أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-4-2016
3674
التاريخ: 28-4-2016
2697
التاريخ: 18-11-2015
2208
التاريخ: 17-11-2015
1935
|
بعض ٌمما في جعبتنا من البغائض
لا يوجد خلاف — عمومًا — على أن البارود (أو المسحوق الأسود) قد اختُرِع في الصين منذ أكثر من ١٠٠٠ سنة. إنه مزيج يتكوَّن من ٧٥ بالمائة نترات بوتاسيوم، بينما تحتوي الخمسة والعشرون بالمائة المتبقية منها على كميات مُتماثِلة من الفحم والكبريت. كان الحصول على نترات البوتاسيوم متاحًا بسهولة عن طريق أكوام الروث القديمة؛ أما الفحم فكان يُعَد بسهولة من خلال تسخين النباتات أو الخشب في ظروف يَنقُص فيها الأكسجين أما الكبريت، فكان يوجد في الترسُّبات البلورية، ويُمكن كذلك الحصول عليه من ؛ (O2) خلال تسخين كثير من المعادن الخام. لكن ويليام بروك يَعتقِد أن الصينيين قد اكتشفوا البارود بالصدفة من خلال السعي للحصول على إكسير للحياة — وهي مفارقة في رأيي الشخصي— وذلك بمزج نترات البوتاسيوم الزاخرة بطاقة الين الأنثوية بالكبريت الزاخر بطاقة اليانغ الذكورية ثَمَّةَ مفارقة أخرى فيما يتعلَّق بهذا الأمر، وهي أن البارود كان يحمل مفاتيح فهم نشأة النار والتنفُّس الذي يُمثِّل دعامة الحياة. ومع ذلك ظلَّت هذه المفاتيح خفية لما يَقرُب من الألف عام. وجاءت باكورة الإشارات من بويل وهوك ومايور في أواسط القرن السابع عشر إلى أن حلَّ لافوازييه اللغز برمَّته بعد ذلك بأكثر من قرن. أدُخِل البارود في وقت مبكر جدٍّا إلى ساحات الحروب الغربية. الشكل 2-24 من الطبعة الأولى لستينر من كتاب فلافيوس فيجيتيوس ريناتوس القديم عن تكنولوجيا الحرب. تضمُّ هذه الطبعة البالغة القدم، والتي نُشِرَت في عام ١٥٢٩، أول نص مطبوع عن صناعة البارود، بالإضافة إلى إرشادات بشأن تنقية مُكوِّناته. أما الشكل 2-25 فهومن الكتاب الصادر عام ١٥٩٨ حول العمل على المدفعية والمُفرقَعات بقلم ألساندرو كابو بيانكو؛ قائد جنود المدفعية في مدينة كريما في إقليم فينيتو. يُصوِّر الشكل طاحونة تعود إلى القرن السابع عشر لطحن مكوِّنات البارود. في الكتاب العاشر من مجلد «التقنية النارية» (١٥٤٠) يُقدِّم بيرينجوتشو إرشادات تفصيلية لصناعة البارود.
يُمكِن الحصول على نترات البوتاسيوم من تربة الحظائر «الغنية بالسماد» ومن أرضيات وجدران الكهوف (الغنية بفضلات الخفافيش وبقاياها العضوية)، والتي تحتوي على نترات الكالسيوم الذي يَنتج عن التحلُّل. عند تَذوُّق التربة الغنية بالسماد العضوي— بمجرد جفافها — إذا وُجِد أنها «لاذعة بالقدر الكافي» فإنها تكون صالحة للاستخدام. تضاف هذه التربة إلى الماء المغلي، ورماد الخشب (الغني بكربونات البوتاسيوم) وتُقلَّب المكونات معًا. بعد ذلك، يُصفَّى المحلول الساخن ويُترَك ليبرد، ثم تُصفَّى نترات البوتاسيوم المتبلورة الناتجة عن هذه العملية وتُبلوَر مرةً أخرى بالماء وقليل من حمض النيتريك. تُفضَّل صناعة الفحم من أغصان الصفصاف بتسخينها على النار في وعاء خزفي ضخم مغطٍّى بإحكام. يجب أن تُرطَّب مكوِّنات البارود قبل طحنها معًا؛ لتجنُّب الاشتعال، ويَنصَح بيرينجوتشو بإضافة الكبريت المطحون جيدًا ببطء إلى معجون رطب من الفحم ونترات البوتاسيوم. يبدأ بيرينجوتشو الفصل الذي خصَّصه للبارود على النحو التالي: ثَمَّةَ تأمل عظيم وفريد حول ما إذا كان اكتشاف تركيب المسحوق المستخدم في الأسلحة قد خطر لمُخترعه الأول من وحي الشياطين أم عن طريق الصدفة. ويأسَف بيرينجوتشو في كثيرٍ من المواضع من كتابه العاشر للمفارقة الكامنة في قيام الرجال المتعلِّمين والمحترمين باكتشاف واختراع المتفجِّرات التي تُشوِّه وتقتل، ثم راح يصف بدافع من الالتزام والواجب كيفية تصنيع المتفجِّرات بالتفصيل الدقيق. على سبيل المثال، كان عنوان الفصل الثامن من الكتاب العاشر هو: طريقة إعداد أوعية النار وصناعة كرات ذات تركيبة حارقة تُلقى باليد. ويبدأ بيرينجوتشو هذا الفصل (في طبعة عام ١٥٥٩ ) على النحو التالي: لطالَما كان في هذا العالم رجال بلغوا من الذكاء مبلغًا، حتى إنهم تمكَّنوا بفكرهم من التوصُّل إلى ابتكارات مختلفة لا تعدُّ ولا تُحصى، تُحقِّق من الفائدة
قدر ما تُلحقه بجسد الإنسان من ضرر فوري. بعد ذلك يصف الأوعية المصنوعة من الطين المجفَّف والمملوءة بالبارود الحُبيبي الملمس، والقار، والكبريت والمُغطاة بدهن الخنازير المتخثِّر المخلوط بمسحوق (انظر الشكل 2-26).
