المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



إسماعيل بن محمد بن أحمد الوثّابي  
  
2089   04:54 مساءاً   التاريخ: 21-06-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج2، ص308-310
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-04-2015 1953
التاريخ: 27-1-2016 3178
التاريخ: 26-06-2015 3262
التاريخ: 13-08-2015 1833

أبو طاهر، من أهل أصبهان، له معرفة تامة بالأدب وطبع جواد بالشعر، مات في سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة.

 قال السمعاني، ومن خطه نقلت: ما رأيت بأصبهان في صنعة الشعر والترسل أفضل منه، أضر في اخر عمره، وافتقر وظهر الخلل في أحواله حتى كاد أن يختلط دخلت عليه داره بأصبهان وما رأيت أسرع بديهة منه في النظم والنثر اقترحت عليه رسالة فقال لي خذ القلم واكتب وأملى علي في الحال بلا ترو ولا تفكر كأحسن ما يكون إلا أني سمعت الناس يقولون إنه يخل بالصلوات المفروضة، والله أعلم بحاله.

 وأنشدني عنه السمعاني أشعارا له منها: [الطويل]

 (أشاعوا فقالوا وقفة ووداع ... وزمت مطايا للرحيل سراع)

 (فقلت وداع لا أطيق عيانه ... كفاني من البين المشتِّ سماع)

 (ولم يملك الكتمان قلب ملكته ... وعند النوى سر الكتوم مذاع)

 وأنشد عنه له: [الطويل]

 (فوالله لا أنسى مدى الدهر قولها ... ونحن على حد الوداع وقوف)

 (وللنار من تحت الضلوع تلهب ... وللماء من فوق الخدود وكِيف)

(ألا قاتل الله الصروف فإنما ... تفرق بين الصاحبين صروف)

 وأنشد له عنه أيضا: [البسيط]

 (طابت لعمري على الهجران ذكراها ... كأن نفسي ترى الحرمان ذكراها)

 (تحيا بيأس وتفنيه طماعية ... هل مهجة برد يأس الوصل أحياها)

 (قامت لها دون دعوى الحب بينة ... بشاهدين أبانا صدق دعواها)

 (إرسال شكوى وإجراء الدموع معا ... وإن تحققت مجراها ومرساها)

 وأنشد عنه له من قصيدة: [الطويل]

 (فعج صاح بالعوج الطلاح إلى الحمى ... وزر أثلات القاع طال بها العهد)

 (تعوض عينا بعد عين أوانسا ... وأوحش أحشاء تضمنها الوجد)

(وما ساءني وجد ولا ضرني هوى ... كما ساءني هجر تعقبه صد)

 (تبصر خليلي من ثنية بارق ... بريقا كسقط النار عالجه الزند)

 (يدق وأحيانا يرق ويرتقي ... ويخفى كرأي الغمر إمضائه رد)

 (فيقضي بها من ذكر حُزوى لبانة ... ويفي بها من نار وجد بها وقد)

 (وإن كان عهد الوصل أضحى نسيئة ... فهاك ألِيلَ البرق إذ عهده نقد)

 (وشِمْ لي نسيم الريح من أفق الحمى ... فقد عبق الوادي وفاح بها الرند) 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.