أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-9-2016
1673
التاريخ: 3-4-2022
2010
التاريخ: 2024-02-03
950
التاريخ: 29-9-2016
1686
|
لما كان الحقد مرضاً نفسياً قد يصاب به الإنسان فلا بد ان نتطرق إلى علاج هذه المرض الخطير ، ويمكن أن نذكر العلاج على نحوين : علاج نظري وعلاج عملي...
أما العلاج النظري ، فهو ان يعي الإنسان خطورة هذا المرض الفتاك الوبئ الذي ما حل بقلب إلا ولوثه بقذارات الهجر، والشحناء ، والكذب ، والغيبة والبهتان، وإفشاء السر، وهتك الستر ، وإظهار العيوب، والشماتة بما يصيب الآخرين من البلاء، والسرور والانبساط لضرر الآخرين، وكل تلك المشاعر والاعمال تبعده عن الله كما تبعده عن سعادة نفسه، وتكدر صفو عيشته، وتحوله إلى تنور ملتهب فلا يرى الراحة والاستقرار، بل دائماً يعيش القلق والاضطراب والترقب لحلول البلاء بالآخرين، وفوق ذلك كله ان يعلم ان ذلك يقطعه عن رحمة الله ، ويعرضه لنقمته، ولا أظن عاقلاً يعي كل تلك الامور، ويعرف عللها وأسبابها، ثم يبقى على تلك الحالة، كما لابد وان يعلم ان الحقد من خصال النفوس الصغيرة الوضيعة ، وقد قال الشاعر :
لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب ولا ينال العلى من طبعه الغضب
أما العلاج العملي : فهو الجد في إزالة الأسباب التي تؤدي إلى حصول الحقد في القلب وذلك من خلال ما يلي:
1- مجاهدة النفس ، وإرغام الهوى ، وتجاوز الذات الضيقة المتحورة على نفسها ، وتوسيع الآفاق النفسية، والتمرن على حمل الناس على الصحة ، وحسن الظن بالآخرين ، والتماس العذر للمسيئين، وقبول اعذار المعتذرين ، والعفو عن الخاطئين .
فقد روي عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال : سمعت الحسين (عليه السلام) يقول :
(لو شتمني رجل في هذه الإذن و اومى إلى اليمنى، واعتذر لي في الاخرى لقبلت ذلك منه، وذلك أن امير المؤمنين علي بن ابي طالب حدثني انه سمع جدي رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول : لا يرد الحوض من لم يقبل العذر من محق او مبطل)(1)
2- المعاتبة بالحسنى فإن اللقاء الحسن، والعتاب الجميل، والمكاشفة الهادفة اللطيفة تزيل الأسباب المؤدية إلى الحقد ، وأفضل المعاتبة هي الإحسان وتقديم الخدمات، أو الهدايا المتواضعة دون تكلف او تملق بل إحسان وإفضال.
وقد قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : (عاتب اخاك بالإحسان إليه وأردد شره بالإنعام عليه)(2)
وقد ذكر مؤلف كتاب الشخصية الناجحة علاجات عملية لها دور جيد في إزالة حالة الحقد من النفس قال :
1- (اجتهد لتتفوق، ولتثبت جدارتك في الحياة ... اعلم ان الحقد لا يصيب المجتهدين المثابرين.
فطالما ان الطريق مفتوح أمامك فإنك سوف تتفاءل وترجو التقدم، انك لا تستشعر الحقد إلا إذا وجدت الطريق مسدوداً أمامك ، بيد ان من المؤكد ان السبيل إلى فتح الطريق أمامك متوفر لك وبين بيدك ... إلى ان قال : فلا تترك الكسل يتسرب إلى حياتك حتى لا تسمح للحقد بالاستيقاظ إذا كان نائماً في اعماقك ، وقد تشكلت نفسيتك على الحقد منذ طفولتك.
2- والعلاج الثاني هو التفتيش عن نقاط التقاء مع الغير، وهذا علاج جيد لا سيما إذا نظر الإنسان إلى الجوانب الإيجابية في الشخص الذي يختلف معه.
3- جدد اهدافك بالاستمرار حتى لا تذبل اهدافك القديمة ، وتصبح مفلساً فيما تصبو إليه من أهداف.
4- تجنب الحاقدين ، لأن الحقد قابل للانتشار كالوباء. فقد لا تكون شخصاً حاقداً، ولكن إذا ما جالست الحاقدين، وعاشرتهم فإن الحقد سرعان ما ينتشر إلى نطاق نفسك. فخليق بك ان تتجنب الحاقدين، وان تجالس وتعاشر المحبين .
5- داوم على الاطلاع ووسع ذهنك بالتفكير والتأمل. فكلما كنت واسع التفكير كنت بالتالي اكثر قدرة على تقدير الآخرين والنظر إلى الامور من زاويتهم الشخصية ...)(3).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) موسوعة كلمات الإمام الحسين (عليه السلام) : 618.
(2) نهج البلاغة قصار الحكم : 158.
(3) الشخصية الناجحة : 97 – 98 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|