المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01
المختلعة كيف يكون خلعها ؟
2024-11-01
المحكم والمتشابه
2024-11-01

عناصر تقييم كفاءة نظام النقل الحضري في برنامج وني وهاتري - نوعية سطح الطريق
24-7-2019
مِصْباح فينسن Finsen lamp
2-5-2019
MRB Constant
4-3-2020
economy (n.)
2023-08-19
نظم المعلومات الجغرافية Geographic Information Systems
2023-06-05
Binding Energy
26-3-2017


اجتناب قذف واتهام الناس  
  
2425   10:43 صباحاً   التاريخ: 8-1-2022
المؤلف : رضا علوي سيد احمد
الكتاب أو المصدر : فن التعامل مع الناس
الجزء والصفحة : ص 234 ـ 238
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-11-2019 3661
التاريخ: 28-6-2020 4337
التاريخ: 2023-09-02 1161
التاريخ: 23-12-2017 22955

قال الامام الرضا (عليه السلام): (حرم الله قذف المحصنات (*) لما فيه من إفساد الأنساب، ونفي الولد، وإبطال المواريث، وترك التربية، وذهاب المعارف، وما فيه من المساوي والعلل التي تؤدي الى فساد الخلق) (1).

وعن الصادق (عليه السلام) أنه قال لبعض اصحابه: (ما فعل غريمك؟ قال: ذاك ابن الفاعلة، فنظر اليه أبو عبد الله (عليه السلام) نظراً شديداً، فقال: جعلت فداك، إنه مجوسي نكح أخته. قال: أوليس ذلك من دينهم نكاح) (2).

وقال (عليه السلام) أيضاً: (إذا اتهم المؤمن أخاه، انماث الايمان من قلبه، كما ينماث الملح في الماء).

روي عن الامام الصادق (عليه السلام) أنه قال: أتي عمر بن الخطاب بجارية قد شهدوا عليها أنها بغت. وكان من قصتها أنها كانت يتيمة عند رجل، وكان للرجل امرأة، وكان الرجل كثيراً ما يغيب عن اهله. فشبت اليتيمة، وكانت جميلة، فتخوفت المرأة أن يتزوجها زوجها إذا رجع الى منزله، فدعت بنسوة من جيرانها، فأمسكنها، فأخذت عذرتها بأصبعها.

فلما قدم زوجها من غيبته، رمت المرأة اليتيمة بالفاحشة، وأقامت البينة من جاراتها اللاتي ساعدنها على ذلك، فرفع ذلك الى عمر، فلم يدر كيف يقضي فيها، ثم قال للرجل: إئت علي بن ابي طالب، وأذهب بنا اليه.

فأتوا علياً ـ عليه السلام ـ فقصوا عليه القصة، فقال لامرأة الرجل: ألك بينة أو برهان؟ فقالت: لي شهود، هؤلاء جاراتي يشهدن عليها بما أقول. فأحضرتهن.

فأخرج علي ـ عليه السلام ـ السيف من غمده وطرحه بين يديه، وأمر بكل واحدة منهن، فأدخلت بيتاً، ثم دعا أمرأة الرجل فأدانها بكل وجه، فأبت أن تزول عن قولها، فردها الى البيت الذي كانت فيه، ودعا احدى الشهود، وجثى على ركبتيه، ثم قال: تعرفيني، أنا علي بن ابي طالب، وهذا سيفي، وقد قالت امرأة الرجل ما قالت، ورجعت الى الحق، وأعطيتها الأمان، فإن لم تصدقيني لأملأن السيف منك. فالتفتت الى علي ـ عليه السلام ـ فقالت: يا أمير المؤمنين، الأمان على الصدق؟ فقال لها علي ـ عليه السلام ـ: فاصدقي. فقالت: لا والله ما زنت اليتيمة، إنها (أي امرأة الرجل) رأت جمالاً وهيئة، فخافت فساد زوجها، فسقتها المسكر، ودعتنا فأمسكناها، فأفتضتها بإصبعها.

فقـال عـلـي ـ عليه السلام ـ الله أكبر، أنا أول من فرق بين الشهود الا دانيال النبي (عليه لسلام). وألزم علي ـ عليه السلام ـ المرأة حد القاذف، وأمر المرأة ان تنفى من الرجل ويطلقها زوجها، وزوجه الجارية) (3).

القذف لغة: الرمي. وفي الاصطلاح الشرعي الرمي والاتهام بريبة. ومثاله: كما مر في القصة المتقدمة، ومثاله أيضاً: أن يقول شخص لآخر: يا ابن الفاعلة (يقصد الزنا). أو يقول: يا مخنث (**). أو يقول: يا يهودي (***). والقذف من الكبائر (أي من الذنوب الكبيرة)، وهو محرم في الاسلام لما له من آثار سيئة كثيرة، ويستحق قائله التعزير في حكم الاسلام، لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً} [النور: 4]، {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} [النور: 6].

