المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02

dummy (adj./n.)
2023-08-17
آداب اللباس
2023-11-24
Place Preposition
30-5-2021
العوامل المؤثرة في النقل البري- العوامل الطبيعية - مظاهر السطح
5-8-2022
مذبذب صادّ blocking oscillator
29-1-2018
Maxwell Herman Alexander Newman
23-8-2017


أمية بن عبد العزيز بن أبي الصلت  
  
2824   04:37 مساءاً   التاريخ: 22-06-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج2، ص317-326
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-06-2015 2960
التاريخ: 26-12-2015 11182
التاريخ: 7-2-2018 3972
التاريخ: 29-12-2015 3190

من أهل الأندلس. كان أديبا فاضلا، حكيما منجما، مات في سنة تسع وعشرين وخمسمائة في المحرم بالمهدية من بلاد القيروان، وهو صاحب فصاحة بارعة وعلم بالنحو والطب. وكان قد ورد إلى مصر في أيام المسمى بالآمر من ملوك مصر واتصل بوزيره ومدير دولته الأفضل شاهنشاه ابن أمير الجيوش بدر واشتمل عليه رجل من خواص الأفضل يعرف بمختار ويلقب بتاج المعالي وكانت منزلته عند الأفضل عالية ومكانته بالسعد حالية فتحسنت حال أمية عنده وقرب من قلبه وخدمه بصناعتي الطب والنجوم وأنس تاج المعالي منه بالفضل الذي لا يشاركه فيه أحد من أهل عصره فوصفه بحضرة الأفضل وأثنى عليه وذكر ما سمعه من أعيان أهل العلم وإجماعهم على تقدمه في الفضل وتميزه عن كتاب وقته. وكان كاتب حضرة الأفضل يومئذ رجل قد حمى هذا الباب ومنع من أن يمر بمجلسه ذكر أحد من أهل العلم بالأدب إلا أنه لم يتمكن من معارضة قول تاج المعالي فأغضى على قذى وأضمر لأبي الصلت المكروه وتتابعت من تاج المعالي السقطات وأفضت إلى تغير الأفضل والقبض عليه والاعتقال فوجد حينئذ السبيل إلى أبي الصلت بما اختلق له من المحال فحسبه الأفضل في سجن المعونة بمصر مدة ثلاث سنين وشهر واحد على ما أخبرني به الثقة عنه ثم أطلق فقصد المرتضى أبا طاهر يحيى بن تميم بن المعز بن باديس صاحب القيروان فحظي عنده وحسن حاله معه. وقد ذكر ذلك في رسالة له يذم فيها مصر ويصف حاله ويثني على ابن باديس واستشهد فيها بهذه الأبيات في وصف ابن باديس: [الطويل]

 (فلم أستسغ إلا نداه ولم يكن ... ليعدل عندي ذا الجناب جناب)

 (فما كل إنعام يخف احتماله ... وإن هطلت منه علي سحاب)

 (ولكن أجل الصنع ما جل ربه ... ولم يأت باب دونه وحجاب)

 (وما شئت إلا أن أدل عواذلي ... على أن رأيي في هواك صواب)

 (وأعلم قوما خالفوني وشرقوا ... وغربت أني قد ظفرت وخابوا)

ومن شعره أيضا: [الكامل]

 (لا غرو إن لحقت لهاك مدائحي ... فتدفقت نعماك ملء إنائها)

 (يكسى القضيب ولم يحن إبانه ... وتطوق الورقاء قبل غنائها)

ومنه يرثي: [البسيط]

(قد كنت جارك والأيام ترهبني ... ولست أرهب غير الله من أحد)

 (فنافستني الليالي فيك ظالمة ... وما حسبت الليالي من ذوي الحسد)

 ولأبي الصلت من التصانيف: كتاب الأدوية المفردة، كتاب تقويم الذهن في المنطق، كتاب الرسالة المصرية، كتاب ديوان شعره كبير، كتاب رسالة عمل في الإسطرلاب، كتاب الديباجة في مفاخر صنهاجة، كتاب ديوان رسائل، كتاب الحديقة في مختار من أشعار المحدثين. ومن شعر أمية منقولا من كتاب سر السرور:

 (حسبي فقد بعدت في الغي أشواطي ... وطال في اللهو إيغالي وإفراطي)

 (أنفقت في اللهو عمري غير متعظ ... وجدت فيه بوفري غير محتاط)

 (فكيف أخلص من بحر الذنوب وقد ... غرقت فيه على بعد من الشاطي)

 (يا رب مالي ما أرجو رضاك به ... إلا اعترافي بأني المذنب الخاطي)

ومنه أيضا: [المنسرح]

 (لله يومي ببركة الحبش ... والصبح بين الضياء والغبش)

 (والنيل تحت الرياح مضطرب ... كصارم في يمين مرتعش)

(ونحن في روضة مفوفةٍ ... دبّج بالنور عطفها ووشي)

 (قد نسجتها يد الربيع لنا ... فنحن من نسجها على فرش)

 (وأثقل الناس كلهم رجل ... دعاه داعي الهوى فلم يطش)

 (فعاطني الراح إن تاركها ... من سورة الهم غير منتعش)

 (وأسقني بالكبار مترعة ... فهن أشفى لشدة العطش)

 قال محمد بن محمود: حدثني طلحة أن أبا الصلت اجتمع في بعض متنزهات مصر مع وجوه أفاضلها فمال لصبي صبيح الوجه عديم الشبه قد نقط نون صدغه على صفحة خده فاستوصفوه إياه، فقال: [السريع]

 (منفرد بالحسن والظرف ... بحت لديه بالذي أخفي)

 (لهفي شكوت وهو من تيهه ... في غفلة عني وعن لهفي)

 (قد عوقبت أجفانه بالضنى ... لأنها أضنت وما تشفي)

 (قد أزهر الورد على خده ... لكنه ممتنع القطف)

 (كأنما الخال به نقطة ... قد قطرت من كحل الطرف)

 قال وحدثني أبو عبد الله الشامي وكان قد درس عليه واقتبس ما لديه أن الأفضل كان قد تغير عليه وحبسه بالإسكندرية في دار كتب الحكيم أرسططاليس قال وكنت أختلف إليه إذ ذاك فدخلت إليه يوما فصادفته مطرقا فلم يرفع رأسه إلي على العادة فسألته فلم يرد الجواب ثم قال بعد ساعة اكتب وأنشدني: [البسيط]

(قد كان لي سبب قد كنت أحسب أن ... أحظى به فإذا دائي من السبب)

 (فما مقلم أظافري سوى قلمي ... ولا كتائب أعدائي سوى كتبي)

 فكتبت وسألته عن ذلك فقال إن فلانا تلميذي قد طعن فيَّ عند الأمير الأفضل. ثم رفع رأسه إلى السماء واغرورقت عيناه دمعا ودعا عليه فلم يحل الحول حتى استجيب له.

 وأنشدني الشيخ سليمان بن الفياض الإسكندراني وكان ممن درس عليه واختلف إليه في صفة فرس:

 (صفراء إلا حجول مؤخرها ... فهي مدام ورسغها زبد)

 (تعطيك مجهودها فراهتها ... في الحضر والحضر عندها وخد)

 المنسرح

 وأنشدني له يهجو، وما هو من صناعته: [المنسرح]

(صاف ومولاته وسيّده ... حدود شكل القياس مجموعه)

 (فالشيخ فوق الاثنين مرتفع ... والست تحت الاثنين موضوعه)

 (والشيخ محمول ذي وحامل ذا ... بحشمة في الجميع مصنوعه)

 (شكل قياس كانت نتيجته ... غريبة في دمشق مطبوعه)

 وقرأت في الرسالة المصرية زيادة على البيتين المتقدم ذكرهما قبل: [البسيط]

 (وكم تمنيت أن ألقى بها أحدا ... يسلي من الهم أو يعدي على النوب)

 (فما وجدت سوى قوم إذا صدقوا ... كانت مواعيدهم كالآل في الكذب)

 

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.