أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-08-2015
2483
التاريخ: 27-1-2016
2978
التاريخ: 8-2-2018
7549
التاريخ: 28-06-2015
1839
|
الجمحي يكنى أبا خليفة من أهل البصرة. قال أبو الطيب اللغوي: هو ابن أخت محمد بن سلام من رواة الأخبار والأدب والأشعار والأنساب مات في شهر ربيع الأول من سنة خمس وثلاثمائة بالبصرة وكان قد ولي القضاء بالبصرة وكان أعمى روى عن خاله كتبه فأكثر وعن غيره وروى له من الكتب كتاب طبقات شعراء الجاهلية كتاب الفرسان. وكان شاعرا فمن شعره ما أنشده محمد بن عمر بن عثمان البغدادي عنه: [البسيط]
(قالوا نراك تطيل الصمت قلت لهم ... ما طول صمتي
من عي ولا خرس)
(لكنه أحمد الأمرين عاقبة ... عندي وأبعده من
منطق شكس)
(أأنشر البز فيمن ليس يعرفه ... أو أنثر الدر
للعميان في الغلس)
(قالوا نراك أديبا لست ذا خطل ... فقلت هاتوا
أروني وجه مقتبس)
(لو شئت قلت ولكن لا أرى أحدا ... يروي الكلام
فأعطيه مدى النفس)
وقد روي من جهة أخرى أن هذه الأبيات لابن دريد
لما نزل سيراف سئل أن يجلس للقراءة عليه فأبى ذلك إن لم يكن هناك من يساوي أن يجلس
له فكتب هذه الأبيات في قبلة مسجد سيراف وانصرف.
نقلت من خط أبي سعد السمعاني بإسناد له قال
ألقيت رقعة إلى أبي خليفة الفضل بن الحباب القاضي فيها: [مجزوء الكامل]
(قل للحكيم أبي خليفه ... يا زين شيعة ابي حنيفه)
(إني قصدتك للذي ... كاتمت من حذر وخيفه)
(ماذا تقول لطفلة ... في الحسن منزلها شريفه)
(تصبو إلى زين الورى ... من غير ما بأس عفيفه)
فقرأ الرقعة ثم كتب على ظهرها:
(يا من تكامل ظرفها ... حال الهوى حال شريفه)
(إن كنت صادقة الذي ... كاتمت من حزن وخيفه)
(فلك السعادة والشهادة ... والجلالة يا شريفه)
(هذا النصاح بعينه ... وبه يقول أبو حنيفه)
نقلت من خط الإمام الحافظ حقا صديقنا ومفيدنا
أبي نصر عبد الرحيم بن النفيس بن وهبان من كتاب الإرشاد في معرفة علماء الحديث
تصنيف الخليل بن عبد الله بن محمد الحافظ القاضي أنشدني الصاحب إسماعيل بن عباد
الوزير أنشدني أبي أنشدني أبو خليفة لنفسه: [مخلع البسيط]
(شيبان والكبش حدثاني ... شيخان بالله عالمان)
(قالا إذا كنت فاطميا ... فاصبر على نكبة الزمان)
قال: إني سألت أبا خليفة عن الكبش من هو قال أبو
الوليد الطيالسي وشيبان هو ابن فروخ الأبلي. قال الخليل: قلت لعبد الله بن محمد
هذا يدل على أن أبا خليفة كان يميل إلى التشيع فقال: نعم. قرأت بخط أبي سعد أيضا
بإسناد له إلى أبي سهل هارون بن أحمد بن هارون الأستراباذي قال أنشدنا الفضل بن
الحباب الجمحي القاضي لنفسه: [البسيط]
(ومتعب السفر مرتاح إلى بلد ... والموت يرصده في
ذلك البلد)
(وضاحك والمنايا فوق هامته ... لو كان يعلم غيبا
مات من كمد)
(آماله فوق ظهر النجم شامخة ... والموت من تحت
إطليه على الرصد)
(من كان لم يعط
علما في بقاء غد ... ماذا تفكره في رزق بعد غد)
قرأت في كتابه هراة للفامي قال: روي عن محمد بن
إبراهيم بن عبدويه بن سدوس بن علي أبي عبد الله المسندي أنه قال كنا عند أبي خليفة
القاضي بالبصرة فدخل عليه اللص داره فصاح ابنه باللص فخرج أبو خليفة إلى صحن الدار
وقال أيها اللص مالك ولنا إن أردت المال فعليك بفلان وفلان إنما عندنا قمطران قمطر
فيه أحاديث وقمطر فيه أخبار إن أردت الحديث حدثناك عن أبي الوليد الطيالسي وأبي
عمر الجوصي وابن كثير وهو محمد وإن أردت الأخبار أخبرناك عن الرياشي عن الأصمعي
ومحمد بن سلام. فصاح ابنه إنما كان كلبا.
فقال: الحمد لله الذي مسخه كلبا ورد عنا حربا.
وذكر التنوخي هذه الحكاية وقال في آخره: فقال له
غلامه: يا مولاي ليس إلا الخير إنما هو سنور. فقال أبو خليفة: الحمد لله الذي مسخه
هرا وكفانا شرا.
قال المؤلف: ومثل هذه الحكاية تحكى عن أبي حية
النميري مشهورة عنه وقال في آخرها: الحمد لله الذي مسخه كلبا وردنا حربا.
