المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



استخدام الطاقات السلبية والإيجابية  
  
2122   02:02 صباحاً   التاريخ: 16-12-2021
المؤلف : هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تستخدم طاقاتك؟
الجزء والصفحة : ص122 ـ 129
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-17 1028
التاريخ: 17-5-2022 1834
التاريخ: 2024-09-13 342
التاريخ: 4-6-2022 1263

في داخل الذرة هنالك حالتان متناقضتان:

الأولى: حالة الانجذاب إلى المركز.

الثانية: حالة الانفلات عن المركز.

فالنواة تسحب إليها الألكترونات بقوة، بينما الألكترونات تهرب منها بقوة أيضاً.

وكما في الذرة كذلك في الإنسان، حيث تتجاذبه حالتان متناقضتان: إحداهما إيجابية تشده إلى الناس، وأخرى سلبية تبعده عنهم.

فالأمور السلبية ينظر إليها أغلب الناس على أنها طاقة مدمرة لابد من التخلص منها أو نسيانها، ولكن النسيان والتنكر للحقائق لا يعالج المشكلة، لأن الحالة السلبية قد تعبر عن نفسها في صورة الرغبة في الانعزال، أو الحقد، أو الغضب، وهذه كلها أمور عفوية.

فأنا وأنت نغضب، ونكره، ونتذمر، ونضجر، وكلها حالات تعترينا ولا يمكن التخلص منها بشكل مطلق، ولكن بالإمكان التحكم بها، والسيطرة عليها لكي لا تؤدي إلى مضاعفات سيئة.

وهنا سؤال يقول: هل الحالة السلبية طاقة مدمرة فعلاً، أم يمكن أن تتحول إلى طاقة بناءة؟

والجواب: مبدئياً، التعادل هو المطلوب، فإذا عدنا إلى مثال الذرة نجد، أن التعادل بين الحالتين المتناقضتين في انجذاب الألكترونات إلى المركز، وهروبها منه، هو السبب في الحفاظ على قوة الذرة وتماسكها، كذلك الأمر بالنسبة إلى الإنسان حيث أن حالة التعادل بين الروح الإيجابية، أي الانجذاب إلى الناس، والسلبية التي تعني الهروب منهم، هي التي تحافظ على تماسكه الداخلي.

ومع قطع النظر عن النتائج السلبية التي ترافق عادة الحالات السلبية إلا أنه لابد من القول أن للحالة السلبية طاقة هائلة كما هي للحالة الإيجابية، فإذا وجهت بالشكل الصحيح كانت بناءة وإلا كانت هدامة،

لنأخذ الغضب على سبيل المثال فإنه حالة طبيعية في الإنسان، ومن غير الممكن أن تنفصل عنه بشكل مطلق، فليس المطلوب هو أن تكون كالطماطم في الخضار التي تنسجم مع كل أنواع الطعام، فأنت بشر وتتداخل في داخلك كل من حالتي الانجذاب والانفلات، وفي داخلك أيضاً طاقتان: طاقة الحب، وطاقة الكره، وتتفرع منهما أيضاً حالتان هما: التولي، والتبري، وهذا يعني أن عليك معرفة من تحب، ومن تكره، ومن تتولى، وممن تتبرأ، ومع من تنسجم وممن تهرب.

وكما أنه ليس جميع أفراد المجتمع صالحين، وليس كل ما في الحياة صالح للاستفادة، لذا لابد أن تتعلم كيف تتخلص من النفايات؟ كما لابد أن تتعلم كيف تستقطب الأشياء النافعة؟ وهذا يتطلب الإستفادة من كل الطاقات الموجودة في الإنسان ولكن في الاتجاه الصحيح، لأن الحياة قائمة على الحالتين: الإيجابية والسلبية.

ألا نجد كيف أن صحة الإنسان قائمة على دعامتين: دعامة جلب ما ينفع، ودعامة دفع ما يضر، فكما أن في الحياة كل من النافع والضار، والخير والشر، فكذلك المجتمع يتشكل من الأفراد النافعين والضارين، والأخيار والأشرار، والصالحين والطالحين، ولذا لابد أن نعرف كيف، وأين نوجه الطاقة السلبية؟ وكيف، وأين نوجه الطاقة الإيجابية؟

فينبغي مراعات الحدود العقلية والشرعية للتحكم بهاتين الطاقتين، فإذا تجاوز الحب لأحد أفراد البشر حدوده، وتحول إلى نوع من العبودية والخضوع المطلق فسوف يكون مدمراً.

