المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

كيفيّة نزول القرآن‏
3-05-2015
الضيافة
8-10-2014
الحسين بن داود اليعقوبي
8-6-2017
الاسراف والسرعة في القران الكريم
19-01-2015
Madelung Constants
24-8-2020
خواص وتركيب عسل اللوز
9-6-2016


تجنب الخصومات في معاملة الناس  
  
2541   03:39 مساءً   التاريخ: 28-11-2021
المؤلف : رضا علوي سيد احمد
الكتاب أو المصدر : فن التعامل مع الناس
الجزء والصفحة : ص 319 ـ 325
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-10-2017 2627
التاريخ: 2023-07-03 948
التاريخ: 2024-03-01 875
التاريخ: 8/11/2022 1603

قال الامام علي (عليه السلام): (من بالغ في الخصومة أثم، ومن قصر فيها ظلم، ولا يستطيع أن يتقي الله من خاصم) (1).

وقال (عليه السلام) أيضاً: (المخاصمة تبدي سفه الرجل ولا تزيد في حقه) (2).

القاعدة الطبيعية في التعامل مع الناس هي حبهم وودهم، مع الأخذ بعين الاعتبار والجد أن يكون الحب في الله وفي سبيله، وأن يكون البغض فيه ـ عز وجل - وفي سبيله أيضاً.

ومع أن الحب هو البيئة أو المناخ الذي يجب أن تعيش فيه المعاملة فيما بين البشر، وتتنفس من هوائه، فقد يحدث ما يشوب هذا الحب لسبب أو لآخر، الأمر الذي يتسبب في وجود الخصومات والمخاصمات، والمجادلات والمنازعات.

والسؤال هو: كيف يجب أن يتصرف المرء إزاء الخصومات فيما بينه وبين الناس؟

توجه الأحاديث الشريفة المرء الى الحذر من مخاصمة الناس والتمادي في العناد واللجاجة، وتحذره من الوقوع في ذلك، باعتبار أنه خلاف للتعامل الحسن مع الناس، ولما له من آثار وانعكاسات غير محمودة على المرء المخاصم، منها: شغل القلب وفساده، ونشوء الضغائن والأحقاد، والعداوات والنفاق، والكذب في التعامل.

يقول الإمام الصادق (عليه السلام): (إياكم والخصومة! فإنها تشغل القلب، وتورث النفاق، وتكسب الضغائن) (3).

ويقول (عليه السلام) أيضاً: (إياكم والخصومة في الدين! فإنها تشغل القلب عن ذكر الله ـ عز وجل ـ وتورث النفاق، وتكسب الضغائن، وتستجير الكذب) (4).

ورب سائل يسأل: كيف يجب أن يتصرف المرء فيما لو حدث بينه وبين شخص آخر حالة تباغض أو خصومة لسبب ما؟

بلا أدنى تردد ليست المبالغة في الخصومة ولا التمادي فيها، ولا اللجاجة ولا العناد هي الطريقة السليمة للتصرف، ففي الوقت الذي أمر الدين بممارسة الحب مع الناس - بحيث لا يكون هذا الحب مطلقاً ـ فإنه أمر حين حدوث الخصام باستبقاء نسبة من الحب للصديق، أو للطرف الآخر، بأمل التصالح معه في المستقبل، وإعادة المياه إلى مجاريها.

وعليه فإذا حدث أن تخاصم امرؤ مع شخص آخر، فلا يكن كل منهما متعصباً لذاته، وليجنح دائماً نحو المصالحة، لا نحو اللجاجة والتعنت في الخصومة والتمادي فيها، ولا يحسبن أن في جنوحه للصلح والتصافي هزيمة له، بل هو انتصار، لأن الخصومة والتمادي فيها تولد الأمراض النفسية، كالحقد، والعداوة، والحسد، وهي تأكل في القلب كما تأكل النار الحطب، وتولد متاعب نفسية ومعنوية خطيرة، فضلا عن انقطاع الصلة والعلاقة بالشخص الآخر.

يقول الإمام علي (عليه السلام) في الاقتصاد والاعتدال في الحب والبغض: (أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما) (5).

إن من النتائج التي قد تسفر عنها الخصومات والمخاصمات: العداوات فيما بين الناس، وهذه تمثل صدوعاً مضرة في بنيان العلاقة الإجتماعية، وبشعب تلك الصدوع تصلح العلاقة الإجتماعية ويجتمع شمل الناس، ومن هنا نهى الاسلام عن معاداة الناس، وملاحاتهم، ومشارتهم، ومشاجرتهم، وعن كل ما من شأنه إيجاد الخصومات والعداوات والمنازعات والبغضاء والضغائن فيما بينهم.

يقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): (ما عهد اليّ جبرئيل عليه السلام في شيء ما عهد اليّ في معاداة الرجال) (6).

ويقول الإمام علي (عليه السلام): (رأس الجهل معاداة الناس) (7).

ويقول (عليه السلام) أيضاً: (معاداة الرجال من شيم الجهال) (8).

ويقول الإمام علي بن الحسين (عليه السلام): (لا تعادين أحداً وإن ظننت أنه لا يضرك، ولا تزهدن صداقة أحد وإن ظننت أنه لا ينفعك، فإنك لا تدري متى ترجو صديقك، ولا تدري متى تخاف عدوك)(9).

ويقول الامام الهادي (عليه السلام): (لا تُعادِ أحداً حتى تعرف الذي بينه وبين الله تعالى، فإن كان محسناً فإنه لا يسلمه إليك، وإن كان مسيئاً فإن علمك به يكفيكه، فلا تُعادِه) (10).

