المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

manner maxim
2023-10-09
أسرة تحتمس الأول.
2024-03-26
موكب الانتصار على الملك الأرميني وعطايا الإسكندرية.
2023-09-12
المبدأ العام لأداء الواجب
24-3-2016
حتمية ظهور علم الخبر- 5- قدم نظريات الإعلام
23/10/2022
كلوبيولين مناعي ألفا Immunoglobulin Alpha
11-9-2018


الحسن بن المظفّر النيسابوري  
  
3395   04:59 مساءاً   التاريخ: 21-06-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج3، ص95-97
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

أبو علي. أديب نبيل شاعر مصنف ذكره أبو أحمد محمود بن أرسلان في تاريخ خوارزم فقال مات ابو علي الحسن بن المظفر الأديب الضرير النيسابوري ثم الخوارزمي في الرابع من شهر رمضان سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة. وأثنى عليه ثناء طويلا زعم فيه أنه كان مؤدب أهل خوارزم في عصره ومخرجهم وشاعرهم ومقدمهم والمشار إليه منهم وهو شيخ أبي القاسم الزمخشري قبل أبي مضر وله نظم ونثر. وذكر أن له ولدا اسمه عمر وكنيته أبو حفص أديب فقيه فاضل وله شعر منه: [المنسرح]

 (سبحان من ليس في السماء ولا ... في الأرض ندٌّ له وأشباه)

 (أحاط بالعالمين مقتدرا ... أشهد أن لا إله إلا هو)

 (وخاتم المرسلين سيدنا ... أحمد رب السماء سماه)

 (أشرقت الأرض بعد بعثته ... وحصحص الحق من محياه)

 ومات أبو حفص هذا في شعبان سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة. ووجدت للحسن بن المظفر من التصانيف كتاب تهذيب ديوان الأدب وكتاب تهذيب إصلاح المنطق وكتاب ذيله على تتمه اليتيمة لم أقف على اسمه كتاب ديوان شعره مجلدتان كتاب ديوان رسائله كتاب محاسن من أسمه الحسن كتاب زيادات أخبار خوارزم. نقلت من الكتاب الذي وصل به تتمة اليتيمة وذكر فيه أشياء من شعره ورسائله ختم بها كتابه وهو أنه قال الحسن بن المظفر النيسابوري مؤلف الكتاب نيسابوري المحتد خوارزمي المولد وممن كان عارفا بنفسه غير مفتون بنظمه ونثره فإنه سلك طريق أبي منصور الثعالبي رحمه الله فيما أورده من شعره  في آخر كتاب تتمة اليتيمة فأورد نبذا مما يستحسن من كلامه ويستبدع من نظامه فمن نثره الساذج رقعة له عرف الله الشيخ الرئيس بركة شهر رمضان ووفقه من طاعته لما يكتسب به من العفو ولولا العذر الواقع من الوصول لقصدت مجلسه أعلاه الله بالتهنئة والتسليم وقضاء حقه العظيم هذا أدام الله تمكينه وعهدي به يعدني من جملة عياله ويخصني كل وقت بأفضاله فليت شعري لم عدل إلى الفطام من ذلك الإنعام فإن كان نسيان فقد جاءه ذكري وإن كان هجران فحاشاه من هجري. وله من أخرى الشيخ يسترق الأحرار بعوائد فضله وبَواديه حتى لا حُرَّ بواديه. ومن نظمه: [الكامل]

 (أهلا بعيش كان جد موات ... أحيا من اللذات كل موات)

 (أيام سرب الأنس غير منفر ... والشمل غير مروع بشتات)

 (عيش تحسر ظله عنا فما ... أبقى لنا شيئا سوى الحسرات)

 (ولقد سقاني الدهر ماء حياته ... والآن يسقيني دم الحيات)

 (لهفي لأحرار منيت ببعدهم ... كانوا على غير الزمان ثقاتي)

 (قد زالت البركات عني كلها ... بزيال سيدنا أبي البركات)

(ركن العلا والمجد والكرم الذي ... قد فات في الحلبات أي فوات )

 (فارقت طلعته المنيرة مكرها ... فبقيت كالمحصور في الظلمات)

 (أضحي وأمسي صاعدا زفراتي ... لفراقه متحدرا عبراتي)

 وأنشد فيه لنفسه: [البسيط]

 (جبينك الشمس في الأضواء والقمر ... يمينك البحر في الإرواء والمطر)

 (وظلك الحرم المحفوظ ساكنه ... وبابك الركن للقصاد والحجر)

 (وسيبك الرزق مضمون لكل فم ... وسيفك الأجل الجاري به القدر)

 (أنت الهمام بل البدر التمام بل السـ...ـيف الحسام بل الصارم الذكر)

 (وأنت غيث الأنام المستغاث به ... إذا أغارت على أبنائها الغِيَر)

وأنشد لنفسه: [الطويل]

 (أريا شمال أم نسيم من الصبا ... أتانا طروقا أم خيال لزينبا)

 (أم الطالع المسعود طالع أرضنا ... فأطلع فيها للسعادة كوكبا)

قال أبو علي الضرير: رأيت ابن هودار في المنام بعد موته فقلت له لقد تحولت من دار إلى دار فهل رأيت قرارا يا ابن هودار قال فأجابني: [البسيط]

 (لا بل وجدت عذابا لا انقطاع له ... مدى الليالي وربا غير غفار)

 (ومنزلا مظلما في قعر هاوية ... قرنت فيها بكفار وفجار)

 (فقل لأهلي موتوا مسلمين فما ... للكافرين لدى الباري سوى النار) 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.