المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

البلوغ شرط في وجوب الزكاة‌
15-11-2015
وكالة يونيتد برس انترناشونال الأمريكية UPI
11-7-2019
عمليات الخدمة في مزارع النخيل
15-1-2016
Cube Bouncing off Wall
25-7-2016
عليٌّ ومناوئوه ... حتى استشهاد الإمام
1-12-2016
فعل الغير في عقد المقاولة
28-8-2019


لكي يسر الناس بالمرء  
  
1831   02:26 صباحاً   التاريخ: 12-2-2022
المؤلف : رضا علوي سيد احمد
الكتاب أو المصدر : فن التعامل مع الناس
الجزء والصفحة : ص 178 ـ 181
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-12-2021 1988
التاريخ: 19-12-2016 2313
التاريخ: 31-12-2021 2340
التاريخ: 19-4-2016 4986

قال الإمام علي (عليه السلام): (السرور يبسط النفس، ويثير النشاط) (1).

وقال (عليه السلام) أيضاً: (ما أودع أحد قلباً سروراً، إلا خلق الله من ذلك السرور لطفاً) (2).

لو راقب الواحد منا نفسه حينما يكون مسروراً، فماذا يشعر؟

بلا ترديد إنه يشعر بانبساط في نفسه، وبإنشراح في صدره، وبإنفتاح في آفاقه، ويتحفز في نشاطه، وتنعكس آثار ذلك النشاط على جسمه وعلى أعماله. ويحدث خلاف ذلك فيما إذا لم يكن مسروراً.

وحيث أن الأمر كذلك، فبماذا يكافئ الناس، المرء حينما يعمل على إدخال السرور إلى قلوبهم، وما يستتبع ذلك من بسط أنفسهم وإثارة النشاط فيهم؟ أليسوا يكافئونه بالمودة والمحبة؟

أجل! إن الناس لا يقدمون إلا الحب والود لمن يسرهم، ويبسط نفوسهم، ويثير النشاط فيهم. لأنه ـ والحال هذه ـ يكون كالوردة التي تقدم لمشاهدها جمالها وألوانها وعطرها، وليس للمشاهد إلا أن يقدم لها إنجذابه وحبه ووده. أليس كذلك؟

والآن هل يريد كل واحد منا أن يصبح وردة بين الناس؟

لا شك في تلك الإرادة. ولذا ليس على الواحد منا إلا أن يسر قلوب الناس. لأن إدخال السرور عليهم من المفاتيح السحرية التي تفتح قلوبهم له، وتجعلهم يودونه ويحبونه. وإذا ما أدخل المرء السرور إلى قلوب الناس، فلن ينبثق من هذا السرور إلا اللطف والود والحب من قبلهم.

ومن أهم الأمور التي تجعل الآخرين مسرورين وسعداء، أن يجدوا من يتحدث لهم في الأمور التي يحبونها وتسرهم وتلذ لهم (*).

وهنا سؤال: هل هناك حدود يلتزمها المرء حينما يتحدث للآخرين في الأمور التي تسرهم وتلذ لهم؟ أم أن له أن يتكلم فيما يسرهم ويلذ لهم كيفما كان ذلك الكلام وبصورة مطلقة؟

بديهة أن المطلوب من المرء ـ لكي يسر به الناس ـ أن يتحدث لهم في المشروع مما يسرهم ويلذ لهم، وليس في أي حديث. بعبارة أخرى: ليس المطلوب من المرء لكي يسر الناس ويسرون به، أن يتنازل عن رسالة الحق في حياته، ويدوس على القيم والمبادئ، فيتكلم فيما يطيب لهم ويرضي شهواتهم وغرائزهم حتى او كان ذلك على حساب الالتزام بقيمة الحق، إذ (لا يطاع الله من حيث يعصى).

وفي مجال إحقاق الحق والدعوة إليه يمكن للمرء في البدء أن ينطلق من الطرف الآخر من القضايا التي يحبها ويرغب إليها، بحيث لا يحلل حراماً، ولا يحرم حلالاً، ثم يعرج بأسلوب فني على ما يريد تبيانه من الحق له، ودعوته إليه. لأنه حينما يتكلم فيما يسر الطرف الآخر، يكون قد قطع مرحلة من مراحل دخوله إلى قلبه، وبالتالي كسبه، والتأثير فيه.