تقتضي معاملة الاخوان والناس بصورة حسن، تجنب قذفهم ورميهم. وما يندى له الجبين، أن في كثير من المجتمعات أصبح القذف والرمي يقال دون تورع وكأنه كلمات عادية، فهناك من الناس من لا يرى أنه فعل شيئاً خلاف الشرع والاخلاق والذوق المؤدب، حينما يقذف آخر بقوله له: يا ابن الفاعلة (الزانية) او ما شابه ذلك، ولعمري قد يقال ذلك على سبيل المزاح!. ولا أقبح من أن يتعامل المرء مع الناس بمثل هذه الكلمات ويواجههم بها!. بل ان من الناس من إذا سمع مثل تلك الكلمات بحقه أو بحق غيره، لا يقوم بدوره بنهي الطرف القائل عن المنكر الذي فعله، وهذا خطأ فادح لأن فيه رضى عن المنكر، وتشجيعاً للقاذف بالتمادي في القذف، أراد المقذوف ذلك أم لم يرد.

وهذه الالفاظ البذيئة تتواجد في صفوف الجهلاء، والحمقى، لغياب المعرفة والثقافة، وفي صفوف الفاسقين والفجار لغياب الالتزام الديني. ويعتبر فقدان التحكم في اللسان، وإطلاق الحرية له بقول ما يشاء صاحبه، هو من الأسباب وراء الوقوع في قذف الناس ورميهم.

وعن اتخاذ الموقف من القاذف وزجره:

روى عمر بن النعمان الجعفي قائلا: كان لأبي عبد الله (الامام الصادق) (عليه السلام) صديق لا يكاد يفارقه إذا ذهب مكاناً. فبينما هو يمشي معه في الحذّائين ومعه غلام له سِندّي يمشي خلفه، إذ التفت الرجل يريد غلامه، ثلاث مرات، فلم يره، فلما نظر في الرابعة.

قال: يا ابن الفاعلة، أين كنت؟ قال: فرفع أبو عبد الله (عليه السلام) يده، فصك جبهة نفسه، ثم قال: سبحان الله! تقذف أمه؟! قد كنت أرى أن لك ورعاً، فإذا ليس لك ورع! فقال: جعلت فداك، إن أمه سندية مشركة. فقال: أما علمت أن لكل أمة نكاحاً ؟! تنحى عني. قال: (فما رأيته يمشي معه حتى فرق الموت بينهما) (4).

إن الناس محترمون لا يجوز قذفهم، مؤمنين كانوا أو غير مؤمنين، مسلمين كانوا أو غير مسلمين. وبناء عليه فإن على المرء ـ في معاملة الناس ـ أن يصون لسانه، وأن يجنبه قذفهم ورميهم وهجاءهم(****)، لأن ذلك خلاف للشرع والعقل المؤدب والأخلاق الحسنة.

وكما لا يجوز للمرء أن يقذف الناس ويرميهم، لا يجوز له كذلك أن يتهمهم.

والتهمة: قول المرء افتراء أو اعتماداً على ظنه بأن الشخص الآخر قال كذا (*****)، وتتفاقم خطورة التهمة حينما ترتبط بأفعال خطيرة وغير عادية!

إن وقوع التهمة على البريء كوقوع الجبل عليه. بل ان التهمة تؤدي إلى انحلال أو تحلل الإيمان في قلب المؤمن حينما يتهم أخاه، کما تنحل المواد القابلة للذوبان، في الماء. ومن هنا لا يجوز اتهام الاخوان والناس، لأن في اتهامهم مخالفة للشرع والعقل المؤدب والأخلاق الحسنة، والذوق الجميل.

والاتهام مساءة لاستعمال العقل واللسان، وقد تكون نتيجة العجلة في اتخاذ المواقف والأحكام بحق الغير، أو لوجود عداوة أو حقد أو كراهية، أو حسد أو تنافس غير شريف، أو غير ذلك. وعليه فعلى المرء أن يحسن أستعمال عقله، ويتحكم في لسانه، وأن يتأنى في إتخاذ المواقف والأحكام، وأن يجنب نفسه العداء والحقد والكراهية والحسد ونحو ذلك، لكي لا يقع في مزلق اتهام الناس.

وهكذا فلكي يحسن المرء معاملة إخوانه والناس، عليه أن يتجنب قذفهم واتهامهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) المحصنات: المتزوجات، لأن زواجهن قد أحصنهن، والعفيفات. أحصن الرجل: تزوج، فهو محصن.

(1) بحار الانوار، ج79، ص111.

(2) مستدرك وسائل الشيعة، ج3، ص230.

(3) الفروع من الكافي.

(**) المخنث: المسترخي المتثني، أي الذي يكون فيه لين وتكسر وتثن، فيكون على صورة الرجال وأحوال النساء.

(***) في هذه الحالة يضرب عشرين. للاطلاع على تفاصيل القذف وحكمه وحالاته تراجع كتب

الحديث الشريف، والرسائل العملية للفقهاء.

(4) الأصول من الكافي.

(****) الهجاء: تعديد معايب الطرف الآخر والوقوع فيه وشتمه.

(*****) كما لا يجوز للمرء أن يتهم الناس، فان عليه أن يحذر مواطن التهمة، والمجالس المظنون بها السوء، وأن يجتنب قرناء السوء، وأهل التهمة، لكي لا يتهم، ولكي لا يساء به الظن. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.