إذ ليس المطلوب أن تذوب في غيرك وقد خلقك الله (عز وجل) حراً، والبغض أيضاً يجب أن لا يتعدى حدوده حتى لأشد أعدائك، لأنه سيوقعك في المهالك، بل يجب أن تبغض بقدر، وتحب بقدر.

وإذا سلمنا بحقيقة أن الناس يستجيبون للطاقات السلبية أكثر من استجابتهم للطاقات الإيجابية بحيث أنهم يغضبون أكثر مما يحبون مثلاً، فنعرف حينئذ ضرورة التحكم في النفس من أجل توجيه هذه الطاقات بشكل سليم، ذلك أن الطاقة السلبية تشبه إلى حد كثير الطاقة الموجودة في الزلازل والرياح العاتية، فإذا استطعنا السيطرة عليها فسوف نكون قد حصلنا على مخزون هائل من الطاقات ويمكن أن نضعها في خدمة البشرية، وإذا لم يتم توجيه تلك الطاقات فإنها ستتحول إلى طاقة مدمرة.

وإذا تمكن أحد من التحكم بوتائر غضبه، ووجهها وجهة سليمة فإنه سينتفع من ذلك كثيراً، فلو انتابته حالة من الغضب على عادة سيئة فيرتدع عنها بقوة غضبه، فهنا يصبح الغضب كالكابح في السيارة حيث ينفع ولا يضر.

وهكذا فإن إقامة التوازن في الانفعالات الإنسانية - سواء كانت إيجابية أو سلبية ـ هو المطلوب، غير أن الناس ينظرون إلى الحالة السلبية نظرة قاتمة لأنها كثيراً ما تتجاوز حدودها، أو لأن الناس لا يلتفتون إلى إمكانية توجيهها، ولهذا فإن الأنبياء أكثروا من النصيحة للناس بأن يتحكموا في انفعالاتهم مثل الحديث الذي يقول: (ثلاثة من كن فيه استكمل الإيمان، من إذا رضي لم يخرجه رضاه إلى باطل، وإذا غضب لم يخرجه غضبه عن حق، وإذا قدر لم يأخذ ما ليس له) (1)، أي ليس مطلوباً أن لا نحب ولا نبغض بل المطلوب أن نتحكم في حبنا وبغضنا، لأن الحياة تتطلب الغضب وتستوجب البغض في بعض الأحيان، لأن الغضب، هو نتاج غريزة الانفعال ضد المواقف السلبية، وضد الاعتداء الذي يوجه إليه، وإظهار الغضب في موضعه المناسب لا ينافي العقل، ولا يعد خروجاً عن اللياقة الأدبية، إذ لابد أن يرفع المرء عقيرته ضد أي عدوان على ماله، أو عرضه، أو شرفه، فليس من المعقول أن يتعرض الإنسان للاعتداء ولا يغضب، أو يتعرض لمحاولة القتل ولا يدافع عن نفسه، بينما حتى الحشرات زودت بما تدافع به عن نفسها.

وقد يقول قائل: أين إذن موضع الحلم هنا؟

والجواب، أن له موضعاً مناسباً، إذ ليس الحلم عبارة عن تبلد العواطف وتحجر الأحاسيس، وإنما هو لمواجهة من يكون جاهلاً غير عالم، ويحتاج إلى الإصلاح والتربية، عند ذاك يؤدي الحلم معه إلى هدايته وإصلاحه، وكذلك الأمر مع أمور مثل الرفق، واللين، فلها مواضعها تماماً كما أن الشدة لها موضعها، والحكيم هو من يضع كل شيء في موضعه.

تماماً كما هو الأمر مع المنطق والسيف، فأنت لابد أن تعرف أين تستخدم المنطق، وأين تستخدم السيف، فوضع (الندى) في موضع (السيف) كوضع السيف في موضع الندى، كلاهما يؤدي إلى عكس المطلوب.

يقول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): (إذا كان الرفق خرقاً، فإن الخرق يكون رفقاً) (2)، كما أن التكبر على عباد الله مذموم، ولكنه على المتكبرين تواضع عند الله، كما يقول الحديث الشريف (3).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) غرر الحكم، 4668.

(2) ألف كلمة للإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام).

(3) غرر الحكم، ج3، ص ٠169 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.