قبل استخدام الوعاء، يُثقب ثقب صغير في الغطاء الدهني ثم يوضع فتيل أو مسحوق بارود في الداخل. يُشعَل الفتيل أو المسحوق، ثم يُلقى بالوعاء يدويٍّا، أو يُطلق بمقلاع، وهنا ستَلتصق تلك الكتلة النفاذة اللزجة بهدفها وتحرقه.
كان من أوائل المتفجِّرات والأسلحة الحارقة في التاريخ «النار الإغريقية» التي تعود إلى الحقبة الهلنستية. يصف المؤرِّخ الكيميائي جون هدسون «النار الإغريقية» بأنها سائل يَشتعِل عند ملامسته للماء، ويفترض هدسون أن المكوِّنات النشطة لذلك السائل ربما تألفت من فوسفيد الكالسيوم (الذي يتمُّ الحصول عليه من تسخين العظام والجير والبول معًا)، المضاف إلى البترول الخام. وقد وصَف ليوناردو دافنشي (1452-1519) » النارالإغريقية » بأنها تتكون من الفحم، والكبريت، والقار، ونترات البوتاسيوم، وروح الخمر، « الإغريقية
واللبان الذكر، وزيت الكافور، حيث تُغلى هذه المكوِّنات معًا وتُوضَع على صوف إثيوبي. وُصِف الذهب المتفجر لأول مرة في بداية القرن السابع عشر. كان الذهب يُذاب في ماء ملَكي مأخوذ من كلوريد الأمونيوم (NH4Cl) وحمض النيتريك، ثم تُضاف كربونات البوتاسيوم إلى هذا المركب، مما يُؤدِّي إلى تكوين راسب يمكن عند تجفيفه أن ينفجر بسهولة مع تعريضه إلى أقل حرارة. وقد تحدَّث يوهان رودولف جلاوبر عن المسحوق المتفجِّر لأول مرة في عام ١٦٤٨ إنه خليط من نترات البوتاسيوم، وكربونات البوتاسيوم، والكبريت الذي يَنفجِر بقوة مع تسخينه قليلًا. كذلك تناول تيني ديفيس بالوصف خلطات مُشابهة متنوِّعة اكتُشِفَت على مدار قرنين من الزمان. في نهايات القرن السابع عشر، صنع يوهان كونكل فلمينات الزئبق بإذابة الزئبق في ماء النار (حمض النيتريك)، ثم
إضافة روح الخمر وتدفئة الخليط تدفئةً خفيفة في روث حصان. وفي اليوم التالي، انفجر الخليط انفجارًا عنيفًا. شهدَ القرن التاسع عشر ابتكار نترات النشا، والنتروسيليلوز، والنتروجليسرين، والتراي نيترو تولوين (TNT) ورباعي نترات خماسي إريثريتول ،(PETN) ليتوَّج كل ذلك باكتشاف مادة RDX (ثلاثي نيترامين ثلاثي الميثلين الحلقي.( كذلك أضافت الدراسات الخاصة بالأزيدات والبيكرات الاصطناعية إلى معدات تكنولوجيا الحرب. ثَمَّةَ منظور حديث يرى أن هذه التطورات في الأسلحة الحربية يبدو أنها كانت بمَثابة نذير بالحرب العالمية الأولى؛ ففي عام ١٨٦٧ ، خلط الكيميائي ورجل الصناعة السويدي ألفريد نوبل (1833-186) النتروجليسرين بالتراب الدياتومي، مما جعَل استخدامه أكثر أمانًا، وكانت التركيبة الأولى من بين كثير من تركيبات الديناميت الناجحة. وكما حال الأمل دائمًا، يتجلَّى في خضمِّ المآسي، أوصى نوبل بالجانب الأعظم من ثروته الهائلة لتأسيس سلسلة من جوائز نوبل — إحداها جائزة لدعم قضية السلام العالمي.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|