أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-11-2020
2872
التاريخ: 12-1-2022
2621
التاريخ: 13-6-2017
2232
التاريخ: 27-6-2016
3097
|
لا يضيق صدرك بما تعلم، ولا تبادرن إلى قول ما لم يطلب منك قوله، فليس كل ما يعرف يقال، وليس كل ما يقال ينفع.
فلا تحاول أن تبدو كأنك الأعلم بين الحاضرين، بل ضع علمك في موضع ساعة اليد التي تخفيها عادة إلى حين تسأل عن الوقت، أما لو أظهرت علمك في غير موضعه فإن ذلك يعد من العبث، تماماً كما يعتبر من العبث لو امتنعت عن إظهاره في وقته، فالعلم كالنصيحة ينبغي إسداؤها لمن يستحقها، أما لو أسديتها لغير مستحقها فهو إهدار لها، وقد قال الإمام علي (عليه السلام) في ذلك: (لا خير في الصمت عن الحكمة، كما أنه لا خير في القول بالباطل) (1).
ينبغي أن نبذل العلم مشفوعاً بالحكمة، وأن نبذله بمقدار ما يستوعبه المستمعون، ولو إننا استنزفنا العلم بأكثر مما يستوعبه الآخرون نكون قد ضيعنا العلم وأهدرنا طاقتنا في أمر لا طائل منه، علاوة على أن ذلك سيصيب أولئك الأشخاص باليأس وخيبة الأمل.
فإذ استفسر منك طفل عن امر ما، فلابد ان تجيبه بمقدار فهمه واستيعابه، ولو أجبته بما يتناسب مع استاذ جامعي تكون قد أضعت العلم والمتعلم معاً، فالعلم يضيع كما يضيع الطفل.
ترى، لو أن المعارف التي تدرس في الجامعة نقلناها إلى المدارس الإبتدائية، أليس نكون بفعلنا هذا قد مزقنا وعاء العلم في أنفس الأطفال، وضيعنا العلم أيضاً!؟
وفي أحيان كثيرة يقع المرء في مصيدة الجدل، ولا يعرف كيف يتخلص من النقاش الذي لا ثمرة فيه، وعندما يصل النقاش إلى هذا المستوى ينبغي على المرء أن يقطع الحديث لكي لا يستنزف جهده وعقله في غير محلهما، فهناك من يستمر في الجدل لكي يثبت للآخرين خطأ أفكارهم فيأتي بالدلائل العلمية والقاطعة، إلا أن الطرف المقابل لا يريد أن يتقبل الحقيقة كما هي، ولا يريد الاعتراف بالفشل وتأخذه العزة بالإثم فيحاول أن يشكك بصحة الحقائق بأي شكل من الأشكال، فالنقاش هنا سيتحول إلى جدل غير نافع، ومن العبث أن يبذل المرء جهداً عقلياً على مثل هذا الجدل.
وهكذا نجد أنه كما يوجد هناك نقاش علمي نافع، فهناك أيضاً نقاش جدلي فارغ ليس من ورائه جدوى.
فالمعرفة نوعان: نظري وعملي، والنظري هو الذي يتبحر فيه بعض طلبة العلوم، بينما العملي هو ما يحتاج إليه عامة الناس لأنه يرتبط بحياتهم اليومية، ومعائشهم، وتدبير أمورهم العامة.
فالمعرفة المجردة غير مجدية إذا لم تكن ذات صلة بمصالح الناس ولم يكن هدفها تطوير الحياة الإنسانية، فمثل هذه المعارف ستكون كالعنبر الذي تخزن فيه السلع التالفة التي لا يمكن الاستفادة منها، بينما معرفة ما يرتبط بحياتنا اليومية سيفتح لنا طرق الحياة وأبوابها الموصدة.
وإذا كان البعض يهتم فقط بالمعرفة النظرية، فإنه غالباً ما يفشل في حياته العملية، لأنه يشبه ذلك الذي ألف كتاباً بعنوان (كيف تصبح مليونيراً) ولكنه مات من الفقر والعوز، أو ذلك الذي ألف كتاباً بعنوان (كيف تعيش بصحة جيدة مائة عام) وقد ظهر فيما بعد إنه مات بسبب مرض عضال وهو في ريعان الشباب.
من هنا فإن حاجتنا إلى الأفكار الحياتية وما يرتبط بأمورنا اليومية أكثر من حاجتنا إلى الأفكار المجردة والنظريات العامة.
يقول أحد الكتاب: هنالك ثلاثة أنواع من المعرفة: المعرفة بالمعنى النظري، ومعرفة ماذا تفعل، ومعرفة كيف تعيش، ولكني لاحظت أن من يعرف ماذا يفعل، وكيف يعيش، لا يحتاج كثيراً إلى النوع الأول من المعرفة.
فمن أجل أن تسعد في الحياة، إبدأ من معرفة ما تفعله كل يوم، واحص كل لحظة تقضيها في يومك وسجلها في دفتر خاص، وادرس بدقة كل الأعمال التي قمت بها في يومك، إنك تنام كل يوم، وتستيقظ كل يوم، وتأكل كل يوم، وتمشي كل يوم، وتتعلم، وتعمل كل يوم، هذه أمور تمارسها كل يوم وتحتاج إليها، فلابد أن تعرف كيف تنام؟ وكيف تستيقظ؟ وكيف تتعلم؟ وكيف تعمل؟، وهكذا فيما يرتبط ببقية أمورك، فإذا تعلمت ذلك فإنك تعيش حياة هنيئة سائغة.
أما إذا لم تعرف كيف تنام؟ وكيف تستيقظ؟ وكيف تأكل؟، لكنك ملأت دماغك بنظريات لا طائل لها، ولا تنفعك في حياتك اليومية، فإنك تكون ممن ضيعت على نفسك الحياة كلها، ويكون أمرك مثل ما قيل عن شخص إنه حفظ القرآن، فقال عنه أحد العلماء: زادت نسخة في البلد، لأنه حفظ الكتاب في دماغه، لكنه لم يحوله إلى منهج عمل يومي لنفسه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|