أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-08-2015
2238
التاريخ: 23-1-2017
1553
التاريخ: 13-4-2017
1916
التاريخ: 1-07-2015
1652
|
نتناول في(اطلاق اصول ادلة العقائد) البحث حول الميزان واصول الادلة في علم العقائد . ونستعرض فيها العلاقة القائمة بين العلوم وما يرتبط منها في بحث العقائد .
فما هي
اصول العقائد ؟
يطلق الاصل على
معان عدة فقد يطلق ويراد به الاساس للشيء، وتارة يطلق ويراد به ما هو السبب
للمسبب. وفي الاصطلاح عندما يطلق على ما يعتبر اصلا لعلم اخر فانه يقصد به العلم
الذي يتكفل ايضاح منهجية علم آخر وتهيئة قواعد لا تدخل نفسها كمواد في قياس ذلك
العلم. ومن هنا تفترق القواعد الفقهية عن القواعد الاصولية بالنسبة لعلم الفقه فإن
القاعدة الفقهية بنفسها تدخل في استنباط الحكم الشرعي فيستفاد منها في باب
التطبيق، بينما القاعدة الاصولية لا تحضر بنفسها في الفقه بل هي تحدد المنهج الذي
يجب اتباعه في الاستنباط.
وبالنسبة للعقائد
يمكن القول ان القواعد العامة التي تذكر في علم الكلام أو الفلسفة يتم تطبيقها في
الالهيات فتكون من قبيل القواعد الفقهية، ويمكن التعبير عن التطبيق بالقول
"ان المحمول بنفسه يأتي في النتيجة".
وعلى كل ففي اصطلاح
أهل الفن يطلق الاصل ويراد به احد هذين المعنيين.
والغرض هنا هو
البحث حول اطلاق اصول ادلة العقائد هل يراد بالأصل ما يبحث في منهجية الاستدلال ام
يُراد به ما يرادف القواعد الفقهية؟
والجواب عن هذا
التساؤل :
1 ـ إنه اذا اطلق
الاصل هنا واُريد المعنى الأول فالعلم الباحث عن منهجية الاستدلال في العقائد هو
علم اُصول الفقه.
والسر في ذلك ...
ان المقصود بالاحكام الشرعية لا يخص الفرعية (عبادات ومعاملات) بل يعم ويشمل
العقائد اُصولا وتفاصيلا ... وعلم اصول الفقه هو الباحث عن معيار الحجة في استنباط
الاحكام الشرعية وبالتالي يتدخل في العقائد. ويشهد لذلك ان المتكلمين "حتى ان
القيصري في مقدمات شرح الفصوص بحث مفصلاً بالملائمة بين الكتاب والسنة والكشف. وهو
بحث اصولي محض" عندما يتطرقون في بعض مسائلهم إلى كيفية الاحتجاج لحجة معينة
يستعينون بما تم تصويره وتحريره في علم الاصول. بل ان صدر المتألهين مبتكر الحكمة
المتعالية كثيرا ما يتعرض لمنهجة الملائمة بين الوحي والعقل ومتى يقدم كل واحد
منها وما هو مدى كل منها.
أصول الفقه
والمنطق: من الضروري جداً بيان الفارق بين العلمين وأن لا تعارض بينهما، ولا يكون
علم الاصول بديلاً عنه بل يظل علم المنطق هو الباحث عن حجية الادلة العقلية فقط
ويعتبر اصولا للفلسفة ويمكن التمييز بينهما.
ـ ان علم الاصول
يبحث عن منهجة المعارف القلبية.
ـ إن في علم
المنطق لا يبحث عن اساس حجية الدليل العقلي من حيث المواد وإنما يوصلها إلى
البداهة أو اليقين، بينما يبحث عنه في علم الاصول.
ـ في المنطق لا
يبحث إلا عن الدليل العقلي بينما في الاصول يبحث عن الملائمة بين العقل والنقل
والكشف.
والحاصل أن كلا من
العلمين يبحث عن الحجية حتى أن علم المنطق يشتمل على صناعة كل من البرهان والجدل
والثاني فيه حيثية الالزام فيقترب من علم الأصول وإن كانت حيثيته ليست للخصومة،
إلا أن بينهما فوارق، ومن ثم أضحى علم الاصول منطقاً للعلوم الدينية وللمعرفة
الدينية.