وقرأت في كتاب أبي علي التنوخي:
حدثني أبي رضي الله عنه أن صديقا لأبي خليفة
القاضي اجتاز عليه راكبا وهو في مسجده فسأله أن ينزل عنده فيحادثه فقال أمضي وأعود
فقال له أبو خليفة إيحاشك فقد وإيناسك وعد. قال: وكان أبو خليفة كثير الاستعمال
للسجع في كلامه وكان بالبصرة رجل يتحامق ويتشبه به يعرف بأبي الرطل، لا يتكلم إلا
بالسجع هزلا كله فقدمت هذا الرجل امرأته إلى أبي خليفة وهو يلي قضاء البصرة إذ ذاك
وادعت عليه الزوجية والطلاق فأقر لها بهما فقال له أبو خليفة: أعطيها مهرها. فقال
أبو الرطل: كيف أعطها مهرها ولم تقلع مسحاتي نهرها؟ فقال له أبو خليفة: فأعطها نصف
صداقها. فقال: لا أو أرفع بساقها وأضعه في طاقها. فأمر به أبو خليفة فصفع. قال:
وأخبرني غير واحد أن الرطل هذا كان إذا سمع رجلا يقول لا ننكر لله قدرة قال هو:
ولا للهندبا خضرة ولا للزردج صفرة ولا للنخلة بسرة ولا للعصفر حمرة ولا للقفا نقرة.
حدث أبو علي التنوخي حدثني أبو علي الحسن بن سهل
بن عبد الله الإيذجي وكان يخلف أبا علي على القضاء بإيذج ورامهرمز ثم لم يزل على
الحكم ونادم أبا محمد المهلبي في وزارته فغلب عليه وعلا محله عنده وتخالع وتهتك
فيما لا يجوز للقضاة وكان يدعى بالقضاء ويخاطبه أبو محمد في الوزارة في كتبه بسيدي
القاضي وكان له محل مكين من الأدب. قال: وردت البصرة وأنا حديث السن لأكتب العلم
وأتأدب فلزمني أبو عبد الله المسمعي وكنت أقتصر عليه فكتب إلي يوما وقد قرص الهواء:
[المنسرح]
(أيهذا الفتى وأنت فتى الدهر ... إذا عز أن يقال
فتى)
(طوبى لمن كان في الشتاء له ... كاس وكيس وكسوة وكسا)
وكتب في الرقعة:
وقد بقيت كاف أخرى لولا أني أحب تقليل المئونة عليك لذكرتها يعني الكـ.... .فبعث
إليه بجميع ما التمسه. قال التنوخي: وحدثني قال: كان أبو خليفة القاضي صديقا لأبي
وعمي أيام وفد إلى كور الأهواز في فتنة الزنج فلما قدمت إلى البصرة قدمتها مع أبي
فأنزلنا أبو خليفة داره وأكرمنا وأمكنني من كتبه فكنت أقرأ عليه كل ما أريد وأسمع
كيف شئت وأكتب وأنسخ لنفسي وأصوله لي مبذولة فإذا كان الليل جلسنا وتحادثنا فربما
أحببت القراءة عليه فيجيبني فإذا أضجرته يقول يا بني روحني فأقطع القراءة وإذا
استراح أخرج من كمه دفترا من ورق أصفر فيقول اقرأ علي منه فإنه خطي وما تقرؤه علي
فهو من خط غيري فكنت أقرأ عليه منه وكان فيه ديوان عمران بن حطان فكان يبكي على
مواضع منه فأنشدته ليلة القصيدة التي فيها البيتان المشهوران: [البسيط]
(يا ضربة من تقي ما أراد بها ... إلا ليبلغ من
ذي العرش رضوانا)
(إني لأذكره يوما فأحسبه ... أوفى البرية عند
الله ميزانا)
فبكى عليهما لما انتهيت إليهما حتى كاد يعمى
فاستطرفت ذلك وعجبت منه فلما كان من الغد اجتمعت مع المفجع فحدثته بذلك واغتررت به
للأدب واستكتمته إياه فأشاعه وأذاعه وعمل: [البسيط]
(أبو خليفة مطوي على دخن ... للهاشميين في سر وإعلان)
(ما زلت أعرف ما
يخفي وأنكره ... حتى اصطفى شعر عمران بن حطان)
وأنشدنيها لنفسه وأنشدها غيري فكتبها عنه بعض
أهل الأدب في رقعة لطيفة وجعلها في مقلمته وحضرنا عند أبي خليفة في مجلس عام فنفض
الرجل مقلمته وقد أنسي ما فيها فسقطت الرقعة وانصرف الناس ووجدها أبو خليفة وقرأها
فاستشاط. وقال ابن الإيذجي: قبحه الله وترحه أشاط بدمي علي بأبي العباس الساعة
يعني والدي فجاءه وحدثه الحديث فوقعت في ورطة وكادت الحال أن تنفرج بيني وبين أبي
ومنعني أبو خليفة القراءة واحتشمني فحملت إليه ثيابا لها قدر وأهديت إليه من مأكل
الجند واعتذرت إليه فرجع إلي وقبل عذري وعاود تدريسي ومكنني من القراءة عليه فقرأت
كتاب الطبقات وغيره مما كان عنده وقال لا أظهر الرضا عنك أو تكذب نفسك ففعلت ذلك
وأعطيت المفجع ثوبا دبيقيا حتى كف عن إنشاد الأبيات وجحدها واعتذر إلى أبي خليفة
قال: وقال أبو علي عقيب هذا: أكثر رواة العرب
فيما بلغني عنهم إما خوارج وإما شعوبية كأبي عبيدة معمر بن المثنى وأبي حاتم سهل
السجستاني وفلان وفلان وعدد جماعة. وقرأت بخط ابن مختار اللغوي المصري أبو خليفة
الفضل بن الحباب اشترى جارية فوجدها خشنة فقال يا جارية هل من بزاق أو بصاق أو
بساق العرب تنقل السين صادا أو زايا فتقول: أبو الصقر والزقر والسقر فقالت: الحمد
لله الذي ما أماتني حتى رأيت ..ـري قد صار ابن الأعرابي يقرأ عليه غرائب اللغة.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|