أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-10-2018
46169
التاريخ: 2023-05-07
1166
التاريخ: 6-9-2020
2180
التاريخ: 7-8-2018
26839
|
المعرفة و النظرية الاقتصادية
إن الإنسان ينشئ ويبدع أدوات الإنتاج على وفق حاجاته وتحديات البيئة المحيطة، وتتشكل حول هذه التقنيات والأدوات أنظمة اقتصادية وسياسية وتنشأ المجتمعات والدول والعلاقات والطبقات والحروب والصراعات والتنافس والتعاون، وتتشكل حول هذه الأنظمة الاقتصادية والسياسية منظومات اجتماعية وثقافية تقوم على صيانة وتنظيم الإنجازات البشرية وتحقيق العدل والمصالح والقيم والأعراف والتقاليد والتشريعات المنظمة لحياة الناس وتطلعاتهم، وهذه المنظومة الاجتماعية والثقافية تعيد تطوير وإنتاج تقنيات وأدوات الإنتاج على وفق الأفكار والقيم الجديدة فيكون التقدم .
فعندما بدأ الإنسان يعتمد على الصيد وجمع الثمار تكونت مجتمعات وأنظمة الصيد، وهي غالباً مجتمعات عائلية صغيرة تتمركز حول حماية نفسها وتأمين البقاء والأحتياجات الأساسية فكانت العلاقات الاجتماعية والثقافية قائمة على تطوير أدوات الصيد وتنظيم الإقامة وفقاً لهذا المورد فكان التقدم باتجاه تدجين الحيوانات وتربيتها ونشأت المجتمعات الرعوية وتشكل حولها نظام اقتصادي قائم على الممتلكات ، وتحول اتجاه العلاقات والإقامة والتحرك بما يلائم تنظيم وتنمية هذه الممتلكات والموارد ، فتشكلت المجتمعات الرعوية التي يقودها الأكثر قوة وشجاعة وامتلاكاً للحيوانات ، ولأجل ذلك تجمع الناس في قبائل لحماية نفسهم وتنظيم مجتمعهم وزيادة مواردهم ، وتشكل نظام سياسي يقوده الفرسان والملاكون وكانت التجارة والقوافل التجارية نظاماً تقنياً واقتصادياً يطور التبادل وتنظيم الفوائض والموارد، فنشأت المدن والمراكز الحضرية والفعل الحضاري القائم على تنظيم هذه الموارد ، إذ تطورت هذه المدن والإيلاف والطرق والممررات والتنقلات والتبادل الثقافي والتجاري وحركة الاكتشاف..
وربما تكون الزراعة هي أهم محصلة لتفاعل الإنسان وإبداعه الحضاري ، فهي ملخص لاستيعاب مسار الجوع والخوف أو الإنتاج والحماية في تقنية أكثر ثباتاً ورسوخاً ومواجهة للمجاعة والسلب ، فبدأت بها المدن والمراكز الحضرية والمجتمعات وظهرت الكتابة والتعليم وتشكلت الأنظمة السياسية والتشريعية والثقافية والتجارة، وبدأت المسيرة التي تعود تقريباً إلى حوالي 10-12 ألف عام .
وظلّت الزراعة في المورد الأساسي للبشرية و الذي تشكلت حوله الدول والحضارات حتی القرن الثامن عشر الميلادي حيث الانطلاقة الفعلية للثورة الصناعية مع اختراع الآلة البخارية على يد المهندس الاسكتلندي جيمس واط (1736م-1819م)، في عام 1769 إذ كان الاختراع الألة البخارية اثر الكبير على الحياة الاقتصادية، فقد أدى إلى تضخيم الإنتاج وتنويعه حيث المصانع الضخمة بآلاتها وحجم عمالها، وكذلك نمو المبادلات واتساع حجمها نتيجة لوفرة الإنتاج وتنوعه فنشطت التجارة العالمية، إن تأثيرات الثورة الصناعية تجاوزت القطاع الصناعي لتُحدث تغيرات جذرية في الحياة الاقتصادية والاجتماعية وحول الثورة الصناعية قامت أنظمة سياسية واقتصادية جديدة ، وهكذا فإن التقدم يمثل مساراً دائرياً ومتواصلاً من استيعاب المنجزات المتراكمة وإيداع موارد وتقنيات ومنجزات جديدة ، إذ تعود الأدوات والنظريات والمؤسسات التي تنظم الحياة المعاصرة إلى الثورة الصناعية ، فالنظريات الاقتصادية تعود إلى المفكرين الذين شُغلِوا بالتحولات الكبرى التي صاحبت الثورة الصناعية ، ولكنها نظريات ومعارف لم تعد كافية لفهم وتنظيم المجتمعات الحديثة التي تتشكل حول اقتصاد المعرفة .
