أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-07-2015
1456
التاريخ: 1-07-2015
1970
التاريخ: 1-07-2015
1946
التاريخ: 1-07-2015
1509
|
أقول:
الماهيّة النوعيّة من حيث هي هي لا يمنع نفس
تصوّرها من الشركة ، بل يمكن للعقل فرض اشتراكها بحملها على كثيرين.
وأمّا الشخص فنفس تصوّره مانع من الشركة بلا ريبة ، بمعنى
أنّ مفهوم زيد ليس مفهوم الإنسان وحده ، وإلاّ لصدق على عمرو أنّه زيد ، كما يصدق
عليه أنّه إنسان ، فإذن لا بدّ أن يتحقّق في الشخص أمر زائد على الماهيّة ، ويقال
له : التشخّص ، وهو من ثواني المعقولات ومن الأمور الاعتباريّة لا من العينيّة ،
وإلاّ لكان له تشخّص ، وننقل الكلام إليه ، وحينئذ لزم التسلسل.
ثمّ إذا نظر إليه من حيث هو أمر عقليّ كان مشاركا لغيره من
التشخّصات ، ولا يتسلسل ذلك بل ينقطع بانقطاع الاعتبار.
وهذا كأنّه جواب عن سؤال مقدّر ، وهو أنّ التشخّص من الأمور
العينيّة ولزم التسلسل ؛ لأنّ أفراد التشخّصات قد اشتركت في مطلق التشخّص ، فيحتاج
إلى مخصّص آخر مغاير لما وقع به الاشتراك ، ولا يجوز أن يكون عدميّا ؛ لإفادة
الامتياز ، ولأنّه يلزم أن تكون الماهيّة المتشخّصة عدميّة ؛ لعدم أحد جزأيها.
والجواب : أنّه أمر اعتباريّ عقليّ ينقطع بانقطاع الاعتبار
ومثل ذلك ما يقال من أنّ التشخّص جزء الشخص الموجود في الخارج ، وجزء الموجود في
الخارج موجود فيه بالضرورة ، وأنّ الطبيعة النوعيّة لا تتكثّر بنفسها بل تكثّرها
بالتشخّص ، فلا بدّ من وجوده ونحو ذلك ؛ وذلك لأنّ جزء الموجود في الخارج هو
العوارض المشخّصة الموجبة لحصول التشخّص والتكثّر عند الاعتبار وهي موجودة ،
والتشخّص اعتباريّ كالوحدة ، فلا حاجة إلى أن يقال : إنّ التشخّص بذاته لا بتشخّص
زائد على ذاته حتّى يلزم التسلسل. واشتراكه مع سائر التشخّصات في مفهوم التشخّص
اشتراك في أمر عرضيّ.
قال
: ( وأمّا ما به التشخّص فقد يكون نفس الماهيّة فلا يتكثّر ، وقد يستند إلى
المادّة المتشخّصة بالأعراض الخاصّة الحالّة فيها ).
أقول
: لمّا حقّق أنّ التشخّص من الأمور الاعتباريّة لا
العينيّة ، شرع في البحث عن سبب التشخّص.
واعلم أنّه قد يكون نفس الماهيّة المشخّصة ، وقد يكون
غيرها.
أمّا
الأوّل : فلا يمكن أن يتكثّر نوعه في الخارج فلا يوجد منه
البتّة إلاّ شخص واحد ؛ لأنّ الماهيّة علّة لذلك التشخّص ، فلو وجدت مع غيره لزم
تحصيل الحاصل وانفكّت العلّة عن المعلول ، هذا خلف. وقد مثّل بالواجب تعالى.
وأمّا
الثاني : فلا يجوز أن يكون الغير المشخّص فيه أمرا منفصلا
عن الشخص ؛ لأنّ نسبته إلى كلّ الأفراد والتشخّصات على السواء ، ولا حالاّ فيه ؛
لأنّ الحالّ في الشخص لافتقاره إليه يكون متأخّرا عنه ، فلو كان علّة لتشخّصه
المتقدّم عليه ؛ لكونه مقوّما له وكون نسبته إلى الشخص نسبة الفصل إلى النوع كان
متقدّما عليه ، فيلزم تقدّم الشيء على نفسه وهو محال ، فتعيّن أن يكون محلاّ ، فلا
بدّ له من مادّة قابلة له وللتكثّر ، وتلك المادّة تتشخّص بانضمام أعراض خاصّة
إليها تحلّ فيها مثل الكمّ المعيّن ، والوضع المعيّن وباعتبار تشخّص تلك المادّة
تتشخّص هذه الماهيّة الحالّة فيها.
قال :
( ولا يحصل التشخّص بانضمام كلّيّ عقليّ إلى مثله ).
أقول
: إذا قيّد الكلّي العقليّ بالكلّي العقليّ لا
تحصل الجزئيّة ، فإنّا إذا قلنا لزيد : إنّه إنسان ، ففيه شركة ذهنيّة وخارجيّة
تبعيّة. فإذا قلنا : العالم الزاهد ابن فلان الذي يتكلّم يوم كذا في موضع كذا، لم
يزل احتمال الشركة الذهنيّة ؛ لاحتمال فرض الاشتراك ، فلا يكون جزئيّا.
نعم ، هو كلّيّ ينحصر في شخص خارجي ، فيكون كالخاصّة
المركّبة ، كالماشي على الرّجلين المستقيم القامة ، والطائر الولود.
وإنّما قيّد بالعقلي ، لأنّه ليس في الخارج شركة ولا كلّيّة
، إذ الكلّيّ ما يحصل في العقل والذهن، كما أنّ الجزئي ما يحصل في الحسّ والخارج.
قال
: ( والتميّز يغاير التشخّص ، ويجوز امتياز كلّ من الشيئين بالآخر ).
أقول
: التشخّص للشيء إنّما هو في نفسه ، وامتيازه
إنّما هو بالقياس إلى ما يشاركه في معنى كلّي بحيث لو لم يشاركه غيره ، لما احتاج
إلى مميّز زائد على حقيقته مع أنّه متشخّص ، فالتميّز والتشخّص متغايران.
ويجوز أن يمتاز كلّ واحد من الشيئين بصاحبه لا بامتيازه ،
فلا دور. ولا يجوز أن يتشخّص كلّ من الشيئين بذات الآخر ، وإلاّ لزم إفادة تقييد
الكلّيّ بالكلّي التشخّص ، وقد مرّ فساده.
قال
: ( والتشخّص قد لا يعتبر مشاركته ، والكلّيّ قد يكون إضافيّا فيتميّز ، والمتشخّص
المندرج تحت غيره متميّز ).
أقول
: لمّا ذكر أنّ التشخّص والتميّز متغايران ، بيّن
هنا عدم العموم المطلق بينهما ؛ وذلك لأنّ كلّ واحد منهما يصدق بدون الآخر ،
ويصدقان معا على شيء ثالث ، وكلّ شيئين هذا شأنهما فبينهما عموم من وجه.
أمّا صدق التشخّص بدون التميّز ففي التشخّص الذي لا تعتبر
مشاركته مع غيره في مفهوم من المفهومات ، وإن كان لا بدّ له من المشاركة في نفس
الأمر ولو في الأعراض العامّة.
وأمّا صدق التميّز بدون التشخّص ففي الكلّيّ إذا كان جزئيّا
إضافيّا يندرج تحت كلّيّ آخر ، فإنّه يكون ممتازا عن غيره وليس بمشخّص.
وأمّا صدقهما على واحد ففي التشخّص المندرج تحت غيره إذا
اعتبر اندراجه ، فإنّه متشخّص ومتميّز.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|