تفسير قوله تعالى : {وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ ..} |
2061
01:53 صباحاً
التاريخ: 14-06-2015
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-06-2015
1977
التاريخ: 12-06-2015
2080
التاريخ: 12-06-2015
6431
التاريخ: 12-06-2015
2864
|
قال تعالى : {وَلَا
جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ
أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ
وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا
وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [البقرة
: 235] .
{وَلا
جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّساءِ} نظم
الآيات وسياق الآية وقوله تعالى فيها {حَتَّى
يَبْلُغَ الْكِتابُ أَجَلَهُ} تدل على ان المراد من النساء
المعتدات للوفاة وعليه الاتفاق والآية صالحة للعموم لبعض المعتدات ايضا وتفصيل ذلك
موكول إلى كتب الفقه.
والتعريض هو خلاف التصريحات بما يسعه
مجال الخطبة من وجوه الكلام وهو تضمين الكلام دلالة على شيء ليس فيه ذكر له
والخطبة هو الكلام الدال على طلب المرأة للتزويج ولعل الأصل فيه ان الطلب كان يصاغ
كثيرا بكلام ينشئه خطيب القوم ثم استعمل في مطلق الطلب فتعدى ويقال خطبها وهو
خاطب {أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ} بأن
خطر في أنفسكم الرغبة في نكاحها والعزم عليه واسررتموه {عَلِمَ
اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَ} لسانا
بأبداء الرغبة في نكاحهن ولا يدل ذلك على التوبيخ لجواز ان يقصدوا في ذكرها وجها
راجحا خصوصا في عصر الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) كتطييب قلوب المؤمنات
المهاجرات المنقطعات ذوات الأيتام لكي تطمئن قلوبهن بوجود الكافل {وَلكِنْ
لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا} في صحيحة الحلبي عن الصادق (عليه السلام) ان يقول
لها أواعدك بيت آل فلان ونحوها رواية عبد اللّه بن سنان عنه (عليه السلام) .
وفي رواية علي بن حمزة عنه (عليه السلام) أواعدك بيت آل فلان يعرض لها بالرفث
ويرفث الرواية اي يرفث قولا بأن يذكر لها الجماع وما يرجع اليه صريحا على
خلاف الكناية والاحتشام. فإن الجماع يعبر عنه بالسر كقول امرء القيس :
الا زعمت
بسباسة اليوم انني |
كبرت وان
لا يشهد السر أمثالي |
|
وقول الأعشى :
ولا
تقربن جارة إن سرها |
عليك
حرام فانكحن او تأبدا |
|
وقول الفرزدق :
موانع للأسرار الا
من أهلها |
ويخلف ما ظن الغيور
التعفف |
|
{إِلَّا
أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفاً} الاستثناء
منقطع لرفع ما يتوهم من المنع عن كل ما يدل على التزويج لأن التزويج يئول إلى
الجماع. بل يجوز القول بالمعروف الموافق للحياء والحشمة وكريم الخطاب كقوله لا
تسبقيني بنفسك إذا انقضت العدة او اني مكرم للنساء او لو انقضت عدتك لا تفوتيني
ونحو هذا من معاريض الكلام وبه جاءت روايات الدر المنثور عن ابن عباس {وَلا
تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ} ولا توقعوها وتوجبوها وبذلك
جاءت رواية الدر المنثور عن ابن عباس واما
العزم على العقد بعد العدة فهو مرخص فيه في الآية خصوصا في قوله او أكننتم في
أنفسكم {حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتابُ أَجَلَهُ} في
التبيان معناه انقضاء العدة بلا خلاف. ومقتضى اللفظ حتى يبلغ القرآن باعتبار فرض
العدة اجله في انقضائها او حتى يبلغ الفرض من كتب بمعنى فرض وكلاهما في وجه التجوز
ببلوغها الأجل سواء {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما
فِي أَنْفُسِكُمْ} مما يبعث على الأعمال
الخارجية ومنها ما هو محرم عليكم والمقصود تنبيههم على ما يعرفونه من علم اللّه
زيادة في التحذير {فَاحْذَرُوهُ} من
ان تخالفوه وتعملوا بالمعاصي {وَاعْلَمُوا} مع
ذلك {أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ} ان
تبتم فبادروا إلى التوبة ولا تقنطوا من رحمة اللّه واحذروه من ترك التوبة كما
تحذرونه من المعصية {حَلِيمٌ} لا
يعاجلكم بالعقوبة بل يمهلكم لأن تتوبوا اليه فيقبل عليكم بحلمه كأن لم تذنبوا.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|