يقول الإمام علي (عليه السلام) ؟: (سرور المؤمن بطاعة ربه، وحزنه على ذنبه) (3).

ومع الحديث مع الطرف الآخر بما يسره ويطيب له من أهم الأمور التي تجعله يسر بالمحدث، فإن هناك قسماً من الناس ينتظرون من غيرهم أن يحبونهم، ولكن أفراد ذلك القسم حينما يتحدثون، ينصب حديثهم على أنفسهم وقراباتهم وعلى الأمور التي تسرهم ويحبونها هم ويميلون إليها، دون أن يحدثوا الطرف الآخر بما يحب، وبما يسره ويلد له ويطيب، الأمر الذي يجعله يشعر بالضجر منهم، وضعف الميل إليهم، والبرود في حبه لهم. ومن هنا فالتحدث فيما يسر الشخص الآخر ويلذ له، من الأمور اللطيفة التي تساعد في الدخول الى قلبه.

في مقال له عن (الطبيعة الإنسانية) كتب أحد أساتذة الأدب: (عندما كنت في الثامنة من عمري، اعتدت أن أمضي عطلة نهاية الأسبوع في ضيافة عمتي. وذات مساء حضر لزيارة عمتي رجل في منتصف العمر، لم أكن رأيته من قبل، وكنت في ذلك الحين شغوفاً بالقوارب، فما أن علم الزائر بذلك، حتى صب حديثه معي عن القوارب، وكل ما يتصل بها).

(وقد ترك حديثه في نفسي أحسن الأثر وأبقاه. فلما انصرف، سألت عمتي: من هو؟، وما سبب اهتمامه بالقوارب؟، فأنبأتني عمتي أنه محام، وأنه لم يهو القوارب في يوم من الأيام! فسألتها: لماذا ـ إذن ـ صب حديثه كله عن القوارب؟ فقالت: لأنه رجل لطيف الشمائل، رأى أنك مهتم بالقوارب، فتكلم عن الشيء الذي عرف أنه يهمك أكثر من سواه).

وهكذا فإذا جمع المجلس المرء مع شخص، أو جماعة، وكانوا يتحدثون في موضوع خير يميلون إليه، ويرغبون فيه، فلا يزدر فيهم ذلك الميل والرغبة، بل ليشجعهم على ذلك، وإن استطاع أن يشاركهم فلا بأس بذلك، شريطة أن يكون الحديث في الحدود المشروعة، وسيجد أنهم يسرون به، ويحبونه، وينجذبون إليه كما ينجذب النحل إلى رحيق الأزهار.

وحيث أن إدخال السرور على الناس وسيلة مؤثرة في مجال كسب ودهم وحبهم، فإن من الخليق بالمرء لكي يكون محبوباً، أن يتوسل بكل ما من شأنه إدخال السرور إلى قلوبهم، ومن ذلك: استعمال المداعبة والمفاكهة والمطايبة (**). فبديهة أن الناس تنجذب إلى المرء الدعب الفكه المطايب، وتحبه.

والآن فلكي يسر الناس بالمرء، ويصبح محبوباً بينهم، ليكن حكيماً في أن يدخل السرور إلى قلوبهم، وأن يتحدث فيما يسرهم ويلذ لهم ويطيب وأن يعلل طبعه ومعاملته بشيء من الدعابة والمطايبة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الغرر والدرر.

(2) المصدر السابق.

(*) ومن الأمور الأخرى التي تدخل السرور الى قلوب الآخرين: بث روح الايجاب فيهم، وتشجيعهم فيما يقومون به من أعمال خيرة، وامتداح اجاداتهم، وحسن البشر، وطلاقة الوجه، والابتسام.

(3) المصدر السابق.

(**) ومن الأمور التي تدخل السرور الى قلب الشخص الآخر: طرائف الحكم، والنوادر والفكاهات والطرائف، والمزح المعقول، وعموم المداعبات والمطايبات المعقولة والمشروعة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.