وبدأت بالفعل تظهر تحديات كبرى تجعل هذه المعرفة الهائلة والمتراكمة تشكل اليوم نظریات أخرى لاستيعاب هذه التطورات ، فتراكم المعارف لدى الإنسان على مدى العصور أدى إلى أن تعمد الحضارات إلى النقل عن سابقتها و تضيف إليها المزيد ، حتى جاء العصر الحديث ليُقدّم قفزة معرفية كبيرة ليس فقط في زيادة المعارف كما وتطويرها نوعاً ، بل في طرق التعامل معها من خلال التقنيات الرقمية التي تسمح بتجزئتها والتعامل معها بسهولة، وتتيح نقلها ونشرها على نطاق واسع بسرعة وفاعلية .
لقد كان للمعرفة دور قديم ومهم في الاقتصاد ، لكن الجديد هو أن حجم المساحة التي تحتلها المعرفة أصبح أكبر مما سبق وأكثر عمقاً مما كان معروفاً ، بل أصبح الاقتصاد في قطاعات كثيرة فيه يقوم على المعلومات بالكامل، أي أن المعلومة هي العنصر الوحيد في العملية الإنتاجية والمعلومات هي المنتج الوحيد في هذا الاقتصاد وأن تقنية المعلومات هي التي تشكل وتحدد أساليب الإنتاج وفرص التسويق ومجالاته ، سواء أكانت المعلومات مجرد بيانات أم بحوثاً علمية وخبرات ومهارات وهذا ما اصطلح على تسميته بالاقتصاد بعد الصناعي أو الاقتصاد المعرفي
لقد كان للمعرفة دور قديم ومهم في الاقتصاد ، لكن الجديد هو أن حجم المساحة التي تحتلها المعرفة أصبح أكبر مما سبق وأكثر عمقاً مما كان معروفاً ، بل أصبح الاقتصاد في قطاعات كثيرة فيه يقوم على المعلومات بالكامل، أي أن المعلومة هي العنصر الوحيد في العملية الإنتاجية والمعلومات هي المنتج الوحيد في هذا الإقتصاد وأن تقنية المعلومات هي التي تشكل وتحدد أساليب الإنتاج وفرص التسويق ومجالاته ، سواء أكانت المعلومات مجرد بيانات أم بحوثاً علمية وخبرات ومهارات وهذا ما اصطلح على تسميته بالاقتصاد بعد الصناعي أو الاقتصاد المعرفي .
إن المعرفة هي أداة الإنتاج الوحيدة غير الخاضعة للعوائد المتناقصة ، فقد أوضح أنموذج سولو النيوكلاسيكي للنمو الاقتصادي أن النمو طويل الأجل يكون ممكناً فقط إذا كان هناك تقدم تقني بامكانه التغلب على العوائد المتناقصة لراس المال والعوامل الأخرى.
وليس أنموذج سولو هو الانموذج الوحيد الذي وضح أن التقنية هي المفتاح للنمو الاقتصادي طويل الأجل .فمثلاً أنموذج شومبيتر للتدمير الخلاق أعطى الابتكار وعلى وجه اکثر تحديداً لمنظم الدور المركزي في الاقتصاد النامي، وقد أعطى ادم سميث النشاطات الابتكارية للمنتجين والعمال والمدراء مكانة بالغة الأهمية في تحسين الرفاهية البشرية .
لقد أصبحت المعلومات مورداً أساسياً من الموارد الاقتصادية له خصوصيته بل إنها المورد الاستراتيجي الجديد في الحياة الاقتصادية والمكمل للموارد الطبيعية. كما تشكل تقنية المعلومات في العصر الحديث العنصر الأساس في النمو الاقتصادي، فالتقدم الحاصل في التقنية والتغير السريع الذي تحدثه في الاقتصاد يؤثر ليس في درجة النمو وسعته فحسب، وإنما أيضاً في نوعية حياة الإنسان.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|