أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-06-2015
2502
التاريخ: 6-12-2015
1910
التاريخ: 12-06-2015
2828
التاريخ: 17-10-2014
3579
|
قال تعالى : {وَإِذْ
غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ
سَمِيعٌ عَلِيمٌ (121) إِذْ
هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا واللَّهُ وَلِيُّهُما وعَلَى اللَّهِ
فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل
عمران : 121، 122] .
{وَإِذْ} في
التبيان والمجمع والكشاف ان العامل في «إذ، اذكر» {غَدَوْتَ} في
النهاية الغدوّ هو أول النهار غدا يغدو غدوا. وفي المصباح غدا بمعنى انطلق. والمراد
مجموع السير الواقع في أول النهار وصدره {مِنْ
أَهْلِكَ} ومحل إقامتك. وفي المجمع انه الخروج الى احد «1» عن ابن
عباس وهو المروي عن أبي جعفر يعني الباقر (عليه السلام). وفي الدر المنثور ذكر من
اخرج ذلك عن ابن عباس ومن أخرجه عن عبد الرحمن بن عوف.
وهذه الآية والتي بعدها بمزاياهما وخصوصياتهما
تعينان ذلك {تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ
لِلْقِتالِ} تبوّء المكان بمعنى استقرّ فيه. وبوّأه المقعد
أقره فيه. وجملة «تبوء» حال من «غدوت» لأن مجموع السير والبعد عن الأهل في أول
النهار وصدره كان من مقارناته وأحواله التبوء للقتال بأن جعل رسول اللّه (صلى الله
عليه واله وسلم) مقاعد للقتال في سفح أحد وجعله في ظهورهم. وجعل في الشعب عبد
اللّه بن جبير مع خمسين من الرماة لئلا يدهمهم المشركون من ناحيته. وأمر الرماة أن
لا يبرحوا من مكانهم مهما تطورت الحرب وعواقبها {وَاللَّهُ
سَمِيعٌ} لما قيل في ذلك الغدوّ في أمر الحرب من كلام
المنافقين وكلام الرسول والمؤمنين {عَلِيمٌ} بالنيات
وما جرى من الأعمال في تلك الحرب ومقدّماتها { إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ
مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا} الفشل هو الجبن وضعف القلب. وفي الدر المنثور ذكر
جماعة منهم مسلم والبخاري اخرجوا عن جابر ان الطائفتين هم بنو سلمة وبنو حارثة من
الأنصار وأخرجه ابن جرير عن ابن عباس وأرسله في مجمع البيان عن الباقر والصادق
(عليه السلام).
وفي تفسير القمي نزلت في عبد اللّه
بن أبيّ وقوم من أصحابه اتبعوا رأيه في القعود عن نصرة رسول اللّه (صلى الله عليه
واله وسلم). ويدفعه ان الآية تقول همت ان تفشلا ومن المعلوم ان عبد اللّه وأصحابه
قد فشلوا وقعدوا ونافقوا كما يأتي حالهم من الآية الستين بعد المائة حتى
الثانية والستين من السورة «2» وقد قال
اللّه تعالى في الطائفتين {وَاللَّهُ
وَلِيُّهُما} وفي ذلك دلالة على ان اللّه عصمهما
عما همتا به. وقد ذكر في الآيات المشار إليها من ذم اللّه لعبد اللّه وأصحابه ومقته
لهم شيئا كثيراً وانهم للكفر يومئذ اقرب منهم للإيمان وقوله تعالى {إِذْ
هَمَّتْ} بدل من {إِذْ
غَدَوْتَ} {وَعَلَى
اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} فإنه
وليهم وناصرهم ولا يهنوا عن نصر الدين بنفاق البعض وخذلانه.
__________________
(1) احد بضم الألف والحاء جبل على
نحو ميل من المدينة في شماليها على طريق العراق.
(2) قال الطنطاوي في تفسيره 2 ج ص
143 س 20 (عليم) بنياتكم وما يصيبكم بترككم مراكز القتال لما انهزم عبد اللّه بن
أبي سلول فهمت بنو سلمة من الخزرج وبنو حارثة من الأوس وهما كانا جناحي العسكر
انتهى ومن معلوم التاريخ ان المسلمين ما تركوا مراكز القتال لانهزام عبد اللّه بن
أبي سلول بل لم يكن عبد اللّه وأصحابه معهم فجاهدوا وغلبوا المشركين وهزموهم
فتركوا مراكزهم لانكبابهم على الغنائم من رحال المشركين او كما يزعم هو في الصفحة
المذكورة لاتباعهم مدبرّي المشركين وانظر صفحة 153- ومن المعلوم ايضا ان ابن سلول
لم ينهزم هو وأصحابه بل رجعوا من بعض الطريق قبل ان يصل النبي (صلى الله عليه واله
وسلم) وأصحابه إلى احد وقبل ان ينظم عسكره ومعسكره ويبوء المؤمنين مقاعد للقتال او
يكون لعسكره ترتيب وجناحان. فابن أبي سلول وأصحابه من القاعدين عن الجهاد والتوجه
إلى ميدان الحرب لا من المنهزمين .. ومن المعلوم من سياق القرآن الكريم واتفاق
التفسير كما ذكره هذا المفسر ايضا صفحة 156 ان ابن أبي سلول وأصحابه هم الذين حكى
اللّه قولهم بقوله تعالى في الآية ال { لَوْ
نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ } [آل
عمران : 167] - {الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ
وَقَعَدُوا} [آل عمران : 168] فهم القاعدون الذين لم يتبعوا
الجيش للقتال لا من المنهزمين.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|