المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

مرض النوم الأفريقي وذبابة التسي تسي الناقلة له
21-1-2016
تعريف الأعلام
10-8-2020
طرائق امتصاص الدقائق المشحونة الخفيفة
2024-08-08
ماهية الإعلان
27-6-2022
دواء دون الاثار السلبية
14-7-2020
الخصائص العامة لعيب الانحراف بالسلطة
8-6-2016


الحسين بن عبد الله بن رواحة  
  
2050   04:47 مساءاً   التاريخ: 21-06-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج3، ص147-151
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-1-2016 6814
التاريخ: 28-1-2021 5395
التاريخ: 8-2-2018 2783
التاريخ: 13-08-2015 1895

ابن إبراهيم بن عبد الله بن رواحة أبو علي الأنصاري الحموي، الأديب الفقيه، الشاعر المجيد، ولد بحماة ونشأ بها، ورحل إلى دمشق فأقام بها مدة، واشتغل بالفقه وسمع الحديث من الحافظ أبي القاسم بن عساكر ومن عمه وآخرين. ورحل إلى مصر فسمع بها وبالإسكندرية. ثم عاد إلى دمشق فشهد وقعة مرج عكا فقتل فيها شهيدا يوم الأربعاء من شعبان سنة خمس وثمانين وخمسمائة. وله من قصيدة مهنئا بها الملك الناصر صلاح الدين بن أيوب بعيد النحر سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة وكان السلطان مخيما بمرج فاقوس: [الوافر]

 (لقد خبر التجارب منه حزم ... وقلب دهره ظهرا لبطن)

 (فساق إلى الفرنج الخيل برا ... وأدركهم على بحر بسفن)

 (وقد جلب الجواري بالجواري ... يمدن بكل قد مرجحن)

 (يزيدهم اجتماع الشمل بؤسا ... فمرنان ينوح على مرن)

 (زهت إسكندرية يوم سيقوا ... ودمياط إلى المينا بغبن)

 (يرون خياله كالطيف يسري ... فلو هجعوا أتاهم بعد وهن)

(أبادهم تخوفه فأمسى ... مناهم لو يبيتهم بأمن)

 (تملك جيشهم شرقا وغربا ... فصاروا بين مملوك ورهن)

 (أقام بآل أيوب رباطا ... رأت منه الفرنجة ضيق سجن)

 (رجا أقصى الملوك السلم منهم ... ولم ير جهده في الحرب يغني)

 (فألقى السلم بعد الحرب كرها ... ولم ير من مناه سوى التمني)

وقال يرثي الحافظ أبا القاسم بن عساكر وأنشدها بجامع دمشق سنة إحدى وسبعين وخمسمائة: [الطويل]

 (ذرا السعي في نيل العلا والفضائل ... مضى من إليه كان شد الرواحل)

 (فقولا لساري البرق إني معينه ... بنار أسى أو سحب دمع هواطل)

 (وتمزيق جلباب العزاء لفقده ... بزفرة باك أو بحسرة ثاكل)

 (فأعلن به للركب واستوقف السرى ... لقصاده من قبل طي المراحل)

 (وقل غاب بدر التم عن أنجم الدجى ... وأشرق منهم بعده كل آفل)

 (وما كان إلا البحر غار ومن يرد ... سواحله لم يلق غير الجداول)

 (وهبكم رويتم علمه من رواته ... فليس عوالي صحبه بنوازل)

 (فقد فاتكم نور الهدى بوفاته ... ونور التقى منه ونجح الوسائل)

 (وما حظ من قد غره نصل صارم ... رجا نصره من غمده والحمائل)

 (ليبك عليه من رآه ومن حوى ... هداه بأيام لديه قلائل)

 (ويقض أسى من وفاته الفضل عاجلا ... برويته والفوز في كل عاجل)

 (أسفت لإرجائي قدوم أعزة ... عليه وتسويف إلى عام قابل)

 (ولو أنهم فازوا بإدراك مثله ... لأزروا على سن الصبا بالأماثل)