ويقول أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصية لبنيه: (يا بُني! إياكم ومعاداة الرجال، فإنهم لا يخلون من ضربين: من عاقل يمكرُ بكم، أو جاهل يعجّل عليكم) (11).

وفضلا عن ان المعاداة تدق إسفيناً (*) في جسم العلاقة الاجتماعية، وتبعّد بين المتقاربين، وتقطع الموصولين، فضلا عن ذلك فإنها تسقط مروءة المرء وتذهب بعزه، وتكشف عوراته، وتبدي عيوبه، وتورث العار، وتعرضه لمكر الماكرين، وتعجيل الجاهلين.

ومن الآثار التي تترتب على الخصومات والعداوات فيما بين الناس نشوء الأحقاد والضغائن والأغلال النفسية، وأشد الأغلال: الحقد، وهو ألأم الخلق، وألأم العيوب، وباقتلاعه تحسن معاملة الناس والعلاقة بهم.

يقول الامام علي (عليه السلام) في الحقد وتطييب القلب منه:

(الحقد ألأم العيوب) (12).

(الام الخلق الحقد) (13).

((الحقد يذري، (يذوي) ))(14).

(الحقد مثار الغضب) (15).

(الحقد شيمة الحـسدة) (16).

(الحقد داء دوي ومرض موبي) (17).

(الحقد خُلُق دني، وعرض مردي) (18).

(الحقد من طبائع الاشرار) (19).

(الحقد نار كامنة لا يطفيها إلا موت أو ظفر) (20).

(طيبوا قلوبكم من الحقد فإنه داء موبي) (21).

(رأس العيوب الحقد) (22).

(الدنيا أصغر وأحقر وأنزر من أن تطاع فيها الأحقاد) (23).

(إنما اللبيب من استسل الأحقاد) (24).

(سلاح الشر الحقد) (25).

(سبب الفتن الحقد) (26).

(من أطرح الحقد، استراح قلبه ولبه) (27).

(من كثر حقده، قل عتابه) (28).

(احترسوا من سورة الجمد (**) والحقد والغضب والحسد، وأعدوا لكل شيء من ذلك عدة تجاهدونه من الفكر في العاقبة، ومنع الرذيلة، وطلب الفضيلة، وصلاح الآخرة، ولزوم الحلم) (29).

ويقول الامام الهادي (عليه السلام): (العتاب خير من الحقد) (30).

ويقول الامام علي (عليه السلام): (الحقود معذب النفس متضاعف الهم) (31).

(أشد القلوب غِلا، قلب الحقود) (32).

(بئس العشير الحقود) (33).

(ليس لحقود أخوّة) (34).

(لا مودة لحقود) (35).

(لا يكون الكريم حقوداً) (36).

ويقول الامام العسكري (عليه السلام): (أقل الناس راحة الحقود) (37).

ويقول الامام الصادق (عليه السلام): (حقد المؤمن مقامه، ثم يفارق أخاه فلا يجد عليه شيئاً، وحقد الكافر دهره) (38).

ويقول (عليه السلام) أيضاً: (المؤمن يحقد ما دام في مجلسه، فإذا قام ذهب عنه الحقد) (39)

ومن الامور التي تورث الحقد وتسببه: الملامة والعتاب، ولتجنب نشوء الحقد يلزم اجتناب اللوم والعتاب، واحتمال الآخرين على ما فيهم من عيوب وتقصيرات، ولا سبيل لحصد الحقد من صدور الآخرين، أفضل من قلعه من الصدر، مع العلم بأن حسن البشر، وطلاقة الوجه المخلصة، والابتسام، والظروف الشديدة ـ أو الشدائد ـ تذهب بالأحقاد والضّغائن والسّخائم.

والآن فلكي يحسن المرء معاملة الناس، ولكي يكون محبوباً من لدنهم، عليه أن يجتنب مخاصمتهم، ومنازعتهم، وملاحاتهم، ومعاداتهم، والحقد عليهم، وأن يجعل معاملته لهم قائمة على أساس الحب والقصد والاعتدال فيه، من دون إفراط ولا تفريط.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) نهج البلاغة ، الحكم

(2) الغرر والدرر.

(3) أصول الكافي، ج2، ص301.

(4) بحار الأنوار، ج2، ص128.

(5) نهج البلاغة، الحكم . الهون في الحب والبغض : الاقتصاد فيهما دون افراط ، واضافة (ما)  تفيد التقليل.

(6) الأصول من الكافي، ج2، ص302.

(7) الغرر والدرر.

(8) المصدر السابق.

(9) بحار الأنوار، ج78، ص142.

(10) المصدر السابق، ص 365.

(11) الخصال، ص72.

(*) حديدة او خشبة تستعمل لفلق الحطب وغيره (يونانية).

(12) الغرر والدرر.

(13) المصدر السابق.

(14) المصدر السابق . يذري : يُطير ويفرق . يذوي : يُذبل وينشف الماء.

(15) المصدر السابق.

(16) المصدر السابق.

(17) المصدر السابق.

(18) المصدر السابق.

(19) المصدر السابق.

(20) المصدر السابق.

(21) المصدر السابق.

(22) المصدر السابق.

(23) المصدر السابق.

(24) المصدر السابق.

(25) المصدر السابق.

(26) المصدر السابق.

(27) المصدر السابق.

(28) المصدر السابق.

(**) الجمد : البخل.

(29) المصدر السابق.

(30) بحار الانوار، ج78، ص369.

(31) الغرر والدرر.

(32) المصدر السابق.

(33) المصدر السابق.

(34) المصدر السابق.

(35) المصدر السابق.

(36) المصدر السابق.

(37) تحف العقول، ص363.

(38) بحار الأنوار، ج75، ص211.

(39) المصدر السابق، ج78، ص289. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.