السيناريوهات المستقبلية للنظام العالمي - دخول النظام العالمي مرحلة اللاقطبية |
1776
05:13 مساءً
التاريخ: 1-2-2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-1-2021
1498
التاريخ: 8-10-2020
1753
التاريخ: 9-5-2022
1240
التاريخ: 22-7-2019
1951
|
السيناريوهات المستقبلية للنظام العالمي :
يمكن حصر السيناريوهات المستقبلية للنظام العالمي انطلاقا من فهم التحولات الراهنة فيه، والمتغيرات المؤثرة في مستقبله، وكذلك انطلاقا من تحليل وضع الصين كقوى صاعدة في النظام العالمي, في ثلاثة سيناريوهات، هي :
السيناريو الثالث : دخول النظام العالمي مرحلة اللاقطبية:
يرجح هذا السيناريو دخول العالم مرحلة " اللاقطبية"، أي عدم وجود طبقة عليا من الدول يمكن النظر إليها باعتبارها أقطاب عالمية، وذلك نتيجة توسع ادوار الدول الإقليمية، وبروز الفاعلين العالميين من غير الدول. فرغم أن كثير من المحللين يتوقعون تحول النظام العالمي إلى التعددية القطبية، يتبنى البعض الآخر سيناريو اللاقطبية، فالعالم طبقا لريتشارد هاس مثلا لم يعد محكوما بواسطة دولة أو أخرى ولكن بواسطة مجموعة من الفاعلين الذين يمتلكون ويمارسون أنواعا مختلقة من القوة لا تؤشر على ظهور أقطاب حقيقيين بل على غياب الأقطاب.
وفي هذا السياق يدرى ريتشارد هاس أن العالم يدخل إلى عصر (خال من الأقطاب)، وذلك وفقا للمحددات التالية:
١- رغم أن القوى الكبرى - الاتحاد الأوروبي، الصين، الهند، اليابان، روسيا، والولايات المتحدة تحتوي بمفردها على نصف عدد السكان العالم، وحوالي 75%من الناتج القومي الإجمالي العالمي و 80% من معدل النفقات العالمية على الدفاع، ولكن المظاهر قد تبدو أحيانا خادعة، فهناك العديد من مراكز القوى، والقليل من هذه الأقطاب دول قومية. فأحد سمات النظام الدولي الحالي هو أن الدول القومية قد فقدت محوريتها واحتكارها للقوة، فالدولة تواجه تحديات من جميع الاتجاهات، سواء بواسطة المنظمات الإقليمية والدولية من أعلى، أو التنظيمات المسلحة من داخل الدولة أو منظمات المجتمع المدني المتنوعة والمؤسسات، وحسب "هاس" فإن القوة توجد الآن بحوزة العديد من الأيادي وفي العديد من الأماكن. وبالإضافة إلى القوى الرئيسة الستة في النظام
الدولي، فهناك العديد من القوى الإقليمية والمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، و البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والشركات متعددة الجنسية الغني تلعب أدوارا مؤثرة على مستوى العالم.
٢- رغم أن الصين قد تصل في المستقبل إلى ناتج قومي إجمالي مماثل لنظيره الأمريكي، إلا أن هذه الزيادة ستذهب حتما إلى العدد الهائل من السكان الذين يمثل الفقراء نسبة كبيرة منهم، وتشهد الهند تحديات ديمغرافية وتعاني من تضخم البيروقراطية ونقص البنية التحتية. وبرغم أن الناتج القومي الإجمالي للاتحاد الأوربي اكبر من نظيره الأمريكي فان الاتحاد الأوربي مازال يواجه تحديات الاندماج، واليابان تعاني من انكماش عدد السكان وغياب الثقافة الغني تؤهلها للعب دور قوى عظمى، كما تواجه روسيا صعوبات اقتصادية وتناقص في عدد السكان ومشكلات تتعلق بالتماسك الاجتماعي.
٣- أصبح واضحا في ظل انحسار الهيمنة الأمريكية عالميا وتراجع قوتها الاقتصادية أن الإدارة الأمريكية لا يمكن أن تتحرك في كثير أن لم يكن في غالبية الملفات في العالم دون دعم قوى أخرى وموافقتها. فلا يمكن مثلا التحرك بشان إيران أو سوريا أو كوريا الشمالية أو السودان، دون تجاوب دول أخرى مثل الصين و روسيا و دول الاتحاد الأوربي، فمن دون موافقة هذه الدول على العقوبات الاقتصادية والسياسية لا توجد فعالية لاتخاذ هذه الإجراءات من قبل الولايات المتحدة وحدها.
وبرغم انه من المتوقع أن تبقى الولايات المتحدة اللاعب الرئيسي الخارجي في كثير من مناطق العالم وقضاياه، فانه يتوقع أن دولا مثل روسيا والصين والهند ستقوم بدور اكبر مما هو عليه الأمر اليوم، لكن من دون أن صبح منافسا أو ندا حقيقيا للولايات المتحدة. هذا الوضع سيضعنا أمام نظام اقرب إلى أن يكون عالما بلا أقطاب تحتل فيه الولايات المتحدة المركز الأول مع وجود فارق كبير في عناصر القوة بينها وبين من يليها من أقطاب.
ويؤدي غياب القطبية إلى تعقيدات دبلوماسية لان اللاقطبية لا تؤدي فقط إلى تعدد الفاعلين الدوليين بشكل غير منظم ولكن تؤدي أيضا إلى غياب الهياكل المألوفة للتفاعلات الدولية في ظل النظم العالمية التي تتسم بالأحادية والتعددية والثنائية القطبية. بالإضافة إلى أن التحالفات في ظل غياب القطبية ستكون أكثر صعوبة، وستكون العلاقات أكثر انتقائية وموقفية، ومن ثم تكون هناك صعوبة في ضبط الأنماط المختلفة من التفاعلات الدولية بسبب تنوع مصادرها والأطراف المشاركة فيها، بما قد يؤدي إلى تناقض في الهدف أو تعارض في الاتجاه، ويمكن أن تؤدي تعددية الفاعلين إلى تشتت القوة والسلطة والى عجز عالمي في مجال الحكم الرشيد. ومن الممكن أن تؤدي أيضا إلى اضعاف التعاون الدولي.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|