فعلم الأصول له
دخالة في كل معرفة دينية وعملية استنباط يسعى اليها الإنسان لاستكشاف المجهول.
ـ ثم اننا عندما
نذكر تقدم علم على آخر لا نلتزم بذلك مطلقا، بل نقول أن من المتسالم عليه هو قاعدة
التعاون بين العلوم فقد يكون علم مقدما على آخر من حيثية، ويكون العلم الثاني
مقدما على الأول من حيثية اُخرى.
2 ـ وان اريد
بالأصول القواعد الفقهية وهو المعنى الثاني فيعتبر علم الفلسفة هو اصول العقائد -
هكذا قيل - لكن الصحيح ان جميع القواعد العامة التي حررت في علم الكلام، وفي
مقدمات التفسير، وروايات المعارف والبحث فيه كلها تكون اصلا لعلم العقائد.
ومن هنا
نشأت مدارس مختلفة في ارساء وتحرير القواعد العامة التي يحتاج اليها الباحث في علم
العقائد.
وهي
عديدة : -
منها مدرسة
المشائين: والتي اعتمدت العقل كأساس لتفسير العقائد والايمان بها ولا يوجد منبعا
آخر لا نقلا ولا كشفا، واساس هذه المدرسة الفلسفة اليونانية وتبناها منهم ارسطو.
ومنها مدرسة
الاشراقيين: وهي أيضا متأثرة بالفلسفة اليونانية والتي ترى ان نيل المعارف
الربوبية يكون عن طريق الاشراق والكشف الذي يتنزل إلى العقل. وبهذا تتميز هذه
المدرسة عن المدرسة العرفانية اذ لاتشترط ان تتنزل المعارف القلبية على العقل،
بينما تشترطه الأولى واشتهر قول شيخ الاشراق لولا العقل والقلب لما أمكن الوصول
إلى هذه المعارف.
ومنها المدرسة
العرفانية: والتي ترى عجز العقل عن الوصول إلى المعارف العالية تماماً بل يصل
الإنسان إلى المعارف عن طريق المجاهدات وتصفية القلب، فينجلي امامه المجهول وتنكشف
امامه الحقائق.
ومنها مدرسة
المتكلمين: الذين حاولوا الربط بين العقل والنقل، لكنه يركز فيه على ما ورد في
الشريعة ويحاول بعدئذ اقامة الدليل العقلي عليه، ويحرص على موافقة الحكم المستنتج
من العقل لما عليه الشرع.
ومنها مدرسة
الحكمة المتعالية: وهي قمة ما وصل اليه متأخرو الفلاسفة وقد ظهرت من تحقيقات صدر
المتألهين الذي حاول الجمع بين المدارس المختلفة لتظهر خلاصة تحقيقات المتقدمين،
فوافق بين العقل والعرفان وجعل محورهما هو الوحي وحاول الملائمة بينها.
ومنها مدرسة
المفسرين: حيث انها ترجع إلى ظواهر القرآن لاستلهام مجموعة من القواعد في المعارف
الالهية.
ومنها مدرسة
التفكيك: والتي ظهرت على يد الميرزا مهدي الأصفهاني حيث قامت بالتفكيك بين العقل
المحدود والعقل اللامحدود وهو الوحي والاعتماد اساساً على القرآن.
ومنها مدرسة
المحدثين: وهذه استقت معارفها الالهية من الاحاديث والروايات فحرروا مسائل كثيرة
لم تذكرها المدارس السابقة وقد برز منها المجلسيان وصاحب الوسائل (قدس سرهما)
وصاحب تفسير البرهان...
فهذه المدارس كلها
وغيرها مما ظهر وانتشر كان هدفها ابتكار ارفع الأساليب وأسلم المناهج للوصول إلى
المعارف الإلهية.
ولا يمكن القول
بالاقتصار على لغة مدرسة منها والاكتفاء بها بل كل مدرسة امتازت بقواعد حررتها لم
تهتد اليها المدرسة الاخرى، فاذا كان المراد من الاصل هو المعنى الثاني فيجب ان
تشمل الدراسة كل القواعد التي دونت دون الاقتصار على بعض منها في سبيل الوصول إلى
معارف الوحي.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|