أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-6-2016
8745
التاريخ: 2023-09-27
1121
التاريخ: 2023-11-08
1038
التاريخ: 27-6-2016
4415
|
قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء: 58].
وقال سبحانه: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} [المؤمنون: 8].
وقال الإمام علي (عليه السلام): (أفضل الإيمان الأمانة، أقبح الخُلُق الخيانة) (1).
وقال (عليه السلام) أيضاً: (أدوا الأمانة ولو إلى قتلة أولاد الأنبياء) (2).
وقال (عليه السلام): (أقسم لـقد سمعتُ رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لي قبل وفاته بساعة مرارا ثلاثا: يا ابا الحسن، أد الأمانة إلى البرّ والفاجر فيما قل وجل حتى في الخيط والمخيط) (3).
قيل كان صديقان حميمان بلغا من الثقة المتبادلة مستوى لدرجة أن أحدهما أعطى الآخر مفتاح بيته. وفي ذات يوم حيث أزمعا على الخروج في رحلة، مرض الصديق الذي بيده المفتاح، وأعلم صديقه بالذهاب عنه، فما كان من الأخير إلا أن جاء إلى منزل صديقه، وفتح الباب، وما أن رأى جمال زوجة صديقه، حتى خان، وحاول إرغامها على الحرام. وكان هناك كلب رأى إن هذا الشخص ليس زوجاً لصاحبة المنزل، فهاجمه وقتله. وحينما رجع زوجها وعرف القصة، أنشد مادحاً الكلب:
ما زال يرعى ذمتي ويحوطني ويحفظ عرسي (*) والخليل يخونُ
فيا عجباً للخل يهتك حرمتي! ويا عجباً للكلب كيف يصون؟!
كيف تصبح أجواء التعامل فيما بين الناس في ظل توفر الأمانة ورعايتها؟ وكيف تمسي مع غياب ذلك؟
بديهة، مع وجود الأمانة ورعايتها وأدائها إلى أهلها، تصفو أجواء التعامل فيما بين الناس، ويشيع الصدق والثقة والاعتماد فيما بينهم، ويصبح الأفراد كحبيبات الرمل المنسجمة مع بعضها البعض. وخلاف هذا يحدث مع غياب الأمانة، ويبيت الوضع أشبه بمجتمع الغاب، حيث اللاثقة واللاإطمئنان، وحيث البقاء للأقوى.
بل ان من الحيوانات من ترعى الأمانة بالقدر المتأتى لها. ألا يرى أحدنا ان الكلب إذا قُلد حراسة موقع من المواقع، يكون راعياً لهذه الأمانة التي قلدها، ووفيا في ذلك؟
وإذا كان هذا شأن الكلاب، أفليس بنو البشر ـ وهم أصحاب العقول والمكرمون على كل الخلق ـ أولى بالأمانة ورعايتها؟
لا شك في ذلك أبداً، فالبشر المسؤولون عن تصرفاتهم، بخلاف البهائم. ومن هنا فهم مطالبون بأن يجعلوا من أنفسهم أمناء غير خائنين، ومواقع ثقة واعتماد.
إن الأمانة ورعايتها وأداءها، هي جزء من جوهر الإيمان، وهي (أفضل الإيمان)، ولا إيمان من دون أمانة. كما أن الخيانة هي أقبح خلق يعيش به المرء في الناس. وهل أقبح من أن يؤتمن المرء على أمر ويخون ؟!
يقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): (لا إيمان لمن لا أمانة له) (4).
ولكي يكون المرء أميناً في معاملة الناس، لا بد أن يكون صادقاً معهم، ومحل ثقة وإطمئنان وإعتماد من قبلهم، ولا بد أن يؤدي ما يؤتمن عليه من جانبهم. فالقاعدة العقلائيـة تقول: (على اليـد ما أخـذت حتى تؤدي). أي ان كل شخص أو جهة تأخذ شيئاً من شخص أو جهة أخرى، هي مسؤولة عن إرجاع ذلك الشيء إلى صاحبه، وبإرجاعه ترتفع مسؤولية المؤتمن. بل إن الأمانة لا تنحصر في الماديات، ففي المعنويات واجب المرء أن يلتزم الأمانة فيها، ومثال المعنويات: أن يؤتمن على سر، فواجبه أن يحفظه، ولا يخون صاحبه بإفشائه.
يقول الإمام علي (عليه السلام) في الشعر المنسوب إليه:
أد الأمانة، والخيانة فاجتنب واعدل ولا تظلم، يطيب المكسب (5).
إن الأمانة تقوم على العدالة، وحيث أن العدالة هي من أهم الأسس في معاملة الناس، وأنها إعطاء كل ذي حق حقه، فإن من مصاديق العدالة رعـاية الأمانة وأداءها، لأنها حق للغير يجب أن يحفظ، أو أن يرجع إليه متى أراده. ولا فرق في اداء الأمانة بين أن يكون الشخص المؤتمن برأ أو فاجراً، فأداؤها واجب، إلى البر والفاجر والأبيض والأسود على حد سواء.
يقول الإمام الصادق (عليه السلام): (إن ضارب عليّ بالسيف وقاتله لو ائتمنني، واستنصحني، واستشارني، ثم قبلت ذلك منه لأديت إليه الأمانة) (6).
ومن خلاف الأخلاق الحسنة في معاملة الناس تحقير الأمانة واعتبارها شيئاً صغيراً، سواء كانت غالية الثمن أو زهيدته. وهناك من الناس من إذا ائتمن على شيء رخيص، حقره وأبقاه عنده، أو استهلكه دون إرجاعه إلى صاحبه، والأقبح من ذلك أن منهم من إذا ائتمن على شيء قيم، حقره ايضاً، وأبقاه عنده، واستهلكه.
يقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): (ليس منا من يحقر الأمانة حتى يستهلكها) (7).
وكما واجب المرء أن يؤدي الأمانة إلى أهلها، برا كان أو فاجراً، عليه أن لا يأمن ولا يأتمن غير الأمناء، والخائنين، لأن في إئتمانهم وضعاً للشيء في غير موضعه، وتضييعاً للأمانات. ومن المنهي عن إئتمانهم:
ـ غير الأمناء.
ـ الخائنون.
ـ الكذابون.
ـ الملولون.
ـ المضيعون.
ـ شاربوا الخمر.
ـ الفجار.
وحيث ان من الأخلاق الحسنة في معاملة الناس أداء الأمانة إلى أصحابها. فإن من خلاف الأخلاق مقابلة الخيانة بالخيانة.
يقول الإمام علي (عليه السلام): (لا تخن من إئتمنك وإن خانك، ولا تُذِع سره وإن ذاع سرك) (8).
ولإلتزام الأمانة في معاملة الناس آثار كثيرة تتجلى في المرء الأمين، منها:
ـ الصدق، سواء في الأقوال أو الأفعال.
ـ الوفاء.
ـ السلامة في الدنيا والآخرة.
ـ جر الرزق.
ـ الغنى.
وهكذا فلكي يحسن المرء معاملة الناس، ويكسب محبتهم، واجبه أن يتخلق بالأمانة، وأن يرعاها، ويؤديها إلى أهلها ومستحقها برأ كان أو فاجراً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الغرر والدرر.
(2) بحار الأنوار، ج 75، ص115.
(3) مستدرك وسائل الشيعة، ج2، ص 505.
(*) عرسي: زوجتي.
(4) بحار الأنوار، ج72، ص198.
(5) ديوان الامام علي.
(6) تنبيه الخواطر، ص10.
(7) بحار الأنوار، ج75، ص172.
(8) نهج البلاغة.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|