 (فيا لمصاب عم سنة أحمد ... وأحرم منها كل راوٍ وناقل)

(خلا الشام من خير خلت كل بلدة ... بها من نظير للإمام مماثل)

 (وأصبح بعد الحافظ العلم شاغرا ... بلا حافظ يهذي به كل باقل)

 (وكم من نبيه ضل مذ مات جاهه ... وقدم لما أن مضى كل خامل)

 (خلت سنة المختار من ذب ناصر ... فأيسر ما لاقته بدعة جاهل)

 (نمى للإمام الشافعي مقالة ... فأصبح يثني عنه كل مجادل)

 (وأيد قول الأشعري بسنة ... فكانت عليه من أدل الدلائل)

 (وكم قد أبان الحق في كل محفل ... فأروى بما يروي ظماء المحافل)

 (وسد من التجسيم باب ضلالة ... ورد من التشبيه شبهة باطل)

 (وإن يك قد أودى فكم من أسنة... مركبة من قوله في عوامل)

 (وإن مال قوم واستمالوا رعاعهم ... بإضلالهم عنه فلست بمائل)

 (أرى الأجر في نوحي عليه ولا أرى ... سوى الإثم في نوح البواكي الثواكل)

 (وليس الذي يبكي إماما لدينه ... كباك لدنياه على فقد راحل)

 (فيا قلب واصله بأعظم رحمة ... ويا عين فاسقيه بأغزر وابل)

 (وحي ثراه الدهر أهنى تحية ... مكررة عند الضحى والأصائل)

 (أعني على نوحي عليه فإنه ... قريب ثواء في الثرى والجنادل)

 (ولو لم يكن بالدمع سيل لحبه ... لضن على لحد به كل باخل)

(مضى من حديث المصطفى كان شاغلا ... له باجتهاد فيه عن كل شاغل)

 (لقد شمل الإسلام فيه رزية ... وكان له بالنصح أفضل شامل)

 (وفضل بين السالفين اطلاعه ... عليهم فذب النقص عن كل فاضل)

 (وأصبح في نقد الرجال مميزا ... بغير نظير في الورى ومساجل)

 (وأكمل تاريخا لجلق جامعا ... لمن حلها من كل شهم وكامل)

 (فأزرى بتاريخ الخطيب وقد غدا ... بخطبته في الكتب أخطب قائل)

ومنها:

 (طوى الموت منه العلم والزهد والنهى ... وكسب المعالي واجتناب الرذائل)

 (وأفجع فيه العالمين بمقدم ... صبور على حرب الضلال حلاحل)

 (وكان غيورا ذب عن دين أحمد ... وأدفع عنه من شجاع مقاتل)

 (وأحرم منه الدين أشرف صائن ... له ولدفع الزيغ أعظم صائل)

 (ولم أر نقص الأرض يوما كنقصها ... بموت إمام عالم ذي فضائل)

 (أبا القاسم الأيام قسمة حاكم ... قضى بالفنا فينا قضية عادل)

 (بماذا أعزي المسلمين ولا أرى ... عزاء سوى من قد مضى من أفاضل)

 (عليك سلام الله ما انتفع الورى ... بعلمك واستعلى على المتطاول)

وقال: [مخلع البسيط]

 (إن كان يحلو لديك قتلي ... فزد من الهجر في عذابي)

 (عسى يطيل الوقوف بيني ... وبينك الله في الحساب)

وقال: [مجزوء الكامل]

 (لاموا عليك وما دروا ... أن الهوى سبب السعاده)

 (إن كان وصل فالمنى ... أو كان هجر فالشهاده)

وعكسه فقال: [الكامل]

 (يا قلب دع عنك الهوى قسرا ... ما أنت منه حامد أمرا)

 (أضعت دنياك بهجرانه ... إن نلت وصلا ضاعت الأخرى)

  وقال: [الوافر]

 (وللزنبور والبازي جميعا ... لدى الطيران أجنحة وخفق)

 (ولكن بين ما يصطاد باز ... وما يصطاده الزنبور فرق) 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.