المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



شكر الناس على احسانهم  
  
3393   10:27 صباحاً   التاريخ: 18-11-2021
المؤلف : رضا علوي سيد احمد
الكتاب أو المصدر : فن التعامل مع الناس
الجزء والصفحة : ص 307 ـ 310
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-28 282
التاريخ: 2023-12-22 953
التاريخ: 6-12-2021 2053
التاريخ: 25-7-2016 2707

قال الإمام علي (عليه السلام): (من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق) (1).

وقال الإمام علي بن الحسين (عليه السلام): (أشكَرُكُم لله أشكَرُكُم للناس) (2).

في تعامل الإنسان مع أخيه الإنسان هناك حاجة ضرورية إلى الإحسان المتبادل، أو المعروف أو الإنعام.

فكيف يكون التعامل مع من يفعل الإحسان؟

هل يكفّر إحسانه أو يشكر عليه؟

بناءً على ضرورة إحترام الإنسان وقيمته، لا شك أن كفر الإحسان والمعروف والإنعام الذي يقوم به الناس هو خلق سيء في التعامل معهم، لأن كفر معروفهم هو كفر بنعم الله في المحصّلة، واساءة تقدير للإنسان الذي هو مكرم عند الله سبحانه، أما شكر الإحسان والمعروف والإنعام الذي يقوم به الناس فهو الخلق الحسن في معاملتهم، لأن فيه شكر لله على نعمه، وشكر للإنسان الذي هو في المحصلة شكر لله تعالى، ولهذا فمن لم يشكر الآخرين على إنعامهم وإجاداتهم، لم يشكر خالقهم في حقيقة الأمر، إذ من مقاييس شكر الإنسان لله: شكره للناس، أفليس المحسنون من الناس جديرين بالشكر؟ ورب سائل يسأل: وهل هناك من داع لشكر الشخص الآخر، أو الطرف الآخر على إحسانه أو إنعامه أو معروفه أو إجادته؟

وتكون الإجابة على ذلك بالسؤال الآتي: أفليس من حق المنعم، أو ذي المعروف أن يشكر ويذكر معروفه؟

إن شكر المنعم أو صانع المعروف حق على من أنعم عليه أو من صنع المعروف له، ومن شأن الحق أن يصان لصاحبه، كما أن شكر صاحب المعروف تقدير له وتكريم، وإضافة إلى ذلك فإن شكره يجعله يشعر بالسعادة، وبالمتعة المعنوية، ويجعله متشجعاً منطلقاً في صنع الخير والمعروف، والكل منا يدرك الشعور الحسن في نفسه حينما يتلقى كلمة شكر من شخص آخر، أو من جهة أخرى، أليس كذلك؟

وإذ أن المرء يشعر بالمتعة المعنوية حينما يتلقى الشكر من الآخرين، أليس خليقاً به أن يشكرهم حينما ينعمون عليه أو يصنعون الخير والمعروف له لكي يكونوا مقدرين شاعرين بالسعادة والمتعة؟

يقول الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) في هذا الصدد:

(أما حق ذي المعروف عليك فأن تشكره وتذكر معروفه، وتكسبه المقالة الحسنة، وتخلص له الدعاء فيما بينك وبين الله - عز وجل - فإذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سراً وعلانية، ثم إن قدرت على مكافأته يوما كافأته) (3).

وقد يستنكف الإنسان من تقديم الشكر لفاعل المعروف له، مستصعباً، ولكنه سهل ما أسهله! وهل هناك صعوبة في أن يقول المرء لمن أنعم عليه: شكراً لك على هذا الصنيع الذي قمت به لي، أو أشكرك على ذلك، أو ما شابه ذلك من العبارات التي تفيد تقديم الشكر؟ وأليس اللؤم أن لا يشكر المنعم عليه، المنعم وصاحب المعروف؟!

يقول الإمام الحسن (عليه السلام): (اللؤم أن لا تشكر النعمة) (4).

والشكر جزاء دنيوي لصنع المعروف، وتعبير عن النية الصادقة في معاملة الناس وتقدير ما يصنعونه من معروف، وأقل منه حسن الثناء، وأقل من حسن الثناء معرفة العمل أو المعروف أو النعمة وحب صاحبها، فإذا حدث أن قصر المرء في المكافأة، فعليه أن يثني على المنعم ثناءً حسناً، وإن لم (يجشّم) لسانه ذلك فعليه أن يعرف النعمة ويقدرها ويحب المنعم. أما إذا قصر عن هذا فهو ليس خليقاً بالنعمة لأنه كافر بها مكفر لصاحبها.

يقول الإمام علي (عليه السلام): (حق على من أنعِم عليه أن يُحسن مكافأة المنعِم، فإن قصر عن ذلك وسعه، فعليه أن يحسن الثناء، فإن كل عن ذلك لسانه فعليه معرفة النعمة ومحبة المنعم بها، فإن قصر عن ذلك فليس للنعمة بأهل) (5).

وفي الوقت الذي على المرء أن يشكر الناس على صنعهم للمعروف، عليه أن يعلم أن الشكر يكون مع الإستحقاق، وأن ليس من الصحيح وضع الشكر في غير موضعه، كأن يشكر من لا يقوم بالإحسان، إن الشكر جزاء لمن قام بالمعروف والإحسان، أما ذلك الذي لم يصنعهما فلا داعي لشكره بطبيعة الحال، بل إن شكر الشخص الآخر على معروف لم يفعله قد يحدث خللا في شخصيته، بأن يتعود على إنتظار الشكر من الآخرين في مقابل لا شيء من المعروف يقوم به، الأمر الذي يميع شخصيته، ويجعله من الذين قال عنهم القرآن الكريم: {وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} [آل عمران: 188]

يقول الإمام علي (عليه السلام): (من شكر على غير إحسان ذم على غير إساءة) (6).

وكما ينبغي للمرء أن يشكر الآخرين على ما يفعلونه من معروف، عليهم أن لا يزهدوا في فعل المعروف فيما إذا لم يقدم لهم الشكر، وأن يوطنوا أنفسهم على الإستمرار في فعل الخيرات للناس حتى وإن لم يُشكروا.

وفي هذا الشأن يقول الإمام علي (عليه السلام): (لا يزهدنّك في المعروف من لا يشكره لك، فقد يشكرك عليه من لا يستمتع بشيء منه، وقد تدرك من شكر الشاكر أكثر مما أضاع الكافر، والله يحب المحسنين) (7).

وهكذا فإن كلمة الشكر لا تكلف شيئاً، وتعود بالخير على الشاكر والمشكور، بل وتجعل المشكور واثقاً من نفسه أكثر، مندفعاً لفعل الخير والمعروف والإحسان، فلكي يحسن المرء معاملة الناس خليق به ان يشكرهم - مع الإستحقاق - على ما يحسنون، وأن يكون الشكر مع شرط الإستحقاق رفيقة في منزله: في تعامله مع والديه، وزوجته، وأولاده، وأقاربه، وفي عمله، وفي تعامله مع أصدقائه والناس عامة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الغرر والدرر.

(2) بحار الأنوار، ج71، ص38.

(3) المصدر السابق، ص7.

(4) المصدر السابق، ج78، ص105.

(5) المصدر السابق، ج71، ص50.

(6) الغرر والدرر.

(7) نهج البلاغة، تنظيم صبحي الصالح، ص505. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.