله وإنجاز مهامه بصورة أفضل وبشكل دقيق ومتقن واعلمي بأنك تشاركينه الأجر والثواب الذي له عند الله لما يقوم به من أعمال وخدمات وأن الله سيعطيك أجر الصابرين الذي هو أفضل أجر.

والآن نطالع بقية الرسالة:

الرسالة:.. فمثلاً لدي أعمال ومهام ترتبط بـ... لا أستطيع أن أطلع زوجتي عليها. إني لا أستطيع أن أقول لها أين ذهبت ولكنها تصر عليّ وتطلب مني أن أخبرها أين ذهبت فأضطر أن أكذب عليها. فماذا أفعل في هذه الحالة؟ هل أكذب عليها؟ أم أصرخ في وجهها وأقول لها. ان الأمر لا يعنيك؟.. ماذا أفعل؟ الويل لي إذا تأخرت ساعة واحدة. عندها تغضب وتحزن رغم أنها أكثر إيمانا وأطيب خلقاً مني. وهناك أمر آخر وهو أنها تصر عليّ لتناول الطعام عندما لا تكون لدي رغبة في تناوله وعندما ارفض طلبها تتأثر بشدة وتفقد شهيتها للطعام وتمتنع عن تناوله.

توضيح ورد: أيها الأخ الكريم، من الأفضل أن لا تطلب من زوجتك أن لا تسألك «أين كنت؟... لماذا تأخرت؟» اسمح لي أن أطلب منك هذا الطلب فيما يخص عملك الخاصّ، رغم علمي بأن طلبي هذا قد لا يلقى الاستجابة المطلوبة، لأن الإحساس المرهف لزوجتك يجعلها أقل قدرة على تحمل بعدك عنها. كما يجعلها لا تعرف لماذا يتأخر زوجها عن البيت خصوصاً عندما يتأخر في العودة ولا يتناول طعامه في البيت عند ذلك فهي تتأثر وتثور ثائرتها.

أما أنت أيها الأخ الكريم فعليك أن تستقبل تساؤلاتها واستفساراتها المتكررة بكل رحابة صدر وبكل صبر وتأنّ وحاول أن لا يحدث أي نزاع أو شجار واعمل على تحقيق التفاهم المطلوب بصورة تدريجية. وبالطبع فإن عليك أن لا تكشف أي سر من أسرار العمل، تجاوز هذه القضية بكل لطف ومحبة. . .

حقاً لماذا تتناول طعامك خارج البيت؟ ألمّ بك الجوع؟ حسناً! إصبر قليلاً حتى تصل إلى المنزل. بإمكانك أن تتناول لقمة واحدة، قطعة خبز واحدة فقط تسد بها جوعك حتى تصل إلى البيت وتتناول طعامك مع زوجتك وأولادك بكل محبة وصفاء وتتبادل معهم الكلام وتبتسم في وجوههم وتجعل الحياة حلوة وسعيدة لك ولعيالك




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.